طلائع التغيير يتقدمها الشباب على مدى نصف قرن


دائما ما يكون الشباب في طليعة التغيير.. ودائما ما يكونون متفائلين ويحاولون تغيير الواقع إلى الأفضل.. وثورة سبتمبر كانت أحد تطلعات الشباب اليمني الذين حاولوا ونجحوا في محاولتهم لتغيير واقع لم يكن يواكب التطور العلمي والتقني والاقتصادي والصحي والتعليمي.
الشباب إبان ثورة سبتمبر كان لهم النصيب الأكبر في المشاركة لما يمتلكونه من قدرة على التحمل ومواصلة التغيير وتحقيق الأهداف التي قامت من أجلها.
الفئة العمرية التي قامت بثورة فبراير –ثورة الشباب- هي نفسها الفئة العمرية التي فجرت ثورة سبتمبر وثورة أكتوبر.. كما أن ثورة فبراير هي امتداد لثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر.
«الثورة» الصحيفة وهي تحتفل مع كافة أبناء الشعب اليمني بالعيد الـ51 لثورة سبتمبر والعيد الـ50 لثورة أكتوبر استطلعت آراء الشباب حول ما حققته ثورتا سبتمبر وأكتوبر وما هي تطلعاتهم في ظل ثورة الشباب.. فكانت الحصيلة التالية:

كسر حاجز الخوف
كانت البداية مع الأخ محمد السهماني –نائب مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف والإرشاد- الذي قال أن التقييم المنهجي لثوره سبتمبر يعتمد بالأساس على تحقيقها لأهدافها التي انطلقت منها هذه الثورة المباركة وبالتالي الآثار المترتبة على واقع المجتمع وتحوله من مجتمع بدائي إلى مجتمع مدني بدأ يتحول بالتدريج إلى مشاهده التحولات الإقليمية والدولية.. بغض النظر عن بطء هذا التحول الذي شهد مراحل متعددة من الإنكماش والتقوقع الداخلي الذي خلفته رداءه الأوضاع وغياب الرؤية الحقيقية للعملية السياسية والتعليمية لكن من المهم بمكان أن نقر بأن ثوره سبتمبر استطاعت كسر حاجز الخوف والتسليم لإرادة وتحكم البشر بمصير الناس ناهيك عن البواعث الحقيقية للثورة ومنها نفاد صبر المجتمع على وضعه المزري المتسم بالحاجة والفاقة الشديدة في حين أن سلالة وحيدة من المجتمع تنعم بالثروة مع قلة أفرادها.. والحديث عن ثوره سبتمبر يجعلنا نذكر دائما أنها حراك واع قاده مجموعة من المثقفين القلائل الموجودين في تلك الفترة الذين ساءهم الوضع المتردي لوطنهم بعد أن أدركوا مرارة التخلف والفقر الذي يعيشه الشعب ومدى الفجوة الكبيرة بين ما تعيشه اليمن وحال المجتمعات العربية الأخرى التي وقفوا عليها أثناء دراستهم في تلك البلدان ومع أنهم واجهوا رفضاٍ كبيراٍ للأفكار التي طمحوا إليها ليس فقط من الحاكم وأعوانه بل وحتى من الناس البسطاء العاديين الذين غلب عليهم الجهل.. ومع ذلك استطاعت الأصوات الثورية إسماع صوتها وزعزعة قوه الحاكم وإخضاعه للتسليم بالإرادة الوطنية.
أقناع
وأضاف الأخ السهماني قائلا: ينبغي أن ندرك أن ثوره سبتمبر احتاجت إلى فترة طويلة جدا للاقتناع بها نظرا لطبيعة الشعب اليمني في تلك الفترة حيث اتسمت هذه الفترة بالجهل المخيم على العقول كما أن فئة المتعلمين مع قلتهم انقسمت إلى اتجاهات متعددة كان من أهمها فئة تناصر الثورة وتؤمن بالتغيير والحق في العدل والمساواة بين كافة أفراد المجتمع دون تمييز.. وفئة متعلمة أخرى انحصر تعليمها المحدود في ولائها المطلق للإمامة بحكم العصبية أو القرابة أو العرق وبالتالي واجهت الثورة جبهات متعددة وخطيرة كادت أن تعيد الأوضاع إلى نقطة الصفر.. لكن لم يعني ذلك أن الثورة عجزت عن تحقيق أهدافها بقدر ما استطاعت لملمة صفوفها في الوقت الذي لاقت الثورة الدعم الخارجي الذي ساعد إلى حد كبير في ترسيخ مفهوم الحقوق بين الناس بأهمية التحرر من الاستبداد والتخلص من الظلم وكسر القيد.. وان كنا بصدد الوقوف علي آثار الثورة فإننا سنجد أن التعليم كان من أهم المنجزات بغض النظر عن الكيفية والمضمون الذي كان عليه نظرا للظروف والإمكانيات المتاحة في تلك المرحلة مع العلم أننا وحتى بعد مرور أكثر من خمسين عاما على الثورة إلا أننا مازلنا نعاني من رداءة مراحل متأخرة من التعليم مقارنة بما تشهده الدول التي شهدت تحولات متأخرة على ثوره سبتمبر.
تحول
فيما يرى الأخ قائد الحسام أن ثورة سبتمبر تعد نقطة تحول ومنعطفاٍ تاريخياٍ هاماٍ في حياة اليمن أرضا وإنسانا ونقلة عظيمة لا يمكن معها المقارنة بين الحال قبل الثورة وبعدها في مختلف مجالات الحياة.. لكن ومن زاوية أخرى إذا نظرنا لدول مجاورة أو ضمن دول الجزيرة العربية أو الدول الخليجية نلاحظ أن الثورة إلى الآن لم تحقق أهدافها بالشكل المطلوب لا زال اليمنيون يحلمون بمشاريع البنى التحتية من ماء وكهرباء وطرق وصحة وغير ذلك لا زالت الاختلالات الأمنية مشكلة المشاكل لازال الفقر وتدني المستوى المعيشي سائداٍ والأمية وقضايا كثيرة تعد من الأبجديات لا زلنا فيها مكانك سر وبالتالي نحن بحاجة إلى استكمال تحقيق أهداف الثورة السبتمبرية.
ويقول الحسام أن لثورة سبتمبر آثاراٍ على الواقع اليمني إلا أنها محدودة مقارنة بغيرنا الذين عملوا بجد وانطلقوا وأصبحت بلدانهم في مصاف الدول المتقدمة اليمن كان اسمها اليمن السعيد الآن معاناة اليمني لا حدود لها الفساد متغلغل في كافة مناحي الحياة اليمنية.
ويقول الحسام أن ثورة الشباب أعادت الاعتبار للثورة السبتمبرية لكن ثورة الشباب لم تكن ثورة بالشكل المطلوب أو المرجو سقط فيها رأس النظام وبقى نظامه ورجالاته الفاسدون قائمين في كل المرافق يكيدون للبلد ويفتعلون المشاكل ويعيقون التنمية.
مستقبل
ويتطلع الحسام لمستقبل اليمن في التحام الأسرة اليمنية التحاماٍ حقيقياٍ وفرض هيبة الدولة وبسط سيادتها على كل الأرض اليمنية والنهوض بالاقتصاد اليمني ورفع المستوى المعيشي والتعليمي والصحي للمواطنين وبناء دولة المؤسسات وتحقيق العيش الكريم ومحاكمة الفاسدين عبر تفعيل أجهزة الرقابة ممثلة بهيئة مكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة,
كما تحدث محمد السهماني عن ثورة سبتمبر وثورة فبراير الشبابية قائلا: الموضوعية في الحديث عن ثورتي سبتمبر وأكتوبر وثورة فبراير 2011م تقتضي منا الشفافية والوضوح ولعل الإنصاف وحده يميز ثوره سبتمبر عن ثوره الشباب أنها ثوره تجردت بالكلية عن الإنتماءات الحزبية والسياسية الضيقة.. >>>>>>>>>>>>>>

قد يعجبك ايضا