وسط غياب المنظمات الدولية والعالمية

حمى الضنك تحصد أرواح النساء والأطفال في تهامة

الاسرة / خاص

يوميا يصحو أهالي قرى مديريتي الجراحي وزبيد بمحافظة الحديدة على انباء وفيات جديدة من جيرانهم وأهالي تلك القرى المتناثرة بين الأودية في سهول تهامة بفعل الاوبئة والأمراض العديدة التي باتت تعصف بالسكان في تلك المناطق.. ويقول الأهالي إن ما يسمى “المكرفس” وحمى الضنك حصدا أرواح العشرات خلال الأيام القليلة الماضية بينما لم يلمسوا أي تواجد للمنظمات الدولية والإنسانية في سبيل الحد من انتشار هذه الأوبئة.

ويقول عبدالله شراية وهو من أبناء إحدى قرى مديريات الجراحي في حديثه لـ”الثورة” إنه في يوم الأربعاء الماضي شيعت قريته الصغيرة عشرة أشخاص معظمهم من النساء والاطفال ومما يجعل من انتقال المرض امراً شائعاً ومنتشراً كونه ينتقل عبر البعوض الذي يسميه سكان محليون “نامس “والذي ينتشر بكثافة في تلك المناطق خاصة مع هطول أمطار غزيرة وسيول خلال الفترة القليلة الماضية.
العدوان سبب رئيسي
وتسبب العدوان وحصاره الخانق على اليمن في توسع واستشراء الأوبئة والأمراض وخاصة في مناطق تهامة.
ويناشد السكان في المنطقة المنظمات الدولية والمحلية والإنسانية تفعيل جهود المكافحة والحيلولة دون وصولها الى مناطق أخرى وسط تحذيرات من انتقال هذا المرض الى مناطق شاسعة.. وقد أعلنت وزارة الصحة حالة الطوارئ في محافظة الحديدة لمحاربة وباء حمى الضنك والحد من انتشاره بينما تكتفي المنظمات الدولية بالصمت المريب.
واشار وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل إلى أن الوزارة دقت ناقوس الخطر بشأن انتشار الأمراض والأوبئة في محافظة الحديدة مع موسم الأمطار وتدهور البنية التحتية نتيجة العدوان وقد تسببت حمى الضنك والملاريا في وفاة 68 شخصاً معظمهم من الأطفال واصابة 2890حالة اخرى بمديرية الجراحي، داعيا كافة المنظمات الدولية العاملة في المحافظة وخاصة منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف الى التدخل الى جانب جهود وزارة الصحة وقيادة محافظة الحديدة والجهات المعنية الأخرى في مكافحة حمى الضنك والملاريا والكوليرا والدفتيريا في كافة مديريات الحديدة وحجة وريمة والمحويت .
آلاف المرضى
العدوان والحصار ومنع المرضى من السفر الى الخارج وإغلاق مطار صنعاء أبرز أسباب انتشار هذه الأمراض والأوبئة.
وأوضح وزير الصحة أنه توجد ١١٦ ألفاً و ٥٢٢ حالة إصابة مؤكدة بالملاريا وخمسة أضعاف حالة اشتباه أي نحو ٥٠٠ ألف حالة، مبيناً أن هناك نحو ٢٣ ألف حالة إصابة بحمى الضنك .
وأشار إلى أن الوزارة تعمل على مسارين الأول وقائي والثاني علاجي، ودعا كافة الوزارات وعلى رأسها وزارات المياه والإعلام والأوقاف والزراعة والصناعة والسلطة المحلية والتربية في مواجهة الأوبئة وأن المرحلة الراهنة تتطلب من الجميع بذل الجهود وتقديم كافة الإمكانات التي من شأنها وقف انتشار الأمراض والأوبئة التي تجتاح المحافظة .
تثقيف مجتمعي
التخلص من مسببات المرض والاوبئة احدى طرق النجاة ويؤكد الأطباء الى ضرورة أن ترافق حملة المكافحة عملية توعوية للمجتمع بمسببات المرض والوقاية منه والتخلص من مسبباته ولا بد من تعاون المسؤولين والأطباء والمجتمع بذلك والتخلص من بؤر تكاثر نواقل المرض وتوزيع الناموسيات والعلاجات.
حملة واسعة
واكد مسؤولون على أهمية الحملة الواسعة لمكافحة الملاريا وحمى الضنك للحد من انتشاره ودور المواطنين في إنجاح حملة مكافحة حمى الضنك والملاريا التي تجتاح محافظة الحديدة من خلال التعاون مع الفرق الصحية وفرق الرش التي ينفذها البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا والتي تستمر على مدى أسبوعين وتستهدف كافة مديريات محافظة الحديدة واجزاء من محافظات ذمار وتعز وإب وريمة وحجة واتباع نصائح وإرشادات فرق التوعية خلال نزولها إلى كافة الأحياء السكنية والمنازل لتوعية المواطنين بالإجراءات الواجب اتخاذها.
واشار مدير عام مكتب الصحة بالمحافظة الدكتور عبدالرحمن جار الله إلى أن الحملة التي ينفذها البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا تستهدف كافة مديريات محافظة الحديدة وأجزاء من محافظات ذمار وتعز وإب وريمة وحجة.
وأكد أن الحملة التي ستنفذ على مدى أسبوعين تشمل الرش بالأثر الطويل والأثر الباقي والضبابي الذي يكافح يرقات بعوض الملاريا والضنك، إلى جانب ردم المستنقعات المائية الراكدة والبؤر الأخرى التي يتكاثر فيها البعوض وأنه سيتم توزيع الناموسيات والعلاجات الوقائية للمواطنين بالإضافة إلى نشر الوعي المجتمعي والتثقيف بمسببات المرض وكيفية التخلص منها.
وأفاد مدير مكتب الصحة بأن الحملة ينفذها ألف و١٦٠ عاملاً صحياً و٢٩٠ ملاحظاً و٢١١ سيارة رش ونقل.
واخيرا فإن تباطؤ المنظمات الدولية، خاصة في ظل ما يعانيه الوطن من عدوان وحصار، ساهم بشكل كبير في تفاقم هذه الأوبئة.
كما أن ظروف العدوان والحصار على الشعب اليمني طوال ما يقارب الخمسة أعوام تسببت في تدهور الوضع الصحي وانتشار الأوبئة والأمراض حيث شهدت البلاد خلال العامين 2017 و2018م جائحة وباء الكوليرا والدفتيريا وحمى الضنك في عدد من المحافظات اليمنية.

قد يعجبك ايضا