الثورة نت/ أحمد كنفاني
عقد اجتماع موسع ظهر اليوم الأحد بمحافظة الحديدة ضم وكيلا المحافظة عبدالجبار أحمد محمد وعلي أحمد قشر ونائبا مدير عام مكتب الصحة الدكتور محمد قطقط وخالد الحلوي و نائب ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن فيليب سميث.
ناقش الاجتماع امكانية دعم منظمة الصحة العالمية لجهود السلطة المحلية ومكتب الصحة العامة للحد من انتشار حمى الضنك بمديريات المحافظة المختلفة وتوفير احتياجات المراكز الصحية بالمديريات من مستلزمات طبية وأدوية وكوادر صحية.
وأستعرض الاجتماع الذي ضم مدير مكتب المنظمة بالحديدة الدكتور احمد الصوفي ومدير الطوارئ عبدالله سالم ومنسق الوبائيات بالمنظمة محور تهامة الدكتور محمد أبكر ومنسق كتلة الصحة بالمنظمة الدكتور عبدالله الزحيري ومنسق الطوارئ الدكتورة رزق باشا ومسؤول الوبائيات المهملة بمنظمة الصحة العالمية بصنعاء الدكتور احمد ثابت والخبير الوطني الدكتور عادل الجسار والخبير المحلي الدكتور سلطان المقطري الوضع الصحي والوبائي لمرض حمى الضنك ومدى انتشاره والجهود المبذولة للحد منه.
وفي الاجتماع أكد وكيل المحافظة علي قشر أن عدد الإصابات بحمى الضنك والملاريا في مديريات المحافظة لا يزال مستمرا على الرغم من الجهود الكبيرة والمستمرة التي تبذلها الجهات ذات العلاقة في مكافحته مشيرا إلى ان استمرار حالات الاصابة بالمرض يعد مؤشرا على أن أعمال المكافحة الحالية تواجهها بعض التحديات التي حدت من فعاليتها معتبرا أن من أهم هذه المعوقات تكاثر البعوض الناقل للمرض داخل المناطق العمرانية والمنازل ما يتطلب رش المبيدات داخل المناطق المأهولة والمنازل موضحا ان الظروف الراهنة التي يمر بها الوطن عامة والحديدة خاصة جراء العدوان والحصار تتطلب تضافر الجهود من قبل كافة الشركاء المحليين والدوليين والسلطة المحلية والعمل كفريق واحد لمواجهة هذا الوباء لافتا الى ان عدم المعرفة والدراية بوسائل انتقال المرض ومبادئ الوقاية منه أسهم في توفير بيئة خصبة لتكاثر البعوض وزاد من رقعة المساحة المستهدفة بالمكافحة.
من جانبه أستعرض وكيل المحافظة عبدالجبار أحمد الجهود التي بذلتها ولا تزال تبذلها السلطة المحلية ومكتب الصحة للحيلولة دون زيادة أعداده من خلال تنفيذ اعمال الرش والتوعية وتوفير الأدوية والتعاون المشترك لمكافحة الناقل المسبب للمرض مشيرا إلى رفع درجة التأهب القصوى والقيام بأعمال الرش للمواقع التي يحتمل أن تكون بؤرا مناسبة لتوالد البعوض الناقل لحمى الضنك من خلال عمل مسح شامل وتغطية منازل الأحياء للقضاء على بؤر التوالد وأكد عبدالجبار استعداد السلطة المحلية بالمحافظة تقديم كافة اوجه التعاون والتسهيلات اللازمة لا نجاح خطط المكافحة والحد من انتشاره وأشار إلى أن العمل المشترك والتكامل بين مختلف وزارات وقطاعات الدولة أصبح ضرورة حتمية لمواجهة الأخطار المتزايدة التي تمثلها الأمراض المعدية لافتا الى أن هذه الجهود لن تثمر بالنجاح الا في ظل بناء شراكة قوية بين الجهات العاملة على مواجهة هذه الأخطار والمجتمع بمختلف أطيافه.
فيما أوضح نائبا مدير عام مكتب الصحة بالمحافظة أبرز احتياجات المراكز الصحية بالمديريات وما يتطلب توفيرها لمواجهة وباء حمى الضنك الذي سجل انتشارا في بعض المديريات من المحاليل والسوائل الوريدية وتوفير جهاز فحص الفيروس الناقل لمرض حمى الضنك ولفتا الى تسجيل حالات اصابة ووفاة بشكل يومي مما يتطلب سرعة تنفيذ اجراءات احترازية لتفادي انتشاره في باقي المديريات وأكدا تدشين العمل بالمستشفى الإسعافي لمواجهة وباء حمى الضنك والملاريا بمديرية الجراحي.
من جانبه أكد نائب ممثل المنظمة أن مكافحة البعوض الناقل للأمراض تشكل حجر الزاوية لتقليل الإصابات بهذا المرض مبديا استعداد المنظمة تقديم ما يلزم من احتياجات للمراكز الصحية بالمديريات ورفدها بالأدوية لمكافحة هذا الوباء وأكد فيليب سميث أهمية رفع تصور من الجهات المختصة بالاحتياجات التي يتطلب توفيرها من الأدوية والمحاليل المخبرية والتي ستعمل المنظمة خلال الفترة القادمة على توفيرها للمراكز والمرافق الصحية التي تفتقر إليها.
من جانبه أكد مدير مكتب المنظمة بالمحافظة الدكتور أحمد الصوفي أهمية تكاثف الجهود لإزالة المسببات والعوامل التي تهيئ البيئة المناسبة لحدوث المرض ولفت إلى أن المنظمة دربت العام الفائت عددا من العاملين في المجال الصحي، إضافة إيفاد المنظمة أطباء للتدريب في سنغافورة حول مواجهة أي جائحة وأشار الصوفي إلى أن الفرق الصحية التي تم تشكيلها بدعم منظمة الصحة العالمية لمواجهة الوباء، تنفذ مهامها حاليا بمديريات الزهرة والجراحي وغيرها لمكافحة البعوض.
فيما اشار خبراء المنظمة الى انه مع تنفيذ حملة الرش الضبابي التي تستهدف 59 مديرية وتستهدف 268 الف منزل واستفادة نحو مليون و500 الف مستفيد منها سيتم حصر البعوض من خلالها مشيرين الى انها من اكبر الحملات التي ستنفذ في سهل تهامة وأكدوا أهمية انشاء لجنة تنسيق استجابة قطاعي بقرار من المحافظ تضم في عضويتها كافة المنظمات ودعم الأبحاث والدراسات التي تتعلق بجمع المعلومات المتاحة عن البعوض الناقل للأمراض وخاصة فيروس حمى الضنك من حيث دراسة سلوكياته وحساسيته للمبيدات المختلفة ووضع أطر عامة لتطوير استراتيجية المكافحة المتكاملة للبعوض الناقل للأمراض في مديريات المحافظة وقيام لجنة التنسيق بعد انشائها بالبدء في تحديد الأطر العامة لصياغة الخطط العلمية التي تدعم برامج المكافحة للحيلولة دون ارتفاع الحالات المرضية بشكل وبائي لا يمكن السيطرة عليه مع تدارس الإجراءات المتبعة من جانب الوزارات والمؤسسات والمكاتب المعنية والمسؤولة عن التوعية ومكافحة النواقل وعقد لقاءات متواصلة لوضع خطة لمكافحة نواقل حمى الضنك وتكثيف عمليات المكافحة المتكاملة بصفة دورية من أجل الحد من ارتفاع الحالات المصابة بالمرض وخفض كثافة البعوض الناقل للفيروس المسبب له ودراسة الأمر برمته ووضع كافة الحقائق أمام القائمين على أعمال المكافحة من جانب الجهات المعنية.
واستعرضوا ما تشكله الأمراض المعدية المنقولة بالبعوض وغيره من النواقل من تحد صحي متنام لسهل تهامة وتوسع رقعة مساحتها أسوة ببقية المناطق ويأتي في مقدمتها مرض حمى الضنك الذي ينتشر في أكثر من 120 دولة ويتعذر استئصاله في الوقت الحاضر لأسباب عديدة.
وتناولوا ظاهرة استمرار تسجيل حالات فيروس الضنك الذي ينقله نوع معين من البعوض يسمى “الزاعجة المصرية” في عدد من المناطق المعروف أن هذا البعوض ينقل فيروس “زيكا” أيضا، وعلى الرغم من عدم تسجيل أي حالات مشتبهة للفيروس في اليمن.
وأكدوا أن مكافحة البعوض الناقل لهذه الأمراض تشكل حجر الزاوية لتقليل الإصابات بهذا المرض، وأن الفرق الصحية التي تم تشكيلها بدعم من منظمة الصحة العالمية وتقوم بمهامها الآن في مديريات الزهرة والجراحي وغيرها تعمل كفريق متكامل وتتعاضد جهودها المشتركة في تلك المناطق المعنية لمكافحة البعوض الناقل للأمراض.
ولفتوا إلى أهمية الاستقصاء الوبائي حول المرض وتشخيصه وعلاج حالات الإصابة به وتكثيف أعمال التوعية حول الوقاية منه اضافة الى أعمال المكافحة المتكاملة داخل النطاق العمراني بالمديريات المستهدفة مثل رش المبيدات داخل وخارج المنازل وأماكن تكاثر البعوض خارج النطاق العمراني وشفط تجمعات المياه وردم المستنقعات وأهمية إطلاع العاملين الصحيين في مختلف القطاعات على أعراض المرض وطرق تشخيصه.
وشددوا على ضرورة تعزيز آليات المكافحة ورفع جودتها، وتوحيد العمل بين الفرق المختلفة وأعمال الرش وفحص مقاومة المبيدات وتكثيف رسائل التوعية الصحية والنصائح الوقائية للمواطنين حول مكافحة البعوض عبر كل القنوات الممكنة والمتوفرة.