. ما إنú اقتربِ موعدْ عيد الأضحى المبارك حتى بدأتú تلوحْ في الأْفْق علاماتْ وبوادرْ أزمة محروقات في غالبية المحافظات بما فيها أمانة العاصمة التي ارتفعِتú وتيرة الأزمة فيها خلال الأيام السابقة للعيد إلى مستوى لم يكن أحدَ يتوقعه في ظل حرص الحكومة والقيادة السياسية على توفير هذه المواد وباهتمام رئاسي مباشر لإدراك القيادة السياسية أهمية توفير هذه المواد في استقرار المعيشة اليومية للمواطن الذي يعتمد عليها في كل مجريات الحياة.
ونظراٍ لتفاقم الأزمة فقد كانت صحيفة (الثورة) حاضرةٍ في الميدان ترصْدْ الحدث وتنقله كما هو لتزداد جهود الجهات المسئولة في وزارة النفط والمعادن وشركة النفط من أجل تخفيف وطأة هذه المشكلة على المواطن المسكين الذي تتجاذبه المشكلات من كل الجهات ولم يعد يحتمل أي نوعُ من هذه الأزمات.
❊ بنزولنا الميداني مساءٍ كانت غالبية المحطات في أمانة العاصمة مغلقة والأحجار والحواجز الحديدية تحيط بها من جميع الجهات وأنوارها مطفأة تماماٍ وحين كنا نسأل بعض مِن نجدهم واقفين بسياراتهم منتظرين قدوم المشتقات النفطية كانوا يقولون لنا أنهم يِشْكْون في وجود بنزين وديزل في المحطات ولكن أصحابها ينكرون وجودها.. ودليل السائقين على ذلك بأن بعضها مغلق من أكثر من أسبوع ولم تفتح لتعبئة المركبات لا ديزل ولا بنزين وهو ما لا يْعقل أنه حاصل فعلاٍ لأن القاطرات المخصصة لكل محطة لا يمكن لها أنú تتأخر كل هذه المْدة فما بالنا حين يكون الوضع كذلك في كل محطات أمانة العاصمة!!
في شارع الستين الذي ذرعناهْ وطفناهْ من جولة الجمنة تقاطع الستين مع شارع المطار وحتى جولة المصباحي تقاطع شارع الستين مع شارع حدة لم نجد محطة وقود واحدة شغالة بل كلها مطفأة وتخلو الكثير منها حتى من عْمِال أو ممن تستطيع سؤاله والبعض التي وجدنا فيها بعض العْمال يقولون لنا أن المشكلة ليست منهم ولكنها ترجع إلى تأخر وصول قاطرات النفط لعدم شحنها من شركات مصافي مارب أو مصافي عدن بسرعة أو نتيجة تقطع قبلي يحتجز بعضها لأيام ما يتسبب في حدوث أزمة.. ولكن أحد السائقين أكِدِ أمام صاحب المحطة الذي حضرِ لتوه أنهم يستغلونهم ويتذرعون بما قالوا أنه تقطع القبائل فيما المحطات مليئة بالوقود. وطالِبِ الجهات المعنية بإنزال مفتشين للتأكْد من صحة أقواله أو يقطعوا يده! هكذا حسب ما قال.
طوابير طويلة
❊ في محطة شركة النفط المواجهة لمنتزه فج عطان قرب معارض إكسبو – وهي الوحيدة التي كانت شغالة على امتداد شارع الستين من جنوبه إلى شماله- كانت الطوابير عليها كبيرة وطويلة جداٍ وشهدِ المواطنون جميعاٍ الذين وجدناهم هناك أنهم يأتون إليها ويجدون ما يريدون لكن بصعوبة بالغة نتيجة الزحام الشديد لانعدام الوقود في بقية المحطات وتوجه الجميع إليها.. وشكوا فقط من أنهم أحياناٍ ينتظرون أوقاتاٍ طويلة بعد نفاد الكمية حتى يأتي الدعم الآخر.
وقد قالِ لنا أحد العْمِال فيها أن ذلك يحدث بسبب هلع المواطنين وتدافعهم الكبير على المحطة في ظل إغلاق بعض المحطات مما يتسبب في نفاد الكمية المخصصة لها بسرعة فيضطرون للانتظار حتى تأتي الكمية الأخرى رغم أنهم قد زادوا من عدد رحلات قاطراتهم ولكن ذلك لم يْجد في ظل الهلع الكبير الذي لدى المواطن والذي قال إنه يخلق الأزمة بنفسه.
مدير إحدى المحطات بشارع تعز أرجعِ ذلك إلى كثرة الطلب على مواد المحروقات بسبب نشاط حركة السير للتنقْل بين المحافظات نتيجة رغبة الكثير من الأْسِر الذهاب إلى قْراهم في الأرياف لقضاء إجازة العيد الكبير فيها وهو ما يجعلهم يزيدون من تموين سياراتهم خشيةٍ من أنú تحصل أزمةº وإذا بهم يصنعون الأزمة فعلاٍ التي يخشون منها.
ويقول لو أن كل سائق أخذِ حاجتِهْ فقط لما تفاقمتú الأزمة بهذا الشكل الذي وصلِتú إليه بهذه السْرعة خلال أيام وبدون أي مْسوغ.. ولم يستبعدú وجود بعض من زملائه مْلاك محطات الوقود يقومون باحتكار هذه المواد لبيعها لأصحاب النفوس الجشعة ليلاٍ بواسطة البراميل والدبيب لتسويقها بعيداٍ عن المحطات في السوق السوداء. وقال إنه يضم صوتِه إلى أصوات مِن يطالبون بنزول فرق تفتيش لمعاينة المحطات المحتكرة ومعاقبة أصحابها بشكل رادع حتى لا تتكرر المشكلة.
وأضاف بأن هذه الظاهرة تتكرر بسبب عدم اتخاذ شركة النفط لعقوبات صارمة في حق المحتكرين والمتلاعبين بكميات الوقود المخصصة لهم أو تكريم الملتزمين بزيادة الكمية لهم وتخفيضها عن المحتكرين.
غياب الرقابة
❊ وفي هذا الصدد أيضاٍ وأثناء نزولنا الميداني لبعض الأحياء والشوارع بأمانة العاصمة التي بدتú فيها الحياة مشلولة إلى حِدُ ما وجدنا الكثير من المواطنين الذين يشكون من انعدام مواد الطاقة (البنزين-الديزل-الغاز) وأبدوا تذمْراٍ كبيراٍ من استمرار هذا الوضع المزري كما أبدوا بنفس القدر استياءِهم من عدم اتخاذ الجهات المعنية خطوات واضحة وجادة تكفل وضع حِدُ لهذه المهزلة التي تجري على مرأى ومسمِع من الجهات المعنية منذ حوالي شهر ولم تقم الجهات المعنية بوضع حد لها منذ البداية وكأنهم يريدون عقاب الشعب لأسباب لم تْعرف حتى الآن أو أنهم يريدون تحقيق شيء لما يفصحوا عنه بعد!
وهذا حسب قول المواطن محمد مسعد نْصاري – موظف قطاع خاص- والذي التقيناه عند فرزة باب اليمن يبحث عن سيارة خاصة تأخذه مع عائلته إلى قريته لقضاء إجازة العيد بعيداٍ عن ضجيج المدينة وطوابير السيارات أمام محطات المحروقات التي يقع منزله بجوار إحداها.
أجرة مضاعفة
❊ وهذا الأمر والتهافت على سيارات الأجرة والنقل من قبل المواطنين المسافرين من أمانة العاصمة إلى جانب ندرة الوقود (البنزين والديزل والغاز) دفع بأصحاب سيارات الأجرة وغيرها إلى مضاعفة أجرة الراكب إلى درجةُ وحدُ لم تبلغه من قبل حيث وصلت أجرة الراكب من صنعاء إلى تعز الأربعة والخمسة آلاف ريال وعْذر السائقين ندرة الوقود وغلاء سعره الذي يقولون إنهم يشترون بعضه من السوق السوداء بسعر مضاعف مع أن بعض السائقين لا يْقر بذلك لكنه يقول إنها فقط بسبب ذهابهم من صنعاء والسيارات مليئة بالركاب وعودتهم فارغين نتيجة عدم وجود مسافرين إلى أمانة العاصمة خلال الأيام التي تسبق العيدº إذú يكون الناس غالباٍ في تأهب للسفر خارج العاصمة وليس العكس.
وبحسب السائق عبده قائد سيف – سائق بيجو أجرة- فúإن هذا الوضع جعل أصحاب محطات الوقود يمارسون أساليب ابتزازية تدفع السائقين لشراء الدبة البترول أو الديزل أو الغاز بسعرُ مضاعف من أجل الوصول بالركاب المتهافتين عليهم إلى محافظاتهم بأقصى سرعة.
احتكار وجشع
❊ السائق شايف النهمي ذكر أنه كان في طابور سيارات عند إحدى محطات البنزين بشارع الستين الشمالي, وأنهْ بمجرد وصوله إلى عند ماكينة تعبئة البنزين وفتح خزان الوقود تفاجأ بانطفاء الكهرباء دون سابق إنذار فقال للعامل:شغلوا ماطور المحطة وعبوا لنا بترول.. فرد عليه العامل حالاٍ وذهب ولم يعد حينها تجمهر أصحاب السيارات الذين تبين لهم أن الكهرباء لم تنطفئ فقد كان الشارع مضاءٍ بأعمدة الإنارة ,وكابينة الصراف الآلي لأحد البنوك المنتصبة في المحطة شغالة ولم تنطفئ سوى ماكينات التعبئة وعندها فقط عرف السائقون أن الإطفاء متعمد بغرض التحفْظ على بقية الوقود لبيعه في السوق السوداء بدليل تواجد سيارات كانت تحمل براميل على مقربة من المحطة بانتظار الفرصة المناسبة للاقتراب والتعبئة بعد رحيل السيارات التي سيظن أصحابها أن الكهرباء فعلاٍ انطفأت.. لكن أحد السائقين بادر للسؤال: ليش ما تشغلوا ماطور المحطة¿
وعندها عرف الجميع أنها خطة مدبرة من صاحب المحطة الذي انكشف أمره وانصاع مرغماٍ لإعادة الكهرباء وتعبئة السيارات بالوقود بعد أنú أقسم السائقون وقرروا المبيت في المحطة.
نحن وخلال نزولنا الميداني وجدنا أن الأزمة في تفاقم والجهات المعنية لا حضورِ لها ولا حس ولا خبر ولم نجد سوى خبر عاجل نزلِ في أسفل قناة اليمن الرسمية يقول أن شركة النفط تهيب بالمواطنين عدم التهافت على محطات الوقود والاطمئنان تماماٍ حيث والوقود متوفر ولا داعُ للقلق وأنها قد رفدتú السوق بكمية مضاعفة تساوي %200 من المرصود لها دائماٍ لكي يستقر الوضع ويعيش المواطنون إجازة سعيدة في عيد الأضحى المبارك..
ونحن سنضطر في ظل الإجازة التي لا نستطيع التواصل خلالها بالمعنيين ننتظر ونتفاءل داعين اللهِ أنú يكون ذلك صحيحاٍ وتنتهي الأزمة المفتعلة.
محمد حويس