عظمة نصر أكتوبر


الثورة –
■ يحتفل شعبنا اليمني في عموم ساحة الوطن اليوم¡ بالعيد الذهبي لثورة 14 أكتوبر 1963 م¡ متزامنا مع وقفة حجيج بيت الله الحرام في ووسط ابتهاج العرب والمسلمين ¡« يوم عرفة » بعيد الأضحى المبارك ¡ ما يعني لليمنيين أن الفرحة فرحتين والعيد عيدين ¡ وذلك في ظل مصادفة تاريخية نادرة الحدوث ¡ تجعلنا نضاعف من احتفالات عيد الثورة¡ لنعيد لها جلالها ومعناها وجمالها ¡كحدث وطني عظيم ¡ تجلت فيه روح وجوهر الاصطفاف الشعبي والسياسي ¡ في سفر النضال اليمني وحركته الوطنية ضد الإمامة والاستعمار .
■ ففي مثل هذا اليوم الرابع عشر من أكتوبر¡ قبل خمسين عاما◌ٍ ¡ انطلقت من فوق جبال ردفان الشماء في جنوب الوطن¡ أول رصاصة ضد المستعمرين¡ مبتدئة ثورة منظمة شاملة ذات أهداف وطنية واضحة تلخصت في تحقيق كامل أهداف شعبنا اليمني العليا في الاستقلال والحرية والوحدة.
■ وعلى مدى أربع سنوات بلياليها وأيامها¡ سطر اليمنيون أعظم ملحمة وطنية وعربية ¡شارك في صنعها فدائيون من الجبهتين وكان امتشاقهم « التحرير » و « القومية » للسلاح في جبهات القتال في الريف وفي مدينة عدن ¡ واضحا في أبعاده الوحدوية وضوح الوعي الوطني الأصيل لكافة أبناء شعبنا ¡ حتى خروج آخر جندي بريطاني من أرض الجنوب يوم 29 نوفمبر 1967 م ¡ليتحقق المشروع الوطني الثاني لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة.
■ واليوم.. وشعبنا اليمني العظيم بقيادة فخامة الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية¡ يحتفي باليوبيل الذهبي لثورة 14 أكتوبر¡ لابد أن نطيل
التأمل أمام عظمة نصر أكتوبر¡ من أجل استخلاص دروسها¡وإحياء الشعور الوطني بالعزة والفخار¡ واستعادة الثقة بأنفسنا وبوحدتنا ¡وقبل ذلك بقدرتنا على اجتراح المعجزات ¡باتجاه تجاوز الصعاب والمحن ¡ وما خلفته لنا موجات الصراعات الدموية والاستئصالية¡ والأزمات السياسية والاقتصادية¡ الناجمة عن سوء إدارة الحكم ■ ونهج الإقصاء والفساد¡ خلال السنوات المنصرمة.
ويتحتم على أبناء اليمن¡ وفي القلب منهم الأجيال الشابة والجديدة أن تعي حقيقة أن نصر أكتوبر لم يكن ليحدث لولا هبة الشعب اليمني كرجل واحد من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ¡دفاعا عن النظام الجمهوري في الشمال وخوض معركة الاستقلال في الجنوب في وقت واحد¡ كما كان للتلاحم البطولي
لمقاتلي وفدائي حرب التحرير الشعبية الدور الحاسم في إلحاق الهزيمة بالمستعمرين.
■ وعلى الرغم من طول رتل شهداء الثورة اليمنية ¡ منذ أربعينيات القرن المنصرم وحتى ثورة التغيير السلمية والحراك السلمي ¡يأتي احتفالنا بالعيد
الذهبي لثورة أكتوبر المجيدة ¡وقبله احتفالنا بالذكرى ال 51 لثورة سبتمبر الخالدة هذا العام ¡ تجديدا لاستمرارية انتصار الثورة ¡ والعمل على إحياء أهدافها ومبادئها وبلوغ مرحلة جديدة من مراحل صيرورتها السياسية ¡ بما أنجزه مؤتمر الحوار الوطني الشامل من مخرجات عملية وصائبة تضع حلولا عادلة وناجعة للقضية
الجنوبية وكافة قضايا المظلومين ¡وغيرها من المشكلات الوطنية الملحة على مختلف الأصعدة¡ السياسية منها والاقتصادية والتنموية والأمنية
والعسكرية والإدارية والتعليمية والاجتماعية والثقافية والحقوق والحريات ¡وهي في مجملها قرارات تعزز الوفاق الوطني¡ وتضع اليمن على مشارف دولة مدنية حديثة وعصرية ..دولة المواطنة المتساوية والشراكة الحقيقية في الثروة والسلطة.. دولة لا وجود فيها للإقصاء والاستعلاء والاستحواذ والهيمنة والفساد والنهب والتهريب والتخريب والمتاجرة بقضايا الوطن وأحلام وأوجاع السواد الأعظم من شعبنا العظيم .
■ وفي هذه المناسبة العزيزة لشعبنا ولوطننا وكل شرفاء اليمن الكبير ¡ ندعو مجددا إلى استنهاض الهمم وتضافر الجهود الرسمية والشعبية لدعم نتائج الحوار¡والتفاعل معها بروح وطنية وايجابية¡ والاستعداد للتخلي الفوري عن المصالح الشخصية والمكاسب الصغيرة والمطامع الضيقة¡ من أجل يمن جديد ¡يستحق في عيد الأضحى ¡التضحية بالمشاريع الصغيرة ¡التي لا تدوم ¡ فاليمن هو الأبقى¡ والشعب هو المنتصر¡ وهذه حقيقة التاريخ لمن أرد أن يفهم.
وكل عام ووطننا وشعبنا بخير.

قد يعجبك ايضا