قيادات حزبية وسياسية:

اغتيال الرئيس الحمدي الذي تم بإشراف سعودي هو اغتيال لاستقلال القرار الوطني

“الثورة” كانت حاضرة في مناسبة إحياء الذكرى الـ42 لاغتيال الرئيس الحمدي

في الذكرى الـ42 لاغتيال الرئيس الشهيد الخالد إبراهيم محمد الحمدي وأخيه المقدم المغوار عبدالله الحمدي تحيا من جديد آلام وأحزان ألمّت باليمن وقتلت حلم الشعب والأمة والوطن وامتدت يد الغدر والخيانة إلى اغتيال رمز من رموز اليمن وهامة من هاماتها الوطنية التي أرادت أن تستقل بالقرار الوطني بعيداً عن التدخلات الخارجية، التي كانت السعودية على رأسها ومن ورائها.. وها هو التاريخ ورفاق الشهيد الرئيس الراحل يكشفون أن السعودية كانت وراء عملية اغتيال الحمدي بإشراف مباشر من ملحقها العسكرية آنذاك «صالح الهديان»، حيث أقام تنظيم التصحيح الشعبي الناصري يوم أمس الأول فعالية خطابية إحياء للذكرى الـ 42 لاستشهاد الرئيس إبراهيم الحمدي وأخيه، اللذين استشهدا يوم 11 أكتوبر عام 1977م، تطرق فيها الحاضرون لمناقب الرئيس الشهيد الراحل إبراهيم الحمدي وخلفيات وأسباب عملية التخطيط لاغتياله من قبل السعودية.. «الثورة» حضرت الفعالية واستطلعت آراء عدد من قيادات التنظيم والقيادات السياسية وخرجت بالحصيلة التالية:
الثورة /أحمد المالكي

بداية تحدث اللواء المناضل مجاهد القهالي– رئيس تنظيم التصحيح الناصري عن أسباب ودواعي اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي في ذكرى اغتياله الـ42 فقال: إن اغتيال الرئيس الزعيم الشهيد الخالد إبراهيم الحمدي وأخيه المقدم المغوار عبدالله الحمدي اللذين استشهدا في الـ 11 من أكتوبر عام 1977م وذلك أثناء مأدبة غداء أقامها الغشمي لرئيس مجلس الوزراء آنذاك عبدالعزيز عبدالغني وعدد من الوزراء ، والحقيقة أن الذين قاموا باغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي وأخيه عبدالله مجردون من كل القيم والأخلاق والشيم والعادات والتقاليد اليمنية والعربية والإنسانية ولم يحدث لأحد أن يستدعي أحداً كضيف له ويقدم له الموت بالسكاكين والخناجر وبالأسلحة كاتمة الصوت بحضور سعودي وبإشراف الملحق العسكري السعودي “صالح هديان”، هكذا هي السعودية ترتكب المجازر تلو المجازر دون خوف من الله، وقبل أن أتكلم عن هذه الجريمة البشعة الشنيعة الدنيئة علينا أن نتعرف على الأسباب التي كانت وراء ارتكاب هذه الجريمة، واسمحوا لي أن أتحدث عن ما أعرفه من تلك الأسباب بحكم أني كنت عضواً في مجلس القيادة في العام 1969م حركت السعودية كتيبتين من الجيش الملكي اليمني إلى منطقة الشرورة قبيل نهاية الحرب الملكية الجمهورية وبين المصالحة الملكية الجمهورية بعدة أشهر وبعد ذلك سحبتهما من الشرورة واستبدلتهما بقوات سعودية وفي العام نفسه تحرك جيش اليمن الديمقراطية الشعبية وقاوم ذلك الاحتلال لأن صنعاء كانت في حالة انهاك كبير جراء الحرب الملكية الجمهورية التي استمرت عدة سنوات، وفي منتصف السبعينيات أرسلت السعودية مندوبها إلى صنعاء تطالب الرئيس الراحل عبدالرحمن الإرياني رحمة الله عليه بضرورة شق طريق نجران الشرورة فرفض الرئيس الإرياني، ومارست عليه ضغوطاً عدة من خلال مراكز القوى ومن خلال عملاء السعودية في اليمن.
ويضيف اللواء القهالي بالقول: هؤلاء لم يتوقفوا عند حد بل وصل بهم الأمر إلى الإطاحة بالرئيس عبدالرحمن الارياني بأيّ شكل من الأشكال حتى ولو أدى ذلك إلى استخدام العنف وقتله وفجأة وصل إليهم الرئيس إبراهيم الحمدي وهم مجتمعون وقال لهم: لا وألف لا، لا تلطخوا أيديكم بالدماء، الرئيس الإرياني مستعد أن يتنحى وأن يقدم استقالته، فذهب إلى القاضي عبدالرحمن الارياني وقال له أنا أحيطك بالأوضاع وأحاطه بما جرى ولكن الرئيس الإرياني قال كلمته الشهيرة “لا يمكن أن أحكم اليمن وتسفك فيها قطرة دم واحدة” ولكن أنا أقدم استقالتي إليك يا مقدم إبراهيم فرد عليه لا ، من الأفضل أن تقدمها إلى مجلس الشورى، وحمل استقالة الرئيس الإرياني إلى مجلس الشورى وطلب منه تقديم الاستقالة إلى القوات المسلحة، واجتمعت قيادة القوات المسلحة والأمن، وأقرت بالإجماع وقررت ترشيح الرئيس إبراهيم محمد الحمدي لرئاسة البلاد، في إعلان دستوري يستمر عدة أشهر وبعد ذلك أصدر الرئيس إبراهيم الحمدي منشوراً أو قراراً يقضي بعودة الحياة البرلمانية، كما أصدر قراراً بتعيين القاضي عبدالله الحجري رئيساً للجنة العليا للانتخابات، وقال بالحرف الواحد: انتخابات إلى مجلس الشورى ونقدم استقالاتنا جميعاً إلى مجلس الشورى المنتخب وبدروه ينتخب الرئيس، هذا هو الحمدي، هذا هو القائد والإنسان، ولكن البعض تمرد على ذلك وغادر الرئيس عبدالرحمن الإرياني إلى سوريا آمناً سالماً وودعه إلى المطار الأخ الرئيس إبراهيم محمد الحمدي، وفي الأثناء.
ويقول المناضل القهالي: وبعد مضي أكثر من عام وأثناء الترتيبات واجه الرئيس الحمدي ضغوطات كبيرة من السعودية تريد شق طريق نجران الشرورة واتجه نحو الجنوب والمناطق الوسطى وفيها تمكن من وقف الحرب التي كانت تدور هناك وحينما توقفت الحرب في المناطق الوسطى تحرك إلى الجنوب للحوار مع رفيق دربه الرئيس سالم ربيع علي من أجل تحقيق وحدة اليمن، وتحرك بالحوار مع قادة الدول المطلة على البحر الأحمر من أجل أمن وسلامة الملاحة الدولية في البحر، ومن أجل تبادل المنافع والمصالح المشتركة بين هذه الدول واليمن، وعقد من أجل ذلك مؤتمر “تعز” التاريخي واستمر الشهيد إبراهيم الحمدي يتحرك على المستوى العربي والدولي من أجل مواجهة كافة التحديات التي تفرضها السعودية على اليمن، كما قرر الرئيس الحمدي تشكيل لجان التصحيح المالي والإداري في مختلف المرافق والمؤسسات الحكومية من خلال الانتخاب الحر المباشر لها ومارست أنا شخصياً دور الرقابة الشعبية بأمانة وإخلاص وفي نفس الوقت تحرك الرئيس إبراهيم الحمدي وأحرق تلك الصور الفضفاضة لمكتب المشاريع السعودية في اليمن والتي كانت تعمل في الشوارع الرئيسية لكنها فارغة المحتوى دونما أي مشروع يذكر، وقام بإحراقها وتفضل مشكوراً بالاعتماد على التعاونيات الأهلية للتطوير التي تشكلت من كل مديرية من المديريات اليمنية بشكل عام، فكانت هيئة التعاون الأهلي للتطوير تجمع الزكاة 50% منها تستخدمها لبناء المدارس والطرقات والمستوصفات والسدود وجميع مشاريع المياه والمشاريع الخدماتية في كل مديرية.
ويستدرك المناضل القهالي قائلاً: هيئة التعاون الأهلي للتطوير هي من تضع الخطط وهي من تنفذ دونما العودة إلى المركز الرئيسي، كانت مستقلة تماماً، وبهذا تحولت اليمن إلى خلية نحل تعمل ليل نهار من أجل البناء والتنمية والازدهار، وهذا ما اعتبرته السعودية خروجاً عنها وعدواناً عليها ، بل وتمرداً من اليمن عليها ، لكن ذلك لم يخف الحمدي ولم يهز له شعرة، فلجأت إلى التآمر وحاكت تلك الجريمة الدنيئة ولجأت إلى الغدر واغتالته هنالك، الذين نفذوا جريمة الاغتيال قبيل ذهاب الرئيس إبراهيم الحمدي إلى عدن في يوم الـ13 من أكتوبر لإعلان الوحدة اليمنية المباركة مع أخيه الرئيس سالم ربيع علي، ولكن السعودية بأموالها وعملائها قطعت الطريق في ذلك الغداء الأسود وفي تلك الجريمة السوداء التي يندى لها جبين التاريخ اليمني والعربي والإسلامي والإنساني، واستشهد الرئيس واخوه، واختفى المناضل الكبير الرائد علي قناف زهرة، واختفى كذلك الأخ المناضل الكبير عبدالله الشمسي حتى اليوم.
ويؤكد اللواء المناضل مجاهد القهالي في هذه المناسبة الأليمة بالقول: إن تنظيم التصحيح يطالب اليوم القيادة السياسية بإجراء التحقيق العادل مع من تبقى من المشاركين في جريمة اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي من أجل الوصول إلى حقيقة المخفيين وحقيقة مصيرهم وماذا تم؟ لقد كانت السعودية مشرفة على كل كبيرة وصغيرة، وماذا حدث عقب اغتيال الرئيس الحمدي؟، بدأت السعودية بشق طريق نجران- الشرورة بطول 360 كيلو متراً وشقت الطريق في قلب الأراضي اليمنية وفصلت الربع الخالي وفصلت أجزاء كبيرة من أرض الوطن إلى حسابها، ولكن إرادة رجال التصحيح استمرت وقاومت جنباً إلى جنب مع سائر الحركة الوطنية اليمنية من المقاومين الثوريين والحزب الديمقراطي اليمني والجبهة الوطنية الديمقراطية والحركة الناصرية وكل رفاق ومناضلي الوطن وقامت بالعديد من المحاولات للتغيير وعلى إثرها استشهد الرفيق المناضل الشهيد زيد الكبسي رحمة الله عليه.
وأكد المناضل القهالي أن حركة التصحيح ظلت تعمل مع كل الرفاق والمناضلين الوطنيين لمواجهة كافة التحديات التي كانت تحاك ضد اليمن وفي كل المراحل وقاومت مشاريع التدخل في اليمن بالشراكة مع أبرز القيادات في جنوب الوطن حتى عام 1990م حينما تحققت الوحدة اليمنية بفضل المناضلين الأبطال والرجال الأوفياء، وبعد قيام الوحدة لجأت إدارة الوحدة إلى التمترس خلف الماضي وإلى المراوحة فيه واجترار الخلافات السابقة لتقوم بعد ذلك حرب 94م التي أحدثت شرخاً كبيراً في الجسد اليمني الواحد.
ويمضي المناضل مجاهد القهالي بالقول: إن التصحيح كان موجوداً وكان ممثلاً في الحوار من أجل قيام الوحدة وكان ممثلاً في مجلس النواب وشارك في الانتخابات عام 1993م وشارك في الحكومة وكان حاضراً في كل المراحل وفي مختلف الظروف وقدم مئات الشهداء جنباً إلى جنب مع اخوانه في حركة أنصار الله في مواجهة العدوان الغاشم البربري العبثي التدميري لليمن، هذا العدوان الذي رفع شعاراً مزيفاً لحربه على بلادنا تحت شعار “عودة الشرعية” لكنه يكنّ في أعماقه تقسيم وتشطير اليمن وبث ثقافة الحقد والكراهية بين أبناء الشعب الواحد.
ويضيف قائلاً: هذا العدوان الغاشم الذي قدم لاحتلال أجزاء كبيرة من أرضنا اليمنية بهدف السيطرة على ممر الحرير الذي يمر إلى الصين وحتى أوروبا ويجني مئات المليارات على حساب هذا الشعب العظيم صانع الحضارات والأمجاد، هذا العدوان الذي أراد أن يقسمنا أرضاً وإنساناً شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً مستخدماً كافة أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك الحصار ليخلق حرباً للإبادة الجماعية على شعب بأسره وكم هناك آلاف مؤلفة استشهدوا جراء الحصار وكم هناك آلاف استشهدوا وهم آمنون في بيوتهم، ونحن في تنظيم التصحيح لم نبخل بتقديم أعز أبنائنا وكوادرنا في مواجهة هذا الطغيان وهذا العدوان، ولكن وبحمد الله وإرادته تمكن رجال القوات المسلحة واللجان الشعبية في ظل القيادة الحكيمة للسيد القائد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي وفخامة الرئيس المشير مهدي المشاط استطاعت هذه القيادة مع حكومة الإنقاذ أن تتوصل إلى إيجاد معادلة الردع بين قوى الشعب اليمني وقوى العدوان من خلال تطوير الأسلحة والصواريخ ومن خلال الطيران المسير الذي أحدث توازناً فعلياً لا سيما في الآونة الأخيرة عبر استهدافه منشأتي بقيق وخريص وحقول النفط السعودي وتمكن رجال القوات المسلحة الذين أذهلوا العالم في عملية نصر من الله من تحقيق انتصار عظيم ورائع رفع رؤوس كل اليمنيين والشرفاء والأحرار في هذا العالم.
ونحن نقدر ونبارك للقيادة الثورية والسياسية هذا النصر العظيم وما توصلت قواتنا المسلحة من مستوى يتساوى مع الجيوش المتقدمة في العالم وندعو القيادة السياسية إلى أن تعيد النظر في العلاقة مع تنظيم التصحيح وأن تعيد النظر في العسكريين والمدنيين لأفراده الذين حرموا خلال الفترة الماضية من حقوقهم لأسباب سياسية، أما الآن فقد زالت تلك الأسباب ولا داعٍ لاستمرار ذلك الوضع.
ونأمل من القيادة السياسية أن تفتح المجال للمشاركة الشعبية والسياسية في صنع القرار السياسي لأن اليمن اليوم هو يمن كبير وعظيم يحتاج إلى كل الجهود وتضافر كل أبنائه من اجل صنع المستقبل ونبارك للقيادة السياسية التي أصدرت قرار المصالحة الوطنية وشكلت فريق المصالحة الوطنية، هذا الذي سيصنع الاستقرار والسلام العادل لكل أبناء اليمن، إن المصالحة الوطنية ترتكز على الحوار اليمني -اليمني من أجل وحدة الصف وذلك لمواجهة كل التحديات والمخاطر المحدقة باليمن، ووحدة الصف شيء عظيم سوف يمكن كل أبناء اليمن من دحر الغزاة والمحتلين وطردهم ليعودوا من حيث أتوا والشعب اليمني يستحق كل خير وتقدير، وتحية لأبطالنا في الجيش واللجان الشعبية وللسيد القائد وللقيادة السياسية في المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ ومجلسي النواب والشورى، تحية لكل الأحرار والشرفاء ولمن وقف إلى جانبنا في كل العالم.. وتحية للمجاهدين في كل الجبهات.
الأخ سلطان السامعي عضو المجلس السياسي الأعلى تحدث في مناسبة الذكرى الـ42 لاغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي فقال:في هذه الذكرى الأليمة الـ 42 لاستشهاد الرئيس إبراهيم الحمدي وأخيه عبدالله وآخرين من الشهداء والمخفيين قسرياً.. في هذه الذكرى نقول مع شعبنا اليمني للعالم أجمع إننا اليوم نسير بنفس نهج الزعيم إبراهيم الحمدي، لقد جاء إبراهيم الحمدي بعد أن انحرفت الثورة السبتمبرية وجاء بحركة تصحيحية لكن من يحاربنا اليوم ومن يقتل أطفالنا هم من اغتالوا إبراهيم الحمدي واغتالوا حلم اليمنيين، نعم لقد جاء إبراهيم الحمدي ليبني دولة مستقلة لكن الجارة الشقيقة أبت إلا أنت تغتال هذا الحلم، ثم دارت الأيام وانحرفت ثورة سبتمبر مرة أخرى لتأتي ثورة 21 سبتمبر لتصحيح المسار فقامت الجارة الشقيقة السيئة بإعلان الحرب لأن اليمن قام بثورة تصحيحية تريد أن يكون قرارها مستقلاً، وخمس سنوات من الحرب والعدوان إلى اليوم مع اغتيال رئيس الثورة والدولة -رحمه الله- صالح الصماد لكي نعود إلى العباءة الخليجية، لكن ذلك هو المستحيل بعينه.
ويضيف السامعي بالقول: قامت ثورة21 سبتمبر لتقول للعالم إننا شعب صامد وسنصمد حتى ننتصر، والانتصارات الأخيرة التي سمعتموها وشاهدناها جميعاً وشدهدها العالم غيرت كل المفاهيم، وبإذن الله تعالى نحصد النصر العظيم، وقد وسمعتم بمبادرة السلام التي أعلنها الأخ الرئيس مهدي المشاط والعالم كله تفاعل معها إلا هؤلاء الأعراب، والأعراب أشد كفراً ونفاقاً.
ويؤكد عضو المجلس السياسي الأعلى قائلاً: نحن مع السلام ولم نعتد على أحد، ولكننا لسنا إلا مع الاعتزاز بأنفسنا ومع النصر العظيم إن شاء الله فإن جنحوا للسلم جنحنا للسلام وإن لم يجنحوا فلدينا المفاجآت الكبيرة في الأيام القادمة بإذن الله تعالى.. والتحية لجيشنا العظيم واللجان الشعبية التي سطرت الملاحم البطولية في كل الجبهات خلال الخمس السنوات من العدوان، وتحية لقائد الثورة العظيمة ولأبناء الشعب اليمني العظيم الصامد.
المهندس عصام زهرة – نجل المناضل الشهيد المخفي الرائد علي قناف زهرة عضو اللجنة العليا لتنظيم التصحيح الناصري- بدوره تحدث في هذه المناسبة التي تحيي ذكرى استشهاد الرئيس الراحل خالد الذكر إبراهيم محمد الحمدي وشقيقه عبدالله محمد الحمدي فقال: تمضي الأيام تلو الأيام والسنين تلو السنين ولا زال الجرح مفتوحاً والألم موجوداً لفقدان الشهيد إبراهيم الحمدي وشقيقه في مثل هذا اليوم منذ 42 عاماً، لقد كانت الخسارة في ذلك اليوم ليس فقط لأسرهم وذويهم ومحبيهم ولكنها كانت خسارة للوطن بكامله لأنه خسر رجالاً أحبوه وأخلصوا له وعملوا جاهدين على رفعته واستقلال قراره، واليوم أتحدث عبر هذا المنبر وفي هذه الذكرى الألمية أسأل سؤالاً واحداً هو: ألم يئن الأوان لمعرفة الحقيقة وكشفها للشعب دون رتوش أو محاباة، ألا يكفي 42 عاماً من المراوغة كلما جاء الذكر والسؤال عمن تسبب أو شارك أو موَّل هذه الجريمة الشنعاء؟ ألا يكفي هذا القدر من الوقت لكي يحاسب كل من تسبب في اغتيال الشهيد الرئيس وشقيقه، ليس كل من تسبب وحسب ولكن من تسبب في اغتيال حلم وطن؟، إلا يكفي 42 عاماً لكي أعرف مصير والدي الرائد علي قناف زهرة وأيضاً مصير صديقه الرائد عبدالله محمد الشمسي، كنا نتفهم في ما سبق محاولة النظام السابق المستميتة طمس الحقيقة كون بعض رموزه مشاركة بشكل أو بآخر في تلك الجريمة، لكن ما لا نفهمه اليوم لماذا الاستمرار في هذا التعتيم ؟
ويتساءل عصام زهرة بالقول: أليست الجارة الكبرى وحكامها آل سعود هم من موَّل هذه الجريمة؟ أليست السعودية عدواً واضحاً ليس للحمدي فقط ولا لرفاقه ولا لفئة أو حزب بل عدو واضح لهذا الشعب بالكامل؟ إلى متى سنظل صامتين عن دورهم في هذه الجريمة التي مولوها وأشرفوا عليها مباشرة خدمة لأطماعهم وأطماع أسيادهم في واشنطن وفي تل أبيب.
ويضيف زهرة بالقول: في تلك الأيام لم يكن يتوفر من الإعلام ما هو متوفر اليوم ولكن أذكر أن هناك دولاً كثيرة غطت على هذه الجريمة وسكتوا عليها لأن كل دولة كان لها أطماعها وأغراضها واليوم من حقنا أن نطالب بكشف الحقيقة، كشف حقيقة الاغتيال ومن شارك فيها، وكشف حقيقة المخفيين قسراً إلى يومنا هذا، ألم تكشف السعودية اليوم عن حقدها علينا وتسببت في سقوط الآلاف من الشهداء شباباً وأطفالاً رجالاً ونساء؟!
ويضيف المهندس عصام زهرة: إننا اليوم من خلالكم نطالب القائمين على الأمر بأن يضيفوا هذا الملف ويضعوه ضمن أولوياتهم، هذه الحرب سوف تنتهي عاجلاً أم آجلاً.. بوادر وقفها أصبحت على الأبواب وسوف تتوقف شاء آل سعود أم أبوا، ولكن هذا الملف بالإضافة إلى ملف آلاف الضحايا سوف يكون بمثابة الضربة القاصمة لهم ولحكمهم الذي سيزول قريباً بإذن الله.
الأخ المناضل أحمد العليي- منسق الجبهة الوطنية لمقاومة الغزو والاحتلال بدوره تحدث عن هذه المناسبة فقال: الحديث عن أحد الهامات الوطنية الكبيرة شهيدنا الراحل إبراهيم محمد الحمدي في ذكرى استشهاده الـ42 -رحمة الله عليه- هو حديث ذو شجون، ففي الـ 11 أكتوبر عام 1977م امتدت أيادي الغدر والخيانة لتغتال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وأخيه عبدالله بدفع من قرن الشيطان الذي ما لبث أن يحيك المؤامرات والدسائس على وطننا وشعبنا اليمني العظيم، كان الشهيد إبراهيم الحمدي رمزاً لمشروع دولة النظام والقانون والعدالة والحرية والاستقلال، ودفع حياته ثمناً لهذا المشروع الوطني العظيم وثمناً لمشروع الوحدة اليمنية التي كان الشهيد يوشك على الإعلان عن قيامها ليلة الـ 14 من أكتوبر من مدينة عدن وبجانبه الشهيد سالم ربيع علي.
ويضيف العليي قائلاً: لقد مثل اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي في ذلك الوقت اغتيالاً لكل معاني الحرية والاستقلال والبناء والتقدم والازدهار التي حلم بها شعبنا اليمني ذات يوم، محطات كثيرة في حياة شعبنا اليمني وهذه الجريمة إحدى تلك المحطات التي كان لقرن الشيطان الحضور الأكبر فيها، بدءاً من جريمة تنومة وضحاياها من الحجاج اليمنيين إلى جريمة الصالة الكبرى في صنعاء التي خلفت ضحايا بالمئات من أبناء اليمن وعشرات الجرائم التي خلفت آلافاً من الأبرياء تبرز أمامناً عقوداً من الزمن كلها دماء وأشلاء والقاتل واحد، وما بين الشهيد إبراهيم الحمدي والشهيد حسين بدر الدين الحوثي، هناك مساحات من الزمن أيضاً مليئة بالأشلاء والدماء وبكاء الثكالى وأنين الجرحى وما بين يوم الـ 13 من يونيو 11974م ويوم 21 من سبتمبر 2014م قصص وحكايات وروايات لا تنسى عن دور قرن الشيطان في تدمير اليمن وقتل أبنائه، وما بين الـ 26 مارس 2015م يوم العدوان على شعبنا اليمني كان هناك مساحة من الزمن، نتحدث عن أغسطس 2019م- سيسجل التاريخ أن عملية “نصر من الله” قد كسرت قرن الشيطان وإلى الأبد، ونصر من الله وفتح قريب، والنصر والعزة لليمن، والرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والعودة للأسرى والمفقودين.

قد يعجبك ايضا