لغز عدم اعتراف السعودية بسقوط 3 ألوية عسكرية
فهمي اليوسفي
ثمة أسباب من وجهة نظري جعلت السعودية لم تعترف حتى اليوم بسقوط 3 ألوية عسكرية في حدها الجنوبي وتحديدا في منطقة نجران من ضمنها الآتي:
أولا. الاعتراف من قبلها يعني ثبوتية الجرائم التي ارتكبتها بحق المرتزقة المنتمين لهذه الألوية العسكرية معظمهم من المغرر بهم أي من المخدوعين الذين جلبتهم من اليمن مقابل أجور يومية وكميشنات لمراكز القوى المدمنة على الكبسة السعودية فأصبحت تخشى أن يثور أهالي منتسبي تلك الألوية ضدها في اليمن أو السعودية في حال اعترفت بالحقيقة وهي لازالت لديها مطامع في اليمن خصوصا في المحافظات الجنوبية وهذا بحد ذاته ولد لديها كوابيس مزعجة وجعلها تعيش حالة من القلق والرعب خوفا من استثمار ذلك من قبل القوى المناهضة للعدوان الأمر الذي يجعلها لا تعترف بسقوط هذه الألوية العسكرية إلا في حال سمحت لها واشنطن الاعتراف أو العكس .
ثانيا : سلمان ودبه الداشر يعتبران أن الاعتراف بسقوط هذه الألوية يعني مزيدا من الهزائم النفسية لجيشهما وكافة المرتزقة الذين جلباهم من اليمن ومن بلدان اخرى قد يترتب على ذلك انتقال الهزيمة النفسية لكافة الوحدات العسكرية بما فيها المخصصة لحماية عرشهما بالرياض وربما قد يفضي إلى تصاعد الخلافات داخل العائلة المالكة .
ثالثا : كيان سعود يعتبر في قرارات ذاته ان الاعتراف بسقوط هذه المعسكرات قد يكون عاملا لتمرد الشرائح المظلومة والمغبونة من هذه العائلة السعودية الصهيونية طيلة حكمها المنشاري منذ التأسيس الأمر الذي يجعله لا يعترف بهذه الهزيمة وسقوط هذه المعسكرات .
رابعاً: من المعروف أن هذه المملكة لا تستطيع اتخاذ قرار بإيقاف الحرب فمثلما خاضت المعركة بقرار من واشنطن أصبحت امريكا هي من تتخذ قرارات الرياض بكل صغيرة وكبيرة حتى على مستوى ليلة الدخلة حتى على مستوى هذه القضية المتعلقة بالتصريحات الإعلامية .
خامساً : من المعلوم ان قرار الاعتراف او العكس ليس بيد سلمان ونجله الداشر بل بيد ترامب ومن حوله مع أن سلمان ونجله المهفوف يعتبران ان الاعتراف دون موافقة واشنطن يثير غضب الأمريكان على اعتبار أن ذلك خروج عن شروط الطاعة للبيت الأبيض قد يفضي لإعلان ترامب جام غضبه على هذه العائلة الأمر الذي جعل سلمان ودبه لا يعترفان بسقوط هذه الألوية العسكرية ولم يجدا سوى الدفع بأبواقهما عبر المنابر الإعلامية.
سادساً .. الاعتراف من قبل الرياض بسقوط هذه الألوية يعني توسيع دائرة الشماتة من قبل المجتمعات العربية والإسلامية والأصدقاء لمملكة المنشار حتى على مستوى شقيقاتها من دول الخليج وهذا يترتب عليه انعكاس سلبي على ذاتها فإذا كانت قد عجزت عن وضع حد لشماتة دولة قطر عبر منبر الجزيرة فكيف ستكون الشماتة اليوم عندما تكون من المساحة الأعظم بالشرق الأوسط وعبر كل المنابر .
هذه وجهة نظري من الأسباب التي جعلت كيان مملكة منشار لا يعترف بسقوط هذه الألوية العسكرية والذي باعتقادي لم يبق أمام قراصنة هذا الكيان سوى الدفع ببعض مهرجيهم بهندسة نشر الإشاعات والأكاذيب عبر المنابر الإعلامية كحد ادنى لتطمين سلمان ودبه الداشر.
نظرا لذلك اتوقع من مطبخ الديوان الملكي الذي ربما لازال حائراً يحسب أخماساً في اسداس ويعد ويحضر ربما لقرارات عقابية وتحديدا ضد من أوكلت لهم مهمة حدودها الجنوبية بما فيهم قيادة القوى الإفسادية من اليمن القابعة بفنادق الرياض وتقديم مزيد من التنازلات لصالح واشنطن عل ذلك ينقذ النظام السعودي من هذا المأزق …
مع ان هذه العائلة لم تتعظ من الدروس واللطمات التي تتلقاها من اليمن وبالذات من 2015م غير مدركة أنه ليس كل مرة لن تسلم الجرة ..
رغم أن المبادرة التي أطلقها الرئيس المشاط كانت هي المدخل الممكن والعملي لإيقاف العدوان على اليمن وإخراج الرياض من ورطتها وخروجها كحد ادنى بماء الوجه رغم أن الفرصة لازالت قائمة حتى اليوم وعليها أن تدرك أن الرهان على واشنطن لم يعد مجدياً طالما وقد أثبتت الأيام وتجارب الميدان وبرهنت أن إدارة ترامب يهمها مصالحها – أي كم تربح – من كل موقف تتخذه ..
كما أن الاستمرار بنفس المنوال يعد انتحاراً بطيئاً لهذا الكيان السعودي وبداية النهاية وهو أمام خيارين إما أن يعلن توبته ويوقف عدوانه على اليمن ويتحرر من الوصاية الأمريكية ولا ينتظر ما يأتي إليه من واشنطن وهذا يكفل له الحفاظ على بقائه على أن يعيد تهذيب ذاته في الداخل السعودي ومن ثم مع الجيران ويادار ما دخلك شر .
أو يستمر في رهانه على واشنطن وعليه أن يتقبل النتائج التي حتما ستكون النهاية لهذه العائلة المنشارية في حال استمرت في العدوان . .
سبتمبر صنعاء..
طارق الحمامي