في رحاب الخالدين

الشهيد لطف القحوم .. صوت شجي يشحذ همم المجاهدين وشجاعة أرهبت العدو

 

اعداد / عبدالله الطويل
الشهيد لطف محمد القحوم صاحب الحنجرة الذهبية المتميزة الذي وصل صوته العذب إلى قلوب اليمنيين، من مواليد 1988م، نشأ في بيئة توصف بالشجاعة والكرم والقيم النبيلة في ظل أسرته الكريمة والمشهورة بالشجاعة والكرم، كان منذ نعومة أظافره يتميز بصوته العذب والشجي .
انطلق الشهيد البطل لطف القحوم في الحرب الثانية 2005م إلى منطقة نشور ووصل إلى الرزامات بنفسية قوية وأبية رغم صغر سنه وتعرَّف على المجاهدين واستقبله احد القادة العظماء وسلمه بندقاً وجعبة وانطلق لجبهة الرحيب وذات السبيل مدافعاً ومستبسلا، كان ينشد ويردد الزوامل الحماسية التي من خلالها يشحذ همم المجاهدين ويرفع من معنوياتهم، خرج الشهيد لطف القحوم مع المجاهدين إلى منطقة نقعة ورابط فيها إلى أن شُنَّتْ الحرب الثالثة 2006م ورفض البقاء في نقعة بعيداً عن ارض المعركة وتوجه إلى هجرة فلة حيث قاتل مع رفاقه قتال الأبطال وشارك في حرب بني معاذ وحول منطقة مطرة.
بعد الحرب الثالثة أطلق لطف القحوم أول زامل كان له صداه في أوساط المجاهدين وأيضاً على مستوى اليمن بل وله صداه المؤثر على نفسيات العدو، وهو زامل (ما نبالي ما نبالي واعلنوها حرب كبرى عالمية) من كلمات الشهيد عبدالمحسن النمري حيث رد عليه شاعر الملك عبدالله فيما بعد وهذا يدل على تأثيره في أوساط العدو .
شارك الشهيد لطف القحوم -سلام الله عليه- في الحروب الرابعة والخامسة والسادسة وأصيب عدة إصابات وشظايا في أنحاء من جسده.
كان صوته وبندقيته كتوجيه معنوي للمقاتلين، كانت له المواقف البطولية في الحرب السادسة وأصدر عدة زوامل أبرزها “يا الله يا لله يامنان … احفظ علمنا لأنصاره” .
بعد الحرب السادسة كان له الدور البارز في قيام الثورة المباركة ومثلت زوامله وقوداً لقيام الثورة، وفي الزخم الثوري في محيط العاصمة شارك متنقلا في عدة ساحات والذي مثل للمعتصمين فيها الجانب المعنوي ، وأصدر ألبومات انشادية لازالت مثلا للثوار والمجاهدين الأحرار .
مشاركته في مواجهة العدوان
كانت له العديد من المشاركات أولها في عدن حيث حرك أفراده وقاتل معهم قتال الأبطال ثم عاد إلى صنعاء يسجل الزوامل الحماسية في مواجهة العدوان .. وكل ما سمع عن ضغط العدو في أي جبهة من الجبهات لا يقر له قرار إلا بعد أن يذهب لمساندة المجاهدين فشارك في جبهات تعز والجوف وغيرها.
كان رفاقه في الإنشاد ينصحونه بالبقاء في جبهته في الإنشاد والزوامل فيجيب عليهم “يجب أن نجسد كل ما نقوله في الميدان فعليا” ، ثم كان آخر زامل أطلقه قبل ان ينطلق لجبهة صرواح بمارب … (أشري يا هذه الدنيا جوازي) .
خاطب والده عند الانطلاقة ( مللت من البقاء والأعداء يتحركون بكل جد لاحتلال البلد) فتوجه الى جبل هيلان الذي إن تذكر الناس هذا الجبل تذكروا ثبات لطف القحوم ومقولته الشهيرة (ثابتون ثبات الجبال الرواسي – والله لو يزول جبل هيلان ما نزول) وبعد مشوار طويل من البذل والتضحية والعطاء وخلال المواجهة مع قوى الغزو ومرتزقتها ارتقى شهيداً ليلحق برفاق الخلود في مسيرة الجهاد الذين كان دوما يشتاق للحاق بهم واللقاء بهم في عالم الشهداء .
كان تاريخ استشهاده في 14 فبراير عام 2016م وهو في سن الثامنة والعشرين من عمره .. لكن صوته لن يرحل عن قلب كل محب وذاكرة التاريخ مسجلة لبصماته الخالدة لكل الأجيال جيلاً بعد جيل .

قد يعجبك ايضا