, تحذيرات :الأحياء تتحول إلى بيئة خصبة للميكروبات التي تفتك بصحة الإنسان..والحل في الذبح بالمسالخ.
, أطباء: رمي مخلفات الأضاحي في الشوارع خطر يهدد الإنسان والبيئة .
, مدير المسالخ : الانفلات الأمني يعيق ضبط المخالفين
تحقيق / رجاء محمد عاطف
❊ .. أخطاء يمارسها البعض كل عام عند ذبح الأضاحي والتعامل مع مخلفاتها ما يسبب أخطاراٍ صحية وبيئية.. ولا زالت هناك عادات وتقاليد خاطئة في التعامل مع الأضحية حيث أن البعض من الناس يقومون بذبح أضحية العيد أمام المنازل ويتفاخرون بإسالة الدماء في الأحياء التي يقطنوها وأمام منازلهم وفي الوقت ذاته ..يجهلون الطريقة الصحيحة للتخلص من مخلفاتها معتقدين أنهم برميها في برميل القمامة قد تخلصوا منها نهائيا.
لهذا تعكس مشاهد مخلفات الأضاحي في الشوارع وأمام المنازل والمحلات والمساجد مظهرا لايليق بالمدينة ونظافتها..خاصة مع عدم اهتمام الناس لتلك التصرفات التي تسيئ إلى نظافة الأحياء .. وبسبب ذلك الاهمال..تتحول تلك الأحياء إلى بيئة خصبة للأوبئة والميكروبات الأمر الذي يتسبب بالضرر المباشر على الناس مباشرة جراء تراكم المخلفات وانبعاث الروائح الكريهة التي تنقل الأمراض المختلفة.
تحذير الحكومة قبل العيد من خلال مؤسسة المياه كان واضحا.. والذي حذر من رمي مخلفات الأضاحي في شبكات المجاري لكي لا تتضرر محطة المعالجة حيث تعتبر هذه المخلفات مصدرا لجذب الحشرات الناقلة للأمراض كما تجلب طرق التخلص منها مضاراٍ كثيرة للبيئة وتصريفها عن طريق الصرف الصحي يؤدي إلى انسداد شبكات الصرف الصحي وكذلك في حالة حرقها قد يؤثر ذلك على الأحياء السكنية القريبة لما ينتج عنها من غازات ضارة جدا بالبيئة والهواء الذي يعتبر مصدراٍ نقياٍ للتنفس .
❊ وحول الأخطار التي قد تحدث بسبب التعامل الخاطئ مع ذبح الأضاحي خارج المسالخ يقول الدكتور طارق المحبشي – طبيب عام : من الأخطاء التي يقوم بها الناس مع الأضحية قطع رأس الأضحية بالكامل عند الذبح من الوهلة الأولى وهذا من الخطأ لأنه بقطع الرأس يبقى أغلب الدم داخل جسم الأضحية وعندما يبقى رأس الأضحية متصلاٍ بالرقبة يبقى النخاع الشوكي الذي بداخل العمود الفقري متصل بالدماغ لذلك يعطي الدماغ للقلب أمر بالإسراع بضخ الدم ويعطي الرئتين أمراٍ بالتوسع وبأخذ كمية أكبر من الأكسجين لأن جسم الأضحية يعطي أمراٍ للدماغ بأن هناك خللاٍ عند منطقة النحر فيبدأ الدم يخرج من الأضحية بشكل كامل ولا يبقى فيها شيء من الدم.. لأن بقاء الدم داخل الأضحية له أضرار صحية خاصة عند تناول اللحم فيما بعد من الناس.
مخاطر صحية
❊ وبالنسبة لمخلفات الأضاحي وأضرارها يرى المحبشي أن رمي مخلفاتها في الشوارع يعتبر أول خطر صحي يمكن أن يهدد الإنسان والبيئة على حد سواء لأن مجموع الميكروبات التي قد توجد بدم أضحية العيد كبير جدا .. كما يوجد في المخلفات الأخرى مجموعة من الميكروبات التي تتحول مباشرة بعد تعرضها للهواء إلى ما يصطلح عليه علميا بالبذيرة أو سبور Spore وهو احتكاك مع التربة حيث تستقر هذه الميكروبات بداخلها ويمكن أن تبقى حية لسنوات طويلة كما يمكنها أيضاٍ الاستقرار في المياه الراكدة وتبقى محتفظة بقدرتها على إصابة الإنسان بمجرد تعاطيه المباشر معها.
ويصيف بالقول : إذا أخذنا بعين الاعتبار عدد الأضاحي التي يتم ذبحها يوم العيد فقط وعدد المخلفات التي تتركها هذه الأضاحي فستقدر نسبة الميكروبات المنتشرة في البيئة بالملايين .
وينبه الدكتور المحبشي إلى خطر آخر يكمن في أن تلك المخلفات تتخمر بسرعة وتسبب تكاثر الذباب والجراثيم والميكروبات خاصة خلال أول ثلاث ساعات .. خاصة إذا علمنا أنه في كل عشرين دقيقة هناك مليون خلية كل واحدة بها تتكاثر الميكروبات لتصل إلى مليوناٍ و48 ألف ميكروب تتطاير في الهواء و يستنشقها أطفالنا فتسبب لهم الأمراض والأوبئة المختلفة كما أن بعض هذه الأضاحي تكون مصابة بأمراض عديدة وعند ذبحها ورمي مخلفاتها في الشوارع فإننا نساهم بذلك في انتشار تلك الأمراض.
وقال : للأسف لا يوجد وعي كامل لدى البعض عن أضرار مايرتكبونه من أخطاء في هذا الاتجاة.
فيما حذر ناشطون في مجال البيئة من طريقة ذبح الأضاحي في الشوارع و التخلص من دماءها عبر مجاري الصرف الصحي لأن ذلك يؤدي إلى مشاكل عديدة لأن الدم إذا خرج من العروق يتجلط بسرعة ونظرا للعدد الكبير للأضاحي التي تذبح خلال العيد فإن كميات الدماء الضخمة التي تسيل قد تؤدي إلى سد مجاري الصرف الصحي.
وينصح الناشطون في مجال البيئة بتجميع مخلفات أضحية العيد في أكياس بلاستيكية حرارية وغلقها بشكل محكم لقدرتها على عزل المخلفات عن البيئة (هواء تربة وماء) كما يْنصح بالإسراع في تدفق دم الأضحية في الممرات المخصصة له و عدم تركه حتى يتجمد.
الرقابة والفحص
❊ المشكلة تبدو أيضا في اعتقاد البعض أن الذباحة في المنازل أو أمامها شيء جيد دون اللجوء إلى المسالخ مع إنها اكثرأامناٍ من حيث الرقابة والفحص على المذبوح من قبل الدكتور البيطري للتأكد من سلامة الأضحية وعدم تعرضها للبكتيريا والميكروبات التي في الهواء ..وهنا يؤكد أحمد البهلولي – مدير المسالخ في صنعاء أن بعض مسالخ الذباحة مخالفة وتقوم بذبح المواشي والا تنقل مخلفاتها بعيدا عن المناطق السكنية الأمر الذي يتسبب بالضرر المباشر على السكان ..
وقال إن اللجنة المركزية التابعة للإدارة العامة للمسالخ تقوم بمتابعة جميع محلات الذباحة والمسالخ حيث يتم توصيل المذبوح للمسلخ ويقوم البيطري بالكشف عليه قبل وبعد الذباحة حتى يتم تفادي الأمراض إن وجد ت وبعدها يختم بختم المسلخ بأنه أصبح سليماٍ.
وزاد بالقول :نقوم بتشكيل لجنة مراقبين ومفتشين ليتم عمل إشعارات ومحاضر للمحلات والمسالخ المخالفة ثم تحويلها للنيابة وأخذ الإجراءات اللازمة .
وأكد انه لا توجد رقابة تامة على نظافة المحلات كما لاتوجد جميع أدوات النظافة بصورة مستمرة في المسالخ .
منوها إلى انه مع حدوث الأزمة الأخيرة في اليمن طالت الموظفين المراقبين للمسالخ اعتداءات من قبل بعض الجزارين والعاملين في المسالخ .
وأشار البهلولي إلى أنه لا توجد لديهم في الإدارة إمكانات للقيام بعملية ضبط من يرتكبون المخالفات أو للعمل على التخلص من مخلفات الذباحة بشكل صحيح ..
كما لايمكنهم حسب تأكيده للمحررة العمل بالشكل المطلوب والسبب يعود حسب قوله إلى الانفلات الأمني الذي يعتبر العائق الأكبر أمام تمكنهم من ضبط المخالفين .
عبدالله حويس