أعشق اليمن حتى الثمالة وانضمامي لثورة الشباب بدافع وطني
> ظْلمت في النظام السابق واللاحق ولم آخذ حقي حتى الآن
> رفضت عروضاٍ كثيرة وِضعنا وسط زحمة المحاصصات والاقصاءات
> لا أريد العودة لقناة اليمن طالما والقيادات السابقة لا زالت باقية في مناصبها
هي صوت ينساب إلى الآذن بعفوية تامة وتدخل القلوب عبر نبراتها التي تتطاير منها اسطر المعرفة .. يحبها المشاهدون لأنها تجيد الغوص في دنيا المعرفة .. فهي ليست من الإعلاميين الذين تكتظ بهم الفضائيات العربية اليوم في مشهد ابتذال نستهجنه انها “مها البريهي” الإعلامية في قناة اليمن الفضائية والتي اشتهرت في تقديم البرامج التلفزيونية وقراءة نشرة أخبار التاسعة مساءٍ.. عبر قناة اليمن الفضائية.. من مواليد محافظة الطبيعة والجمال ( إب) المخزون الكبير والمصدر الأول للصحفيين و الإعلاميين والادباء والكتاب والمفكرين .
حصلت على بكالوريوس إعلام من جامعة صنعاء كلية الآداب الدفعة الأولى .
بدأت عملها مع الإعلام مساهمة في تقديم برامج الأطفال في “إذاعة الحديدة” العام 1984م انتقلت بعده للعمل مذيعة في إذاعة صنعاء 1990 إلى 1997م- ثم مذيعة في قناة “اليمن” الفضائية 1991- حتى اللحظة..
شغلت العديد من المناصب الادارية منها منصب مدير عام الإدارة العامة للمرأة بالمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون و مدير إدارة برامج الأسرة والأطفال “قناة اليمن” الفضائية منسق الاتصال في جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج واليمن – عضو لجان التحكيم الإذاعي والتلفزيوني العربي مدربة ومحاضرة مهارات الاتصال والتواصل (فن الإلقاء) كلية الإعلام جامعة صنعاء حصلت على جوائز عدة من بلدان عربية مختلفة .. ابرزها اختيارها كأحسن مذيعة في اليمن من قبل مهرجان الرواد والمبدعين العرب العام 2011م.
¶ في البداية يسعدني أن أرحب بك ضيفة عزيزة على ” دنيا الإعلام ” ونقول لك ألف حمدلله على السلامة ونبدأ من قصة تعرضك للوعكة الصحية وتلقيك للعلاج بجمهورية مصر العربية ..هناك من يتساءل عن طبيعة المرض الذي تعاني منه مها البريهي.. هل بالإمكان اعطاء السادة القراء لمحة سريعة عن نوع المرض وطبيعة صحتك الآن ¿
- أهلاٍ وسهلاٍ بكم.. وشكراٍ لكم على هذا اللقاء.. وبالنسبة لطبيعة المرض الذي أعاني منه هو إصابتي بحالة شلل مؤقت بسبب ضغط العمود الفقري على جذور أعصاب الساقين وخضعت للعلاج الطبيعي وكذلك الأدوية والمتابعة المستمرة حتى عدت للشيء ثانية ولكن مازال هناك آاأم في الظهر أكافحها بالأدوية والمسكنات.
> هل كان العمل مذيعة رغبتك من البداية¿
- عشقت الميكرفون منذ أن كنت تلميذه في الابتدائية.. كنت دئما أشارك في تقديم بعض الفقرات في الإذاعة المدرسية وفي كثير من الأنشطة المختلفة كترتيل القرأن الكريم والتمثيل والغناء ..وشاركت في تقديم بعض البرامج في إذاعه الحديدة لأن والدي كان حينها يعمل مديراٍ للأمن هناك..
- براءة الطفولة.. ومشوار التألق .. وصولاٍ لمشوار الشهرة والمنافسة في مجال التقديم مشوار طويل تكلل بالنجاح والشهرة وحب الجمهور ماذا عن حياة مها الخاصة ..¿
- انا أم لشابين وبنت كافحت من أجل تربيتهما وهم أبناء صالحين..
¶ هناك مذيعات ظهرن بدون حجاب ومن ثم عدن وارتدينه.. لكن ( مها البريهي) عرفها الجمهور المشاهد محتشمة وملتزمة بالحجاب .. هل ثمة سر وراء ذلك¿
- لا نلوم الآخرين على تصرفاتهم.. فالأخوات اللاتي لبسن الحجاب ثم خلعنه كان ضد رغبتهن وفرض عليهن فرض ..الموضوع موضوع قناعة وحب والتزام وليس فرضاٍ كيف نفرض عليهن الحجاب وهن عشن معظم حياتهن سافرات ولهن ثقافة مختلفة وهذا شيء يخصهن ثم بعد ذلك اخترن قنوات أخرى تتناسب مع طبيعة شخصيتهن ..وأخريات يلبسن الحجاب عند الظهور ثم بعد الانتهاء يخلعنه ..وفي رأيي لا يجب فرض الحجاب طالما ليس هناك قناعة بارتدائه..
أما أنا فأراء نفسي اكثر وقارا وجمالا بالحجاب فقد عرفني الجمهور محتشمة ..حتى عندما ارتدي الأزياء الشعبية احرص على ستر بعض المناطق كالرقبة والصدر رغم ان الزي الأصلي يكشف هذه المناطق. وافرح كثيرا عندما أسمع كلمات ملؤها الاحترام والتقدير على محافظتي على شكلي المتزن وثيات شخصيتي ..حتى أن بعض الأمهات والجدات يدعين لي بالستر والعافية ومن اكثر الجمل التي احببها منهن (الله يستر عليش يا مها البريهي انتي بنتنا الي نفخر بها )..
¶ انضممت للثورة الشبابية في وقت مبكر.. لكن البعض قلل من أهمية انضمامك والبعض قال إن الانضمام كان بدافع شخصي وليس بدافع وطني.. كيف تعلقين على ذلك¿
انا انضممت للثورة بدافع وطني بحت ومن يشكك في وطنيتي ما هو الا بائس يائس غيور مسكين اليمن تسكنني وعشقي لها ليس له حدود ..اعشقها حتى الثمالة..
¶ وما سبب غيابك عن المشهد الإعلامي الثوري حينئذُ¿
- غيابي عن المشهد الإعلامي أو بالأصح عن المهزلة الإعلامية برامج ..كانت مخصصة للسب والشتم والإقصاء بعيدة كل البعد عن المهنية وعن آداب الحوار واللغة الراقية انا صنعت تاريخاٍ ناصعاٍ وبنيت قلعة من الاحترام ولست مستعده لان أهدمها من أجل أرضاء طرف على حساب أخر …
والجميع يجب ان يدركوا انهم يمانيون يضمهم وطن واحد اسمه الجمهورية اليمنية…
> بعد كل الذي قدمته مها البريهي للوطن ..هل نستطيع القول انك اخذت حقك للآن¿
انا ظـْلمت في النظام السابق واللاحق ولم أخذ أي حق لي حتى اليوم خدمت وطني 23 عاما وما زلت اعاني ..فالجميع يسعى لتقسيم الكعكة اليمنية ومن يفوز بالنصيب الأكبر يفرض سيطرته على الجميع…ونسي هؤلاء أن اليمن هي الأبقى وليست المصالح الضيقة …
¶ اين تجدين نفسك وسط كل هذا الركام الحزبي¿
”مها البريهي” حاولت بعض القوى شدها اليها لكني رفضت التحزب وكان ردي ان اليمن هو حزبي الكبير..
¶ وماذا عن العروض الخارجية هل سبق و تلقيت عروضا للعمل في قنوات أخرى¿
- نعم تلقيت عروضا عدة في قنوات عربية كثيرة لكني فضلت العمل في بلدي ولكن للأسف الشديد ضعنا وسط زحمة المحاصصات والاقصاءات وأنت مش معي إذن أنت ضدي…فالحال لا يسر ولم يعد بي رغبة للعمل كمذيعة..في قناة اليمن…طالما أن القيادات مازالت تعشعش في القناة الأم رغم وجود قيادات جديدة لم تستطع أن تنفذ خططها البرامجية بسبب سيطرة رئاسة القطاع ومستنقع الفساد يكبر ويكبر دون أن يجد اليد القادرة على ردمه…
¶ معروف عنك اهتمامك بقضايا المرأة العربية وكانت لك تجارب متميزة في برامج عدة حول قضايا المرأة.. فكيف تنظرين إلى واقع النساء العربيات اليوم بشكل عام والمرأة اليمنية بشكل خاص.. خصوصا الإعلاميات منهن¿
- العمل العربي كان يعطينا رافدا قويا للاستفادة من تجارب الآخرين خاصه في قضايا المرأة لكن اليوم وبعد ثورات الربيع العربي لم تعد المرأة قادرة على لم شتات نفسها بسبب المتغيرات السياسية والإيدلوجية وعدم قدرتها على استعادة زخمها النشط في طرح قضاياها ربما تنفرج الأمور مستقبلا ..وأمل أن تكون لليمنيات مشاركات في كل الأنشطة العربية والدولية.
¶ ماهي أهم المحطات التي تعتزين بها في مسيرتك الإعلامية الطويلة¿
- اجمل المحطات في حياتي المهنية كانت في تسعينيات القرن المنصرم كان هناك تنافس جميل لتقديم الاجمل والاروع من البرامج وكانت الخارطة البرامجية متوازنة نوعا ما فيها البرنامج الديني والسياسي والاجتماعي والترفيهي .وبرامج الأطفال ..أما اليوم فأنت تشاهد نسخا ممسوخة لنفس البرامج وقالبا واحدا لبرنامج بمسميات مختلفة بعيدا عن التميز والإبداع..وقنوات مستنسخة .. أيضا في الألفية الثالثة تم التركيز على المهرجانات العربية للإذاعة والتلفزيون للمشاركة فيها كعضو في لجان التحكيم البرامجي ..وقد اكسبتني هذه اللقاءات خبرة في آلية التحكيم والقدرة على تقييم المشاركات من برامج ومسلسلات إذاعية وتلفزيونية والتعرف على شخصيات كبيرة من رجالات الإعلام والمفكرين والآدباء والكتاب ..والممثلين والممثلات وكل من يعمل في مجال الإعلام.
¶ ما زلت أشعر أنني في أول الطريق وأن العمل الإعلامي في تجدد مستمر طالما انك تشعر أن ثمة شيئا يشغلك وتريد أن تترجمه على الشاشة..
> ما لذي حققته حتى الآن ¿ وما الذي لم يتحقق¿
- حققت الكثير اللهم لك الحمد يكفيني السمعة الطيبة ومحبة جمهوري العريض.
¶ ماذا تحب مها البريهي ..¿
- مها البريهي إنسانة بسيطة متواضعة تحب كل شيء جميل خلقه الله عز وجل اعشق النظر إلى البحر والسماء احب التأمل في صنع الله وابداعه اغوص في ملكوته وعظمته جلت عزته اناجيه بحب وإيمان ادعوه دئما أن يرزقني بعمل يقربني اليه ولطالما تمنيت مقابلته وان يرزقني لذة النظر إلى وجهه الكريم..
> وماذا تكره ..¿
- لا أعرف الكره ولا الحقد حتى اذا اختلفت مع احد في اليوم التالي انسى انني كنت معه على خصام وابادر بتحيته أو الكلام معه.. كثير من المحيطين يستغربون علي من هذا الطبع..
¶ باعتقادك هل للعمر دور في استمرار المذيعة على الشاشة¿
- مسألة العمر فعلا في الوطن العربي المذيعة كحصان الوله عندما يشيخ يطلق عليه النار أما في أوروبا والغرب فهي خبرة وعلم وتجربة ويجب الاستفادة منها وهناك مذيعات بلغن 70 والستين ومازلن متألقات ..
¶ هل عانيت من ويلات الغيرة¿ وكيف تتعاملين مع من يغار منك¿
- الغيرة موجودة ولكني استطعت ان اذيبها وكونت علاقات محبة وإخاء بيني وبين هؤلاء واحياناٍ اطلب لهم أو لهن العذر فهم لا يعرفون انهم ربما يملكون اشياء ومواهب احسن مني لكنهم لم يكتشفوها بعد وأحاول جاهدة ان أبين اننا كالكون خلقنا لنكمل بعضنا البعض..
¶ إلى جانب اهتمام برامجك بشئون المرأة والطفل ..عرفناك مذيعة اخبار لا يشق لها غبار.. اين تجدين نفسك في الوسط الإعلامي اليوم¿
- منذ الوهلة الأولى نصحني أحد المذيعين الكبار وهو الأستاذ / عبدالله الكهالي أن لا أحصر نفسي في قالب برامجي معين بل اقدم كل الأنماط البرامجية وفعلا قدمتها اذاعياٍ وتلفزيونياٍ ..قدمت البرامج الثقافية كـ (قاموس المعرفة) و (اصداء الكلمات ) وقدمت السياسية الحوارية وقدمت الدينية وكذلك الاجتماعية كبرامج الأسرة وقدمت السهرات العربية المشتركة التي تجمع بين المعلومة والفن والعادات والتقاليد المشتركة بين اليمن والوطن العربي وقدمت الوثائقية عن اليمن..
¶ وماذا عن التمثيل¿
- التمثيل الإذاعي في مسلسل أساطير يمنية مثلت دور عجوز شريرة رغم اني كنت يومها مصحح لغوي لكن المخرج المرحوم عبدالرحمن عبسي اصر ان امثل الدور حينا سمعني وكنت أشرح لإحدى الممثلات كيف يمكن ان تتقمص الشخصية وتغير صوتها ليتواءم مع العجوز..
¶ اين انت من كتابة المقالات الصحيفة¿
- اعشق الكتابة.. ولكني كنت في السابق اكتب في صحف عربية ويمنية وتوقفت..
¶ لماذا¿
- لأن التلفزيون أخذني من الصحافة..
> طيب أي من الكتابة تستهويك ¿
- احب كتابه القصة القصيرة وبعض النثر والخواطر .
> بم تنصحين المرأة الطموحة التي يأخذها اهتمامها ببيتها وأولادها عن تحقيق ذاتها¿
- اقول لها انتي ملكة متربعة على كيان أسري انتي و حدك القادرة على اكتشاف مكامن الابداع داخل عقول أولادك ساعديهم في تنمية مداركهم بما تعلمتيه .. لأنك الأجدر والأقوى فلديك العلم بينما أمهات أخريات حرمن منه ويحلمن أن يساعدن أولادهن في مراجعة دروسهم وكم من أم سألت دمعتها على سنين عمرها التي ضاعت بدون تعليم وكم من أم وضعت يدها على خدها وهي تتألم على جهل سكن عقلها.
¶ اشخاص كان لهم الفضل في الوقوف إلى جانبك اثناء تلقيك للعلاج في مصر¿
- اشكر كل من وقف إلى جانبي .. وكل من ساندني أو زارني أو اتصل بي او كتب عني وأخص بالشكر.. الدكتورة / وهيبة فارع والدكتور/ عبدالولي الشميري.. وقاسم احمد الشرعبي وحرمه وأولاده وزملائي الإعلاميين .. لا تنسى مقالك الذي هز مواقع التواصل الاجتماعي وتناقلته الصحف والمواقع..
¶ رسالة توجهينها في نهاية هذا الحوار¿
- اوجه كلمتي للمتحاورين من كل الأطياف تذكروا أن قوتكم تكمن في وحدة اليمن وتمزقكم في الانفصال.. سواءٍ كنظام فيدرالي أو غيره ستسخر منكم الأمم وستصبحون مثار استخفاف وستستضعفون أكثر مما انتم فيه اليوم وستتمزقون إلى دويلات وستسحقون بعضكم البعض محققين بذلك أهداف اعداء اليمن الذين ينتظرون بفارغ الصبر أن يروكم مجرد شراذم تتناحر على المصالح.
- للساكتين في دولة الوفاق عن الخراب وهم قادرون على اجتثاث المخربين.
- للمشايخ الذين كذبوا على أنفسهم بأنهم الأبقى والأقوى ونسو أن الله هو الباقي القوي الكبير..
- إلى وطني.. يا وطني انا معك لآخر رمق.