ويحقق قرصان الاقتصاد أكبر نجاحاً حين تكون القروض كبيرة لدرجة تضمن عجز الدولة المستدينة عن سداد ما عليها من ديون في ظرف سنوات قليلة، حينها تسلك سلوك المافيا والحديث (لجون يرينكس) ونطلب رطلا من اللحم مقابل الدين وتضمن قائمة مطالبنا واحدة أو أكثر من التالي: بناء قاعدة عسكرية أو الهيمنة على موارد الثروة كالبترول وبالطبع ليبقى المستدين مثقلا بالدين وبذلك يضاف بلد آخر إلى إمبراطوريتنا العالمية ويوصم صندوق النقد والبنك الدوليان بأنهما ذراع الغرب الرأسمالي التي تضغط على الدول النامية لتبني سياسات تقشفية تفقر شعوبها كشرط لمنح القروض والمساعدات المالية حيث يفرض الصندوق على الدولة المقترضة قيود تسديد التقشف وتخفيض نفقات الخدمات الأساسية والاجتماعية كي تسدد الوفورات الناجمة عن أقساط قرض الصندوق وقد استحدث صندوق النقد الدولي مبدأ المشروطية وهو أن الموافقة على التمويل من الصندوق لأي دولة تتطلب الموافقة على الشروط التي يصنعها الصندوق وإن منح أي دولة قرضا يجب أن تسبقه شهادة حسن سيرة وسلوك تعطى للدولة التي نفذّت جميع المعايير والشروط المطلوبة منها ،وفي المحصلة فإن الشروط والمعايير بالطبع لها أهداف سياسية وفي كل الأحوال هي لا تلتفت إلى أي بعد اجتماعي وتشير العديد من الدراسات إلى أن صندوق النقد الدولي عندما منح قروضا بمليارات الدولارات هو في الحقيقة حبل مشنقة فعلى سبيل المثال تضاعفت ديون دولة أوكرانيا التي وثقها البنك الدولي وتجاوزت 135 مليار دولار وكان عليها أن تدفع نحو 4.5 مليار دولار سنويا.
الكاتب والباحث/ أحمد يحيى الديلمي