في الذكرى الـ56 لثورة اكتوبر: أدوات الاحتلال تتنافس على خدمة المحتلين الجدد.. وأبناء المحافظات الجنوبية يدفعون الثمن

الثورة / خاص
اليوم وفي الوقت الذي يحتفي فيه الشعب اليمني بالذكرى الـ56 لثورة الـ14 من أكتوبر ضد المحتل البريطاني ويستذكر ما شهدته عدن والمحافظات الجنوبية من صراعات وتناقضات سياسية بين الفصائل والمكونات المختلفة، يجد المواطن في الجنوب بشكل خاص نفسه أمام نفس السيناريوهات التي فرضها الاستعمار البريطاني قديما وعادت اليوم بشكل جديد وأصبحت تشكل واقعا تعيشه المحافظات الجنوبية بعد 56 عاماً من الثورة التي نجحت في دحر المستعمر القديم.
وفي الوقت الذي يعلن فيه أحد طرفي الاحتلال السعودي الإماراتي انسحاب قواته يقوم الطرف الآخر بإرسال المزيد من التعزيزات العسكرية السعودية إلى عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى، لكن ورغم أن الإمارات والسعودية من خلال مثل هذا التكتيك تتبادلان الأدوار إلا ان مليشيات الطرفين لا ترى ذلك، فمليشيات السعودية المتمثلة في قوات هادي والإصلاح تعتبر انسحاب الإمارات انتصاراً لها وهزيمة للانتقالي التابع للإمارات والعكس صحيح.
وهذه المرحلة ومثل هذا المشهد سبق أن مرت به عدن والمحافظات الجنوبية في ستينيات القرن الماضي عندما تمكن الاحتلال البريطاني من إدخال الجبهة القومية وجبهة التحرير في صراعات ونقلتهما من مرحلة خوض المعركة ضد المحتل إلى مرحلة خوض معارك يحاول كل منهما من خلالها الانفراد بتصدر المشهد السياسي بالاستحواذ على ما يمنحه المحتل من سلطة ومصالح ونفوذ.
ورغم أن المقارنة غير عادلة بين المتصارعين على ما بعد رحيل الاحتلال قديما والمتصارعين على خدمة الاحتلال اليوم بل وتبدو مجحفة، إلا أن سيناريو المحتل القديم والجديد يظل نفس السيناريو ويظل المواطن اليمني والمحافظات الجنوبية يعانيان التبعات ويدفعان ثمن كل هذه المتناقاقضات وكل هذه الصراعات بين أدوات الاحتلال.
وبالتالي فإن كل الدلائل تشير إلى أن الدم اليمني في المحافظات الجنوبية المحتلة سيستمر في النزيف من أجل قضية تتلاشى وتنعدم فيها مصالحه، ما يعني أن الجنوب يتجه نحو تصفيات متعددة الأشكال والألوان وأصبح مهددا بحقبة من الفوضى والمزيد من الانقسامات والمزيد من الصراعات.
وها هي ذكرى ثورة اكتوبر تمر والجنوب في تركيبته الإدارية مشابه لما كان عليه الحال في ستينات القرن الماضي.. تقسيمات أقرب ما تكون للمشيخات التي أعاد الاحتلال الجديد إحياءها.. والأكثر إيلاما أن السعودية والإمارات اختارتا ليلة الرابع عشر من أكتوبر لوضع عدن تحت الوصاية.

قد يعجبك ايضا