
لبوزة لقتال الملكيين في المحابشة
لقاء لبوزة بالثوار في وادي عقيبة كان المحك في الإعداد والإصرار على عدم الاستسلام للمحتل
• عند الحديث عن تاريخ الثورة ووقائعها التاريخية ينبغي الاهتداء والإنصات لألسنة صناع تلك الثورات والبحث عنهم باعتبارهم مصادر هامة للتوثيق الصادق والحقيقي للأحداث التاريخية التي عاصروها على أن تلك الحقائق ليست ملكاٍ لأْولئك الثوار فقط بل ملكاٍٍٍ لكافة الأجيال برمتها وفي كل مرحلة من مراحل التاريخ المعاصر للأنظمة السياسية المتعاقبة في اليمن وما شهدته من صراعات وإرهاصات دفع ثمنها أعداد كبيرة من الثوار الحقيقيين وتصنيفهم سياسياٍ وفق أهواء الخصوم ونحتهم جانبا وتهميش أدوارهم عند الحديث عنهم حتى من رفاق السلاح والخندق الواحد بل إن عدداٍ من أْولئك المناضلين منهم من يلتزم الصمت معتقدين أن ما سيصدر عنهم من سرد لأحداث ما سيتم بترها أو حجبها عن النشر ومنهم من اعتصره ضنك الحياة وقسوتها حتى أعياهم المرض بل لفظت أنفاسهم دون إعانة جثامينهم بالأكفان إكراماٍ لأدوارهم البطولية في صنع الثورة ومنهم من التحم بموجة الحراك السياسي في الجنوب لإعادة الاعتبار لتاريخهم النضالي الذي صْودر رافضين الخوض في هذا الحديث مع تأكيدنا أن تلك الأدوار البطولية التي سطروها خلال مراحل الثورة ليست ملكاٍ لشخصهم كما أسلفنا ذكرة «الثورة» التقت المناضل الثائر محمد جابر ثابت أحد رفاق أول شهيد لثورة 14 أكتوبر راجح بن غالب لبوزة وكاتب القلم لمراسلات وخطابات لبوزة والثوار في كافة المنعطفات الهامة التي شهدتها ردفان خاصة والجنوب عامة .. فإلى حديث الذكريات:
بدايات النضال
* كيف كانت بدايات الكفاح المسلح في ردفان الذي مهد للإعداد لثورة 14 أكتوبر 63م¿
ــــ بعد مشاركة الشهيد راجح بن غالب لبوزة في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر62م وانتصارها في شمال الوطن وعودته إلى ردفان التحقنا بعد انتصار الثورة كمجموعة من أبناء ردفان وعددنا 85 مقاتلاٍ بقيادة الشهيد لبوزة وتحركنا من ردفان إلى قعطبه ثم ترحيلنا من قعطبة إلى إب واستقبلنا حينذاك قائد لواء إب اللواء أحمد الكبسي ورافقنا إلى الحديدة بعد أن وضعنا أسلحتنا الشخصية في إب كأمانة وهي من نوع فرنساوي أبو طلقة واحدة كنا نستخدمها أيام الحرب القبلية فيما بيننا أو لقنص الحيوانات منذ كنا صبية وكنت حينها في سن 14من العمر وعند وصولنا إلى الحديدة سْلمت لنا قطع من الأسلحة نوع كندا ثم لحق بنا أعداد أخرى من المقاتلين وعددهم 40 مقاتلاٍ من أبناء أهل محلا والداعري إلى المحابشة التي كانت منطقة ساخنة تدور فيها المعارك بين الجمهورية والملكية وتمركزنا حينها في منطقة الوعلية والمفتاح ما فوق المحابشة وهو الخط الأخير للمواجهة .
* لماذا التمركز في هذه المنطقة تحديداٍ ¿
– لقد كانت وحدات من القوات المصرية متمركزة في هذه المناطق بقيادة القائد المصري عبدالمنعم رياض والشهيد القائد اليمني اللواء أحمد الكبسي حيث استمرت المعارك ضد الملكيين ونحن بدورنا كمقاتلين وزملائنا الذين التحقوا بنا في منطقة الوعلية والمفتاح جئنا لمساندة إخوتنا في شمال الوطن ومساندة الجيش المصري المساند لانتصار ثورة 26سبتمبر وحينها حوصرت منطقة المفتاح من قبل الملكيين وعددهم قرابة 800 مقاتل وخلال ذلك جاء القائد المصري عبدالمنعم رياض والقائد اليمني احمد الكبسي إلى الشهيد راجح بن غالب لبوزة يطلبون منه فك الحصار على منطقة المفتاح المتواجد فيها المصريون وعدد من زملائنا لا يتجاوز عددهم 30 مقاتل وأثناء القيام بفك الحصار جرح عدد منهم ومنهم المناضل أحمد علي مرشد وآخرون واستشهد المناضلان محمد نصر صالح وبحرين جباري ثم جاء إلينا القائد المصري رياض واليمني أحمد الكبسي يطلبان منا البقاء لمدة يوم في المنطقة المحاصرة التي كان يتواجد فيها الملكيون حيث قتل منهم 85 فرداٍ وسميت هذه المعركة بـ» معركة الشرفين «وبعد عودتنا إلى الوعلية طلبنا العودة إلى ردفان في أغسطس تقريباٍ من العام 63م وكنت وقتذاك الوحيد بين رفاقي المقاتلين الذي أقوم بكتابة الرسائل للجهات المسؤولة هناك بما فيها مراسلاتنا مع حسن العمري وغيره من القيادات في شمال الوطن .
العودة إلى ردفان
*متى كانت العودة إلى ردفان ¿
ــــ بْذلت جهود كبيرة من قبل اللواء أحمد الكبسي للتنسيق بشأن عودتنا إلى ردفان مع أسلحتنا الشخصية التي صرفت لنا وحينها تم إعطاؤنا ترخيصاٍ بالمرور إلى صنعاء وعند وصولنا إلى صنعاء كان اللواء الشهيد أحمد الكبسي في استقبالنا هناك ورتب لنا الإقامة في العْرضي وكان قحطان الشعبي حينذاك متواجداٍ في صنعاء مستشاراٍ لرئيس الجمهورية لشئون الجنوب ولازلت محتفظاٍٍٍٍٍٍٍٍ برسالة الرئيس قحطان الشعبي التي طالب فيها بعودتنا ونقلنا إلى ردفان مع أسلحتنا وعند وصول الرئيس السلال إلى صنعاء قادماٍ من القاهرة تم التنسيق للقاء به بواسطة الرئيس قحطان الشعبي والمناضل محمد علي السماطي والتقينا الرئيس السلال وتمحور اللقاء حول قيام جبهة في الجنوب إلا أنه لم يتم تحديد الوقت لقيام الجبهة وعلى إثر ذلك اللقاء تم إعطاؤنا تصريحاٍ للعودة مع أسلحتنا الشخصية إلى ردفان وعند وصولنا إلى إب أخذنا أسلحتنا الشخصية التي جئنا بها من ردفان وتم نقلنا إلى قعطبة بعد توديعنا في إب من قبل الشهيد اللواء أحمد الكبسي وعند وصولنا إلى قعطبة تحركنا ليلاٍ إلى ردفان عبر حالمين ــــ الضالع وكانت بحوزتنا 3 قنابل يدوية كانت في نظرنا آنذاك بمثابة أسلحة ثقيلة.
انطلاقة الثورة
* هل تم الإعداد والتخطيط لثورة 14 أكتوبر عقب عودتكم إلى ردفان مباشرة ¿
ـــ الإعداد لثورة 14 أكتوبر لم يكن مبرمجاٍ أو مخططاٍ له بل شكل توقيت عودتنا ووصولنا إلى ردفان قلقاٍ لدى الضابط السياسي البريطاني في الحبيلين ويْدعى ميلن وحدوث ضجة في صفوف جنود الاحتلال وجيش الليوي هناك مما دفع بالضابط ميلن بإرسال رسالة إلى الشيخ راجح بن غالب لبوزة ورفقته فحواها «تسليم أسلحتكم والقنابل التي بحوزتكم ودفع غرامة 500 شلن على كل عائد لحكومتكم حكومة الاتحاد ما لم ستتخذ الإجراءات ضدكم» وعند وصول الرسالة إلى الشهيد لبوزة ونحن برفقته في منزله قمت بقراءة الرسالة عليه وعقب ذلك مباشرة اتخذ قراراٍ بطلب اللقاء برفاقه في وادي عقيبة وفي اللقاء ألقى الشهيد راجح بن غالب لبوزة كلمة في الحضور قائلاٍ : نحن أمام موقف أما الاستسلام أو المواجهة وطلب من الحضور إبداء رأيهم وكان رأياٍ موحداٍ بعدم الاستسلام بل المواجهة ثم شْكلت لجنة لكتابة الرد بقيادة الشهيد لبوزة وعضوية الفقيد المناضل محسن مثنى حسين والمناضل صالح حسين عوض والمناضل محمد جابر ثابت ثم انتقلت اللجنة إلى قرية الرحيبة في وادي عقيبة وتم كتابة الرسالة رداٍ على رسالة ميلن وكان فحواها «عدنا إلى بلدنا وشروطكم مرفوضة ولن نستسلم ولن نسلم ونحذركم من الدخول في منطقة ردفان وتحديداٍ من الجبهة وما فوق» ووضع الشهيد لبوزة طلقة كندا طي الرسالة الخطية الموجهة لميلن فكانت هي الفتيل لإشعال الثورة وأْرسلت هذه الرسالة مع المناضل قاسم شائف صلاح ولا يزال حياٍ يرزق وعند استلام ميلن للرسالة استعد على الفور بقواته وتقدم بها إلى منطقة المصراح وتجاوز ما هو في رسالة الشهيد لبوزة حيث تم القبض على أحد العائدين في منطقة المصراح واسمه أحمد مقبل عبدالله وهو يعمل في أرضه بالزراعة وكانت لديه بندقية معلقة على إحدى الأشجار عثرت عليها القوات البريطانية خارج أرضه عند مباغتتهم له ثم أْطلقت إشارات في الجو عقب ذلك للشيخ راجح بن غالب لبوزة والثوار الذين برفقته لإبلاغهم بما حدث.
* ما المقصود بتلك الإشارات وماذا نتج عن ذلك ¿
ــــ تْطلق هذه الإشارات عند حدوث طارئ في الجبهة وعند إطلاق تلك الإشارة يْفهم منها بحدوث شيء ما في الجبهة وعندئذُ تحرك الشهيد لبوزة ورفاقه إلى جبل البدوي المطل على وادي المصراح في يوم 13 أكتوبر ليلاٍ.
وفي صباح يوم 14 أكتوبر 63م تقدم الضابط السياسي البريطاني مع قواته إلى وادي المصراح وبدأت الاشتباكات في هذه المنطقة فجراٍ حتى الواحدة ظهراٍ وخلال تلك المواجهة أْستشهد المناضل الثائر راجح بن غالب لبوزة وهو يقاوم قوات الاحتلال ببندقيته الشخصية في جبل البدوي المطل على وادي المصراح حيث قتل بشظية مدفعية اخترقت قلبه وفارق الحياة في الحال وكان بجانبه في تلك اللحظة شخص يْدعى سعيد العنبوب جْرح هو الآخر ونادى زملاءه لنقل جثمان الشهيد من موقع استشهاده من مكان هاوُ خطُر في سفح الجبل بعد أن تقهقر العدو وانسحب إلى الحبيلين منتصراٍ باغتيال قائد المواجهة لبوزة على الرغم من سقوط قتلى بين صفوف العدو وتم نقل جثمان الشهيد إلى وادي عقيبة وسط حزن عميق عم الجبهة والمنطقة برْمتها كما تم نقل رفاقه الذين جْرُحوا في تلك المواجهة ولم تكتب لهم الشهاد وحينها أقسمنا اليمين باستمرار الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني حتى النصر.
تنظيم الجبهة
* بعد استشهاد الثائر وقائد المواجهة لبوزة كيف تم تنظيم صفوف الثوار لتنفيذ العهد الذي قطعتموه ¿
ـــ أول خطوة كانت أمامنا هو دعوة الثوار للصلح بين القبائل المتناحرة في ردفان لمدة 4 سنوات نتيجة للسياسة الاستعمارية التي عمقت بؤرة الثارات القبلية وهذه الخطوة كانت بقيادة المناضل بالليل بن راجح لبوزة الابن الأكبر للشهيد حيث عقدنا لقاء وعددنا لايتجاوز 20 مقاتلاٍ في منزل الشهيد لبوزة وفاءٍ للعهد واتخذنا القرار الآتي :
1ــ مواصلة المقاومة لمعسكرات العدو وإقلاق سكينته في الحبيلين .
2ــ ذهاب بالليل بن راجح ومجموعة من الثوار لايتجاوز عددهم 10 أفراد إلى شمال الوطن وبالذات إلى محافظة إب للقاء بللواء أحمد الكبسي لأنه كانت تربطه بالشهيد لبوزة علاقة زمالة أثناء ذهابه للدفاع عن ثورة سبتمبر وكذلك أثناء وجود لبوزة ورفاقه الثوار في المحابشة وعند وصولنا إلى إب استقبلنا اللواء أحمد الكبسي وكان يتابع الأمر بوصولنا مع رئيس الوزراء حسن العمري نظراٍ لسفر الرئيس السلال في القاهرة وأثناء ذلك جاء الرد من حسن العمري : < لا نستطيع فتح جبهة في الجنوب ونحن نعاني من الملكيين في الشمال > وعلى إثر ذلك اتخذنا قراراٍ ببقاء بالليل بن راجح لبوزة ومعه 3 أفراد من المجموعة للذهاب إلى تعز وذلك للقاء بالمناضل السيد محمد عبيد الحوشبي والشيخ محمد صالح الضنبري المتواجدين آنذاك في تعز هرباٍ من بطش الإستعمار وعند اللقاء بهم اتخذوا قراراٍ بالذهاب إلى صنعاء ولحظة وصولهم إلى صنعاء صادف عودة الرئيس السلال والمشير عبدالحكيم عامر وتم اللقاء بهم بواسطة قحطان الشعبي والمناضل محمد علي السماطي وثابت علي مكسر وتم الاتفاق على الدعم للثوار في ردفان من قبل الجهاز العربي المصري بقيادة عبدالحكيم عامر وعلى ضوء ذلك الاتفاق تم نزول فخري عامر قائد لواء تعز مع المذكورين إلى قعطبة ومعهم الشيخ محمد صالح الضنبري وتم تزويدنا بالأسلحة والألغام والذخيرة للجبهة التي كانت قيادتها في وادي دبسان مسقط رأس الشهيد لبوزة وهناك تم تكليف المناضل محمد عبدالله المجعلي قائداٍ للجبهة ثم بعد ذلك استمرت الثورة والكفاح المسلح واستمرت الأحداث والمعارك واحدة تلو الأخرى.
أشهر المعارك
* بعد مساندة قيادة ثورة سبتمبر في الشطر الشمالي من الوطن والقوات المصرية بتزويدكم بالسلاح والذخيرة كيف كانت جاهزيتكم للثورة ¿
ـــ بالعودة إلى تلك الحقبة التاريخية من ستينيات القرن الماضي وأصناف الأسلحة المستخدمة في ذلك الوقت مقارنة بتطورها اليوم فقد كانت تلك الأسلحة والذخيرة التي تم تزويدنا بها تعد مكسباٍ لنا لمواجهة القوات البريطانية وقد حاول العدو الطلوع إلى نقيل الربوة في ردفان وحينها تمت المواجهة حيث أْستشهد المناضل قاسم صائل سلام وجْرح عدد من المناضلين من الثوار وهم : أحمد سلام ناصر مانع جابر يحيى ومحمد ناصر البيضة وعثمان محسن الحجيلي وحسين منصر هادي وتقهقر العدو بالانسحاب إلى منطقة الحبيلين ثم أعاد الكرة مرة أْخرى بدخول 6 من جنود الاستطلاع إلى منطقة الوفيزة وحينها دارت معركة في هذه المنطقة استمرت من الساعة 9 صباحاٍ حتى 7 مساءٍ حيث قْتل فيها 2 من جنود الاحتلال بتقطيع رؤوسهم وكان المناضل سالم جابر هو من قام بتقطيع رؤوسهم لإثبات الكفاح المسلح وإسكات الأفواه التي تكذب بعدم حدوث وانطلاق ثورة 14 أكتوبر وتم نقل رؤوس الإنجليز إلى قعطبه وكان في انتظارهم المناضل الشهيد صالح مصلح قاسم حيث تم دفنها في قعطبة وقد أْستشهد في هذه المعركة الشهيد حسين أحمد المهتمي والشهيد مانع حسين والشهيد أحمد حسين وجْرح المناضل شائف حسين الصورعي وهناك معارك كثيرة خضناها مع قوات الاحتلال لا نستطيع ذكرها كاملة فإلى جانب معركة الربوة حدثت معارك عنيفة وشرسة منها : معركة الوفيزة ومعركة جبل بطة ومعركة حبيل السبحة ومعركة الجبهة في الجهة الغربية لردفان والحواشب الشرقية وفي هذه المعركة تم استخدام السلاح الأبيض لشراستها مع الانجليز حيث أْستشهد في هذه المعركة كل من : الشهيد أحمد عبدالله الحجيلي والشهيد محمد مقبل أسعد وجْرح كل من : المناضل ثابت حسن الحقبي والمناضل حسين قايد جابر والمناضل صالح محسن فضل وآخرين وعندما فشلت محاولات الجيش العربي آنذاك < الليوي وشبر> والبريطاني من دخول مناطق ردفان الجبلية قام بتعزيز قواته ووضع قاعدته في منطقة الحبيلين في مطلع العام 64م وكان الهدف من ذلك أيضاٍ هو احتلال مناطق ردفان ونجح في تقدمه بقواته عن طريق منطقة الأحمرين الموالية لحالمين والضالع وبدأ بالقصف البري والجوي العنيف والمكثف وتمشيط المناطق الأمر الذي دفع بالمواطنين إلى النزوح من منازلهم إلى يافع العليا والسفلى ومنطقة باتيس نتيجة اشتداد القصف الهمجي لقوات الاحتلال ولازلت أتذكر مأساة المواطنين أثناء نزوحهم من مناطق ردفان ومعاناتهم من الجوع والعطش وموت أطفالهم كما لازلت أتذكر مأساة الأم التي فقدت طفلها أثناء مرورها في وادي بنا وانزلاق طفلها من بين يديها ولكن للأسف لم نعثر عليه حياٍ أو ميتاٍ وتوجد مقبرة في< صبيبة > بمنطقة باتيس في أبين لأكثر من 500 قبرمن أبناء ردفان لازالت موجودة على أرض الواقع منذ العام 64م
معركة دبسان
* كيف تعامل الثوار آنذاك مع همجية قوات ميلن في قصفهم للمناطق وتشريدهم المواطنين ¿
ـــ بعد أن تمكن الجيش البريطاني من تمشيط المناطق واجه الكثير من المواجهات العسكرية من قبل الثوار وكانت المعركة المشهورة هي معركة وادي دبسان مسقط رأس الشهيد لبوزة عند نزول الإنجليز إليها عن طريق البر والجو وكان من أبرز المقاومين في هذه المواجهة المناضل بالليل بن راجح لبوزة والمناضل مثنى صالح مقبل وتكبد العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري حيث سقط العشرات من القتلى من جنود العدو وأسقط الثوار طائرة هليوكبتر أبو مروحتيين وعلى إثر ذلك انسحبت القوات البريطانية إلى قاعدتها في الحبيلين بعد أن أْستشهد في هذه العملية المناضل محمد صالح العْطري وكانت منطقة دبسان هي آخر منطقة كمعقل للثوار وقيادتهم التي ينطلقون منها ثم نقلت القيادة إلى وادي بنا وكان موقع القيادة في وادي يمن بالقرب من مسألة واستمرت انطلاقة الثوار من هذه القيادة لمواجهة مراكز الاحتلال البريطاني في كافة مناطق ردفان وذلك بعد الدعم والمساعدات التي قْدمت لنا من الجهاز العربي المصري من الذخائر والقنابل والأسلحة الشخصية والألغام مما دفع بالبريطانيين إلى قصف مقر القيادة في «يمن» التي كانت حينها تحت إشراف المناضل الشيخ محمد صالح الضنبري الذي جْرح في رأسه أثناء القصف بشظية في رأسه.
* هل من جبهات أْخرى ساندتكم أو شهدت أحداثاٍ ضد قوات الاحتلال تجاوباٍ مع انطلاقة الثورة في ردفان ¿
ـــ بالتأكيد شكلت ثورة 14 أكتوبر وانطلاقتها من ردفان دافعاٍ قوياٍ ونصراٍ مؤزاٍ لكافة الثوار في الجنوب المحتل آنذاك وبعد انطلاق الثورة تجاوبت عدة من جبهات القتال مع أحداث المعارك في ردفان ومن هذه الجبهات : جبهة الضالع وجبهة حالمين جبهة عدن جبهة الصبيحة جبهة الحواشب جبهة دثينه وغيرها من جبهات القتال الأخرى التي زلزلت كيان الاحتلال البريطاني على مدى 4 أعوام حتى تحقيق الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 67م.
تاريخ الثورة
* بعد 50 عاماٍٍٍ على انطلاق ثورة 14 أكتوبر الخالدة أين موقع الثوار الحقيقيين ــ صْناع الثورة ¿
ـــ للأسف إن كل مناسبة تمر على قيام الثورة لم ينل المناضلون الحقيقيون الذين لهم أدوار ريادية في انتصار الثورة حظهم من الرعاية والاهتمام من قبل السلطات كما لازال البعض منهم مجهولين والبعض الآخر يموتون دون أن تحصل أسرهم على أكفان لدفنهم بل ومصادرة تاريخهم النضالي من قبل بعض المتسلقين وبهذه المناسبة الغالية علينا نحن كثوار فإنني أريد أن أْذكر من ليس له علم بتاريخ ثورة 14 أكتوبر أن المناضلين الذين التحقوا بالثورة مؤخرا ويتحدثون عن مسار هذه الثورة ومقوماتها وانطلاقتها واستمرارها حتى تحقيق الاستقلال وبغض النظر عن الخلاف الذي حدث بين الجبهة القومية وجبهة التحرير عام 66 ( الدمج القسري) فرجال الجبهتين لهم هدف واحد وهو مقارعة الاستعمار البريطاني في الجنوب فأحب أن أشير إلى من ليس له وجود في تلك المراحل الحاسمة التي مرت بها ثورة 14 أكتوبر ويريدون كتابة التاريخ ولا علم لهم بتاريخ الثورة وهم بعيدون كل البعد عن تلك المراحل حيث كانوا يقبعون في بطون أمهاتهم كما ينكرون دور آبائهم المناضلين المشاركين في تفجير الثورة وأستاء كثيراٍ لما أسمعه من أقوال كاذبة تلفيقية على حساب المناضلين الحقيقيين وكل ما أتمناه هو أن يكتب تاريخ الثورة بكل صدق وأمانة بعيداٍ عن التشويه والتزوير خدمةٍ للأجيال الحاضرة واللاحقة الذين أتمنى أن يقتدوا بما اقتدى به آباؤهم وإخوتهم وأطالب أبناء ردفان بالذات بعدم تشويه سمعة وتاريخ ردفان الثورة والبطولة والتضحية والفداء وأن يحافظوا على إرثهم التاريخي وكذلك أبناء اليمن بشكل عام .