مكة استغلال وتشويه يقزم الكعبة ويغتال المدينة المقدسة

 

الثورة / خاص
“تمتَع بشهر العسل وأنت مُطل على الحرم”..!! بهذه العبارة التي تستخدمها الفنادق والأبراج الشاهقة في إعلاناتها لجذب النزلاء يمكننا وصف ما وصلت إليه سياسة السلطات السعودية من انحطاط واستهتار وامتهان واستغلال لقدسية المسجد الحرام ومكة بشكل عام.
ولأن السلطات السعودية والأمراء والنافذين الذين يتسابقون على استغلال قدسية المسجد الحرام ويتجهون لتحويل مكة المكرمة من مدينة مقدسة إلى مدينة سياحية عالمية، لم يعد يعنيهم المكانة الدينية لمكة التي وصفها الله في مواضع عديدة في القرآن بأجلّ الأوصاف وأسماها، كقوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}، تزداد عملية الهدم والتعدي على الأماكن التاريخية والأثرية في مكة المكرمة اتساعا وانحرافا ووصلت لدرجة الانحلال الأخلاقي وحرمان المدينة من أصالتها وصلتها بالماضي والتراث الإسلامي، بل إن رحلة الحج التي يفترض بها أن تعكس في جوهرها طقوس تذلل وتجرد وتساوي بين جميع المسلمين المتوجهين نحو مكة المكرمة تحولت إلى مثال صارخ على طبقية المسلمين حتى في أقدس أماكن عبادتهم
كما ان طبيعة الطراز المعماري للمباني التي حلت مكان المباني الأثرية القديمة من حيث الضخامة المبالغ فيها، شوه الطبيعة المعمارية للمدينة وخاصة أبراج الساعة التي شوهت النطاق البصري للكعبة وسيطرت على مجال رؤية من يطوف حولها، وأصبح المشهد الحالي مشهدا مؤلما تتضاءل معه الكعبة تماما وتصبح على هامش المجال البصري بجوار برج الانحلال العملاق الذي يطل عليها.

قد يعجبك ايضا