عفاف محمد الشريف
إن الكتابة عن نبي الأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم عمل تهنأ النفس وينشرح له الصدر وترتاح له الخواطر وتتسع في رحابه الأبصار والبصائر كيف وهو ملتقى الفضائل وحامل لواء الدعوة إلى توحيد الخالق من بعث ليتمم مكارم الأخلاق، ما أعذب أن نكتب عن نفسه، وسمو سلوكه وعلو إنسانيته وقداسة دعوته.
في مدح الرسول الأعظم تهافت الشعراء والبلغاء، والفصحاء، وقد اضحى المديح النبوي فناً مستقلاً له أصول وقواعده وله شعراؤه الذين أوقفوا شعرهم عليه.
المدحة النبوية .. هي قصيدة مدح ترتبط بفن المديح الذي عرف في الشعر القديم، ولا تخرج في نهجها العام عن هذا العرف ، ولكنها تنظم مدحاً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقط فلا يعد مدح غيره من المديح النبوي مهما كانت علاقته بالنبي الكريم وثيقة وتتضمن المدحة النبوية عدة نقاط .
المدح بالقيم التقليدية.
كما ذكر البوصيري في تمييز فضائل الرسول يقول الشهاب محمود:-
أنت المبوأ من ذؤابة هاشم
شرفاً أناف على الكواكب حلوة
بك كرم الله الجدود
وطهر الآباء إذ ولدوك جيلاً جيلاً
التعبير عن حبه والتعليق به والشؤون إلية:-
وقال في ذلك السند فاني.
مكانك من قلبي وعيني كلاهما
مكان السويداء من فؤادي وأقرب
وذكرك في نفسي وإن شفها الظمأ
ألذّ من الماء الزلال وأعذب
نظم بعض الأحاديث والأخبار في صفاته ومقامه وأخلاقه:-
وقال في ذلك الشهاب محمود.
والله خصك في الأنام بخمسة
لم يعطها لبشر سواك رسولا
حل الغنائم في الجهاد ولم تزل
للنار يوم تقترب مأكولا
والأرض أجمع مسجد وترابها
طهر يبيح الفرض والتفيلا
وشفاعة عمت وإرسال إلى
كل الورى طراً وجيلاً جيلا
ونصرت بالرعب الشديد فمن ترد
تغزوه بات بذعره مخبولا
الحديث هن عن هديه وخصائصه ويقول الصدصدي في ذلك:-
فأتاهم من ربه بكتاب
هو للناس رحمة وشفاء
ولقد أحسن البلاغ وأبقى
سنة لا تشوبها الآراء
واليوم يتهافت الشعراء ويتنافسون في حب الرسول المصطفى وتجود قرائحهم بما يليق بمقام سيد الخلق وقد برز في طليعة شعراء بلادنا الشاعر معاذ الجنيد وبرع في المدحة النبوية الفصيحة وانتج قصيدة بديعة بعنوان “لبيك يا رسول الله” فاستحوذت على ملكات النفوس ومثله ابدع الكثير من الشعراء وقد اخترت هذه المقاطع للشاء محمد عبدالقدوس الوزير بعنوان “رمل محمدي”
في ربيع حفنا الله بطه
وإليها أذن الحق تناهى
قالت الجن سمعنا خبراً
وكتابا نتلقاه بطه
مولد أكرم به من مولد
موعد من ربه فوق رباها
كلما ومنا بلاغا شافعا
قالت الآيات هذا مبتداها
سبحوا والتمسوا أنواره
تهتدوا ولتقرأوا كيف دحاها
عالمي الفكر يهدي عالما
من بني الأجناس تلقى مبتغاها
أسس البنيان مجدا شامخا
راية الإسلام تطوى ما سواها
وقصيدة للشاعر نشوان الغولي يقول فيها:
مواكب النور زفت للملا بشرى
واستبشر الكون في ميلاد هاديها
يا مصطفى يا إمام الأنبياء طرا
هذا ربيعك تجلى في روابينا
ذكراك يا سيدي ما مثلها ذكرى
وعيد أعياد حاضرنا وماضينا
وقصيدة لآمة الخالق الحوثي نقرأ منها الآتي:
أيا طه يا نورا تسرمد
بأعماق القلوب النازفات
فلا نهج له بالحرب يوأد ولا انكاه حد المرهفات
وأخيرا.. فإن أي كتابة أو مدح في النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم المرسل رحمة للعالمين والموصوف بأنه على خلق عظيم لن يفيه حقه ولن يعطيه قدره مهما كتب الكاتبون ومدح المادحون.