مثقفون ومشائخ في محافظة ذمار لـــ”الثورة”: ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة لتعزيز الوعي الفكري والثقافي للإسلام المنير.. والوقوف بحزم ضد الأفكار المنحرفة والمتطرفة
فعاليات متنوعة شهدتها محافظة الإباء والصمود ذمار, إحياءً لذكرى مولد النبي الأكرم محمد صلوات اللهُ عليه وَآله وسلم لهذا العام 1441هـ, في شهر ربيع الأول، وذلك من خلال الإعداد والترتيب, وتزيين الشوارع واكتساء الساحات والمنازل باللون الأخضر, وعمل ما يلزم لنجاح هذه الفعالية المهمة التي تأتي ويمن الأنصار للعام الخامس على التوالي يواجه أفضع عدوان همجي في التاريخ، فضلا عن الحصار الاقتصادي الخانق.
“الثورة” التقت عدداً من المثقفين والشخصيات الاجتماعية في محافظة ذمار, ودونت آراءهم حول أهمية ودلالات الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف وكانت الحصيلة كالتالي:
الثورة/ أمين النهمي
مولد للنور
البداية كانت مع مسؤول أنصار الله بالدائرة (???), الأخ أبو حسام العوش، الذي تحدث, قائلا: ونحن على عتبة الموعد الأعز بذكرى ميلاد سيد الخلق والبشر، مولد نبي الأمة ورسول الهدى الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والذي مثل مولده مولد للنور في زمن الظلمات وعصر الجهالات، وكان مولده نقلة عظيمة للعرب في تلك الفترة التي عاشوا فيها بين دياجير الجهل وأمواج التيه، تعصف بهم الأباطيل والخرافات، وفي هذا الواقع السيئ والخير والظلام الدامس، انبثق النور وتجلى الحق وشع نور الهداية مبددا دياجير ذلك الليل البهيم.
محطة إيمانية متجددة
وأضاف العوش: لأهمية الرسالة الإلهية وعظيم شخصية الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله، تأتي أهمية الاحتفاء بذكرى مولده كتعبيرا صادقا عن الولاء له، وهذا جانب مهم وأساسي من أساسيات الإيمان، كما تعتبر ذكرى مولده الشريف محطة إيمانية متجددة نتزود فيها بكل قيم الولاء والتأسي والاقتداء بهذا النبي الأكرم لحاجة ماسة نحتاجها دائما في مسيرتنا العملية المستمرة، كعهد منا لمقام رسول الله الأعظم بالسير على خطاه، والاقتداء به والاقتفاء بأثره والتحرك وفق نهجه وهديه.
العودة الصادقة
وتابع القول: وتبرز أهمية الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف, لأننا أحوج ما نكون في هذه المرحلة إلى العودة الصادقة إلى الرسول ورسالته، وإلى إحياء شخصيته في وجدان الأمة وفي مشاعرها، حتى يكون للرسول حضور في واقع الأمة بهديه ونوره وأخلاقه, وروحيته العالية في ظل مرحلة عاصفة لأمتنا مملوءة بالأخطار والتحديات، يسعى أعداؤها أن يبعدوها عن منابع عزها وجدها، وأن يكون انتماؤها إلى الإسلام ونبيه وقرآنه انتماء شكليا فارغا عن أي مضمون.
تعظيم لشعائر الله
وأشار العوش: إلى أن الاحتفاء بميلاد رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم، هو تعظيم وتمجيد وتقديس وإجلال وإكبار لله واعتراف بمنة الله العظيمة، وفضله العظيم علينا كمسلمين أن أعزنا وأكرمنا وشرفنا بهذا النبي الكريم (( لقد منًّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)), كما أن الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف هو تعظيم لشعائر الله، ” ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب”، وأي شعيرة أكبر وأعظم من نور المصطفى، صلوات الله عليه وآله، وأي مناسبة يفرح بها المؤمنون أعظم من مناسبة مولد رسول الله الذي أخرج الأمة من الظلمات إلى النور.
وختم بالقول: الشعب اليمني في احتفائه بمولد الرسول الأكرم، يقدم في واقعيته أنه أكثر الشعوب تعظيما وتقديسا لرسول الله محمد، وسيحتشد أبناء بلد الإيمان والحكمة إلى ساحات وميادين الاحتفال، رغم العدوان والحصار، ليظهروا مدى حبهم وولائهم لرسول الإسلام، مجددين له العهد بأن تبقى رسالته خالدة، وأنهم ثابتون على دربه ونهجه في جهاد ومقارعة الطغاة والمستكبرين، وقتال المجرمين الظالمين، حاملين لقيمه ومبادئه وأخلاقه، مقتفين لأثره وسيرته ومنهاجه، “أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين”.
أعظم مناسبة
فيما تحدث مسؤول أنصار الله بمديرية ميفعة عنس، الأخ / أبو عامر الحماطي، بالقول: يعتبر المولد النبوي أعظم مناسبة لجميع الأمة الاسلامية، لأنه عبارة عن ولادة أخرجت الناس من ظلمات الجهل والشرك إلى نور الإسلام المشبع بالعدل والحرية والكرامة التي وللأسف الشديد قد أصبحت في هذه الفترة التي تحرك فيها أعداء رسول الله بكل عدتهم وعديدهم لنزع تلك المبادئ العظيمة من نفوس الكثير من المسلمين.
وأضاف الحماطي: وما نراه من التحالف والتكاتف ضد شعبنا اليمني العزيز، إلا لأنه لازال قوي التمسك برسول الله صلى الله عليه وآله، وبتلك المبادئ التي جاء بها، ومن أجل أن يحافظ عليها ها هو يحتشد في كل عام للاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف ليتجدد في نفسيته تلك العلاقة والمحبة لرسول الله ولمبادئه الكريمة رغم الحصار والدمار من أعداء محمد وأذنابهم.
ابتهاج بنعمة الله
من جهته الشيخ/ أكرم علي يحيى أبو يابس, تحدث بالقول: إن يوم المولد النبوي الشريف, هو يوم احتفال وفرح وابتهاج بنعمة الله التي من الله بها على البشرية, فبمولد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقدومه، انتقل الناسُ من واقع الجهل والضلال والظلم وَالظلام إلى واقع نور الإسلام والهداية، الواقع الذي يسوده الخير والحقّ والعدل والنور ومكارم الأخلاق, والشعب اليمني من أكثر الشعوب محافظة على احياء الاحتفالات السنوية بذكرى المولد النبوي الشريف, فنحن أحفاد الأوس والخزرج أنصار رسول الله, وأنصار الله وأنصار لدينه, فأجدادنا هم أول من أوى ونصر رسول لله.
علاقةُ محبة وإيمان
وأضاف أبو يابس: إن الاحتفالات بذكرى المولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فرح وابتهاجا بنعمة الهداية وحق لكل المسلمين, وليست مقصورة على طائفة دون غيرها, أو بلد دون آخر, ويجب أن يكون الاحتفال مبنياً على قوة علاقتنا برسول الله التي هي علاقةٌ إيمانيةٌ، علاقةُ محبة وإيمان وتعظيم وتوقير واهتداء واتباع واقتداء، علاقةٌ لها أثر إيجابي في نفسية الإنسان المؤمن، فكلما زاد الإيمانُ في نفسه كلما زاد المؤمن اهتداءً وتأثّراً برسولِ الله محمد -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-، وسيكون مقتدياً ومتأسياً بهذا المعلّم الهادي، فهو القدوة الحسنة بأخلاقه وصبره وجهاده ومحاربته للطغاة والكفار والمنافقين واعداء الإسلام والمسلمين من اليهود والنصارى, وعلينا مواصلة مسيرة القائد الأول حتى تصل هذه المسيرة إلى هدفها المرسوم لها من الله سبحانه وتعالى.
حدث عظيم
مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية جهران, الأستاذ/ حسين محمد الحملي, تحدث قائلا: مناسبة المولد النبوي الشريف مناسبة دينية جليلة من الواجب على الصعيد الإيماني الاحتفاء بهذا الحدث العظيم الذي غير مجرى التاريخ، رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن فقط رسول عصره بل هو رسول الله إلى العالمين من عصره إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وفي منهجه الإيماني ورسالته العظيمة كان يحسب حساب الأجيال القادمة، إضافة إلى سعة المنهج الإلهي الشامل الذي يتسع للحياة وشؤون الحياة مع تغيراتها وأحداثها ومستجداتها.
مناسبة عطرة
وأضاف الحملي: تكمن أهمية إحياء هذه المناسبة العطرة بأنها نابعة من صميم الدين الإسلامي الحنيف بل إن كرامة وعزة الأمة العربية والإسلامية مرهونة بمدى ارتباطها بنبيها خير الخلق صلى الله عليه وآله وسلم، ومما لا شك فيه أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يغيض أعداء اليمن ويغيض أعداء الأمة الإسلامية جمعاء الذين لا يروق لهم أن تجتمع الأمة على كلمة سواء.
وختم الحملي بالقول: إن حرص أبناء اليمن على إعلاء شأن نبيهم والحرص على الاقتداء برسول الله الذي رفع الله ذكره ومنزلته في هذه المرحلة من تاريخ شعبنا اليمني يجسد صدق انتمائه لقيم الدين الإسلامي ومبادئه الخالدة, كما إننا نحتاج هذا الانتماء وهذا الإيمان في واقع حياتنا، في سلوكنا، وأخلاقنا، وفي منطلقاتنا في مسارات الحياة كلها، وأن نرسخ الولاء للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأن نستلهم منه العزم وقوة الإرادة.
العودة للمسار الصحيح
من جانبه مسؤول أنصار الله بمديرية عتمة الأخ/ أبو مالك الجرموزي, تحدث قائلا: قدوم المناسبة العظيمة على امتنا الاسلامية مناسبة المولد النبوي الشريف التي تعتبر من الأشياء الأساسية لإعادة الأمة الى مسارها الصحيح بالارتباط بشخصية الرسول صلوات الله عليه وعلى آله كقدوة ومعلم وقائد ورمز وتعتبر من المصادر الرئيسية لعزة الأمة الذي حاول الأعداء إبعاد الأمة عن مصادر عزتها وقوتها والذي منها إحياء هذه المناسبة العظيمة.
تعزيز الوعي الفكري
ويؤكد الجرموزي على أن مناسبة المولد النبوي الشريف هي مناسبةٌ للوقوف بحزْم ضد الأفكار المنحرفة والمتطرفة، وهي مناسبةٌ لتعزيز الوعي الفكري والثقافي للإسلام المُنير, وهي مناسبة للوقوف ضد ثقافة الانتحار والتكفير والتفخيخ وقطع الرؤوس وبقْر البطون وشقّ الصدور والتفجير والتحريض والضلال ومواجهة هذه الثقافة الدخيلة على مجتمعاتنا وإسلامنا, المناسبة تتزامن هذه السنة مع ظهور جماعات تتسترُ وراء هذا الدين الحنيف لتقتلَ باسم الإسلام وشريعة الله الإنسان، وتمارس أبشع أنواع الجرائم التي تخالف رسالة محمد العظيمة والشريعة السمحة, لذا فإن المطلوبَ من أمة الإسلام وعلمائها محاربةُ هذا الفكر التكفيري ونشرُ الرسالة الصحيحة التي حملها النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله، وأن لا تسمح لمجموعة ضالة أن تشوه الصورة الحقيقية للإسلام ونشر أفكارها التكفيرية الهدامة وإشاعة الفوضى والقتل والدمار بديار المسلمين.
وتابع القول: من واجب المسلمين جميعاً، وفي مقدمتهم العلماء والمثقفين والإعلاميين، أن يواجهوا بكل حزم هذه الهجمة الظلامية، وأن يفضحوا أساليبَ القتل وسعي هؤلاء لتشويه صورة الإسلام وتعكير صفو المسلمين، وينبغي في هذا المجال أن تتكاتفَ منظمات المجتمع المدني ووسائل إعلام ومؤسسات الحكومة؛ من أجل التعاون لدحر هذا الإرهاب الأسود وتجفيف منابعه الفكرية والتكفيرية.
مناسبة للتعايُش الأخوي والتسامح
وأشار إلى أن هذه المناسبة العظيمة هي مناسبة للتعايُش الأخوي والتسامُح وخدمة الوطن وترسيخ أسس العدالة الاجتماعية وسيادة القانون ومساندة الجيش واللجان الشعبية الذين يدافعون عن الوطن والمواطن, إن مناسبةَ المولد النبوي الشريف فرصةٌ للوقوف بشكل جاد من أجل إعادة الـيَـمَـن إلى رحاب الأخوّة والوحدة والخروج من نفَق الطائفية المقيتة التي هي إفراز من إفرازات الغزو والاحتلال السعودي الأمريكي ووباء من أوبئة الجهل، وقودُه الفقراء ونتائجه جيشٌ من النازحين وسيادة دُعاة الذبح الرافضين للأخوة من داعش والقاعدة وميليشيات حزب الإصلاح ومن لف لفهم من العصابات والمرتزقة.. يجب أن تكون المناسبة بداية لمرحلة جديدة، والكل يتسرب إلى قلوبهم الأمل والتفاؤل لمرحلة الاستقرار لطرد العابثين بالـيَـمَـن والمتآمرين عليه.
وختم بالقول: في مديرية عتمة جرت العادة أن يتخذوا من مناسبة المولد النبوي الشريف يوماً لبشراهم وفرحهم، وكلما اقترب شهر ربيع الأول طالعتنا نسائم المولد النبوي الشريف، وهبت علينا ذكرى النبوة، ونور البشير النذير الذي علا به شأن الإسلام، وسرَى نور دعوته في القلوب، فضحّى أصحابه في سبيلها بكل نفيس وغال، وقد اعتدنا التجهيز والإعداد والتحشيد لرفد الجبهات وإقامة الاحتفالات والندوات في مخاليف المديرية وعزلها والتحرك في جميع المجالات وكتابة العبارات وتعليق اللافتات والإعلام في الشوارع والأسواق.
ارتباط اليمنيين برسول الله
مسؤول أنصار الله بمديرية المنار الأخ أبو ياسين التينة، تحدث قائلا: أن الشعب اليمني الأصيل يشهد له التاريخ بارتباطه برسول الله صلوات الله عليه واله ويأبى إلا أن واصل الدري والمشوار في ارتباطه برسول الله، فيجعل من يوم الثاني عشر من ربيع الأول يوماً مشهوداً ويوماً أغر، ويضيف بالقول أن هذه المناسبات الإيمانية لها علاقة مهمة بديننا، ونستفيد منها فيما يقرِّبنا إلى الله وتستحق منا الفرح والابتهاج والسرور، لاسيما وأن أعداءنا أرادوا أن يشدُّونا في مشاعرنا إلى مناسبات تافهة لا قيمة لها ولا أثر في واقع الأمة ويبعدونا عن مثل هذه المناسبات العظيمة، ولكنهم فشلوا أمام وعي الشعب اليمني وقوة ارتباطه بالرسول الأعظم.
العودة للبياض الناصع
وأردف التينة: وهي مناسبةٌ تمثّل فرصة لهذه الأُمَّة التي تتكالب عليها الأمم أن تستذكرَ نهجَ صاحب المناسبة كخير نموذج يُحتذى به على مرّ العصور والأزمان، فقد باتت منساقةً وراء المتآمرين عليها بعد أن نجحوا في الإيقاع بها في فخّ الطائفية والمذهبية؛ لتشتيتها وتمزيقها وإضعافها، فغدا الدم العربي والإسلامي هو اللونَ الذي تُروى به أرض العرب والمسلمين, إن ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبةٌ للعودة إلى ما تضمُّه سيرة النبي الكريم من الدعوة إلى الرحمة والرأفة والأخوّة الإنسانية والدعوة إلى الله بالموعظة الحسَنة والعدل والإحسان والمساواة بين أبناء الإنسانية وحقن دماء الناس، مناسبةٌ للعودة للبياض الناصع بعد أن سوّدته طُغمةٌ من الأوغاد اللئام.. رفعوا راياتِ بغيهم وضلالهم وسلّوا سيوفَ الحقد والإجرام.
وأشار التينة إلى أن من أبرز دلالات إحياء هذه المناسبة هي أنها مناسبة مهمة للحديث عن رسول الله ومنهجه ورسالته والحديث عن واقع الأمة، وكذلك التعبير عن الولاء لرسول الله محمد ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› كأساس من أساسيات الإيمان لا يتم الإيمان إلاَّ به.