
• أكد الأخ خالد سعيد – محافظ حضرموت أن ثورة 14 أكتوبر المجيدة وانتصارها يعد مثالاٍ رائعاٍ لكفاحية الحركة الوطنية اليمنية ونضال شعب عظيم اختار طريق الكفاح المسلح كشكل من أشكال نضاله ضد المستعمر البريطاني وليضع حداٍ لعهود سيطرته وتحكمه بمقدارت الوطن والشعب والحكم بقبضة الحديد وسياسة فرق تسد.
وقال لـ”الثورة” إن إرادة شعبنا كانت لها الغلبة في تحقيق النصر ونيل الاستقلال في 30 / نوفمبر / 1967م ويعد كفاحاٍ ونضالاٍ خاضة الشعب لأربع سنوات متواصلة برغم ما مورس من تآمر ورسم المخططات لإخمادها من قبل قوى ظلامية أرادت أن يظل شعبنا تحت الذل وتحت السيطرة الاستعمارية التي فرضت عليه ثالوث الجهل والفقر والمرض طيلة)129 (عاماٍ من احتلاله لمدينة عدن والجنوب بشكل عام.. وأضاف : ونحن عندما نحتفل اليوم بذكرى ثورة 14 أكتوبر وفي عامها الخمسين “اليوبيل الذهبي” فإنه لا بد لنا أولاٍ أن نقف وقفة إجلال وإكبار لأولئك الذين حملوا على عاتقهم مشعل الحرية والكفاح وإشعال شرارة الثورة الأولى من على قمم جبال ردفان الشماء وأن نحني هاماتنا لنحيي ونخلد ذكرى شهداء هذه الثورة الذين قدموا حياتهم قرباناٍ لانتصارها ومن أجل أن تحيا الأجيال في هذه البقعة من الأرض بسلام وأمان وحرية وديمقراطية وكرامة.
ثورة التحدي
وأشار إلى أننا ننظر إلى ثورة 14 أكتوبر المجيدة في أنها كانت ثورة التحدي الشعبي لأعتى نظام استعماري عرفه التاريخ في القرن التاسع عشر والعشرين واهتزت لهذه الثورة كل أركان ومفاصل حكومة التاج والإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وهزمت شر هزيمة تحت الضربات الموجعة التي كانت توجه إلى قواتها في المحمية عدن والمحميات الأخرى من قبل ثوار الجبهة القومية والجهات والتنظيمات الأخرى التي كانت قد ولدت في تلك الحقبة من الزمن.
وقال: إن ذكرى أكتوبر الخمسين تأتي وشعبنا اليمني قد حقق معظم أهداف هذه الثورة إن لم تكن جميعها وكان من بين أبرزها تحقيق الوحدة اليمنية التي ظلت الشعار الدائم منذْ انطلاق الثورة وحتى ما بعد انتصارها وتصدر كل افتتاحياتنا ومخاطباتنا الرسمية وصحفنا وحتى مجلاتنا الحائطية المدرسية.. ولنا اليوم أن نفخر بأن تضحيات شهداء أكتوبر لم تذهب هدراٍ .. وتحقق لأبناء الوطن الكثير من المنجزات التي لا تحصى ولا تعد وفي مختلف ميادين الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية..الخ وهي منجزات عظيمة لا يمكن أن يحس بقدرها وقيمتها إلا أولئك الناس من الرعيل الأول الذي عاش في ظل حكم الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن.. ومن الواجب علينا اليوم عدم التفريط بهذه المنجزات أو السعي نحو تخريبها لأن ذلك يعني التعدي على مكاسب ومنجزات وأهداف ثورة 14 أكتوبر التي يجب علينا أن ندين لها بالولاء وندافع عنها بكل ما أوتينا من قوة حفاظاٍ عليها وعلى وجهها المشرق لتظل تتوهج عبر كل مراحل التاريخ القادمة وتتداولها الأجيال جيلاٍ بعد جيل.
مواصلة مشوار الانتصارات
وقال محافظ حضرموت: ولا تفوتنا الإشارة هنا إلى أن احتفالاتنا بالذكرى الخمسين “اليوبيل الذهبي” لثورة 14 أكتوبر المنتصرة تأتي هذا العام وعلى غير العادة وفي ظروف غاية في الأهمية والتعقيد وفي ظل تلك الهجمة التي تشنها بعض الدوائر والقوى التي تهدف إلى تفريغ أهداف ومنجزات ومكاسب الثورة من محتواها وعظمتها وهو ما يتطلب منا جميعاٍ أن نكون أكثر حرصاٍ عليها وعلى مستقبلها وأن نواصل مشوار انتصاراتها.. كما أن ما يكسب هذه المناسبة في هذا العام أيضا أنها تأتي بالتزامن مع قرب اختتام فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يعول عليه وعلى مخرجاته إخراج اليمن إلى مستقبل أفضل وأرحب في ظل دولة مدنية عصرية قائمة على أساس العدل والمساواة وتكافؤ الفرص ومعالجة كل ما علق بهذا الوطن من مسببات للأزمات والتناحرات غير المبررة والتي لم ولن يخسر فيها أحد أكثر من خسارة هذا الشعب المتطلع لظروف معيشيه أحسن وأفضل ولأمن واستقرار وسكينة عامة.
واحدية الشعب
وعن كيف جسد اليمنيون واحدية الثورة اليمنية الخالدة “سبتمبر وأكتوبر” يقول:
- قبل الحديث عن واحدية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر يجب أن تنطلق أولاٍ من حقيقة واحدية الشعب اليمني شمالاٍ وجنوباٍ استنادا إلى وحدة العقيدة واللغة والدم والتاريخ والجغرافية والعادات والتقاليد وهي منطلقات كفيلة لاثبات أن الشعب اليمني واحد وأن الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر واحدة وإن اختلفتا في مواعيدهما ولأنهما تجتمعان في الأهداف والمبادئ ووحدة الأداة… وهما في واحديتهما يمثلان وجهان لعملة واحدة ولا يمكن الفصل بينهما مهما كانت الظروف والأسباب… فكما أثرت ثورة 26 سبتمبر وبشكل مباشر على ثورة 14 أكتوبر فإن ثورة 14 أكتوبر أيضاٍ قد أثرت بهذا القدر أو ذاك على ثورة 26 سبتمبر.. وكما احتضنت عدن طلائع القوى الوطنية من الأحرار فإن صنعاء وتعز أيضاٍ قد احتضنت ثوار ثورة 14 أكتوبر.. وكما أسهم أبناء الشطر الشمالي سابقاٍ في الكفاح لانتصار ثورة 14 أكتوبر فإن دوراٍ بارزاٍ أيضاٍ قد لعبه أبناء الجنوب في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر أثناء الهجمة الشرسة لقوى الظلام من المرتزقة والملكيين وأعوانهم الذين أرادوا واد الثورة وعودة النظام الملكي خلال حصار السبعين يوماٍ … وكما استشهد أبناء الشمال في عدن فإن أبناء الجنوب أيضاٍ قد سقطوا شهداء في صنعاء ومناطق أخرى من اليمن دفاعاٍ عن الحق والإرادة ومن أجل الانتصار لقوى الثورة في اليمن عموماٍ… وما دام الأمر كذلك فإن ذلك يعني أنه لا يجوز لنا ولا لأيُ كان أن يفصل بين ثورة سبتمبر واكتوبر لأن التاريخ شاهد على واحديتهما… ومهما اختلفنا في الرؤى ووجهات النظر لكن الحقائق تظل حقائق.. ويكفينا فخراٍ نحن اليمنيين بأن نكون قد انتصرنا للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر في تلك الفترة من الزمن من القرن الماضي وفي ظروف كانت الأوضاع في اليمن هي الأشد تخلفاٍ وتأخراٍ ليس على مستوى المنطقة بل وعلى مستوى العالم إن جاز لنا التعبير… علينا أن نركن جميع اختلافاتنا جانباٍ ونتوجه صوب الهدف الكبير الذي قامت الثورة السبتمبرية والأكتوبرية من أجله .. وحتى نستطيع أن نلتحق بركب التطور والتقدم ورفع المستوى المعيشي والحياتي لأبناء هذا الوطن الذي طحنته الصراعات والأزمات .. وشعبنا اليوم لم يعد بحاجة إلى مزيد من الصراعات والاختلافات بقدر حاجته إلى الأمن والاستقرار والبناء والازدهار.