في مؤتمر صحفي تضمن بث توثيق تلفزيوني مصوراً من أرض المعركة
القوات المسلحة تكشف تفاصيل المرحلة الأولى من عملية “نصر من الله”
الثورة
كشف متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع عن تفاصيل العملية العسكرية الواسعة “نصر من الله” التي نفذتها وحدات متخصصة من قواتنا المسلحة في محور نجران.
وأوضح العميد سريع في مؤتمر صحفي أمس أن القوات المسلحة أطلقت يوم الأحد 25 أغسطس2019 عملية” نصر من الله” في محاور جبهات نجران والتي تنقسم إلى عدة مراحل، حيث نعلن اليوم عن نجاح المرحلة الأولى من عملية “الشهيد أبوعبدالله حيدر”.
وقال” تعتبر هذه العملية من أبرز العمليات العسكرية الواسعة التي نفذتها قواتنا بكفاءة واقتدار خلال معركة التصدي للعدوان الغاشم على بلادنا، كما أنها أكبر عملية استدراج لقوات العدو والمخدوعين المغرر بهم منذ بدء العدوان”.
وأكد أن العملية العسكرية من العمليات النوعية من حيث التخطيط والحجم والكثافة النيرانية والمساحة الجغرافية وكذلك من حيث الهدف ومستوى ومسارات التنفيذ .. لافتا إلى أن عنصر المباغتة للعدو كان من أهم الإنجازات للتفوق على العدو واستخباراته.
وبين متحدث القوات المسلحة أنه سبق العملية، رصد دقيق واستطلاع ومتابعة لمدة ثلاثة أشهر حتى الانقضاض على قوات العدو بعد استدراجها إلى الكمائن والمصائد المناسبة.
وأضاف” شاركت بالعملية العسكرية الواسعة والنوعية وحدات مختلفة من قواتنا المسلحة ضمن استراتيجية تكامل القوى بين مختلف الوحدات العسكرية العاملة في مسارات متوازية وبمهام متعددة ضمن مراحل العملية بعد أن وصلت قوات الاستطلاع، وقوات فتح الثغرات إلى أماكنها المحددة”.
ونوه بالدور الذي اضطلعت به عناصر وطنية متعاونة من داخل صفوف قوات العدو والمخدوعين وكانت عاملاً من عوامل النجاح.
ولفت إلى أن مختلف الوحدات العسكرية المشاركة في العملية باشرت تنفيذ مهامها العملياتية وبدأت بنيران تمهيدية واسعة استهدفت كل تجمعات وأماكن ومواقع العدو، تكللت بالنجاح، محققة إصابات مباشرة في مختلف الاتجاهات الاستراتيجية للعملية وبحسب الخطة المرسومة.
وأكد العميد سريع أن من أبرز الوحدات العسكرية المشاركة في العملية، القوة الصاروخية التي تمكنت من تنفيذ ضربات مزدوجة استهدفت مقرات وقواعد عسكرية للعدو منها مطارات تقلع منها الطائرات الحربية المعادية، كما استهدفت تجمعات وتحركات للعدو ومرتزقته في محاور نجران وعسير وجيزان وحققت أهدافها.
وبين أن عدد عمليات القوة الصاروخية ضمن عملية “نصر من الله” بمرحلتها الأولى بلغ تسع عمليات منها عملية دك مطار جيزان بعشرة صواريخ باليستية، فيما نفذ سلاح الجو المسير ضربات متتالية ضد أهداف معادية كانت تشكل خطورة على القوات المنفذة للعملية الواسعة وأدت ضربات سلاح الجو المسير إلى إرباك قوات العدو وساهمت في إفشال مخططاته.. لافتا إلى أن عمليات سلاح الجو المسير امتدت لتصل إلى عمق العدوان السعودي بأكثر من 21 عملية منها عملية استهدفت هدفاً عسكرياً حساساً في الرياض.
وأشار إلى أن وحدات من قوات الدفاع الجوي شاركت في عملية نصر من الله بالتصدي الناجح لمروحيات الأباتشي والطيران الحربي وأجبرتها على مغادرة منطقة العمليات وقد نفذت عمليات التصدي بمنظومات دفاع جوي جديدة.
وقال” نجحت القوات المسلحة وفي غضون 24 ساعة في إعاقة حركة الطيران الحربي للعدو وذلك من خلال استهداف أهم قواعده العسكرية والمطارات المستخدمة بعمليات مزدوجة ومشتركة لسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية”.
وذكر العميد سريع أن وحدة ضد الدروع كان لها دور بارز في العملية حيث دمرت عددا من آليات وتحصينات للعدو في حين دمرت وحدة الهندسة أكثر من 10 آليات ومدرعات، واستهدفت وحدة المدفعية خلال العملية تجمعات وتحصينات العدو.
وأضاف” بدأت وحدات متخصصة من قواتنا البرية المتقدمة في تطويق مجاميع كبيرة من قوات العدو بمحور نجران بعد تقدمها وبأعداد كبيرة إلى الكمائن والمصائد بحسب الخطة المرسومة إضافة إلى السماح لأعداد إضافية دفع بها العدو من الدخول إلى المصيدة ضمن عملية تعزيز قواته للهجوم على قواتنا”.
وقال” تولت تشكيلات عسكرية متخصصة مهمة قطع خطوط إمداد (الخطوط الخلفية) العدو من مسارين مختلفين، بعد ذلك أحكمت قواتنا المتقدمة الحصار على تلك القوات من الجهات الأربع لتبدأ وحدات من المشاة والدروع والهندسة والمدفعية من قلب الجبهة بشن عملية هجومية واسعة”.
وأكد أن من أبرز نتائج العملية خلال ساعاتها الأولى، محاصرة مجاميع مختلفة من قوات العدو ومهاجمة مواقع عسكرية محصنة، وأدت العملية خلال يومها الأولى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف قوات العدو واغتنام أسلحة إضافة إلى استسلام المئات من المخدوعين.
وتطرق متحدث القوات المسلحة إلى نتائج العملية النوعية الواسعة “المرحلة الأولى عملية الشهيد أبوعبدالله حيدر” حيث تم تحرير مساحة جغرافية تقدر بـ350 كيلو متراً مربعاً وفي كافة الاتجاهات الاستراتيجية والسيطرة على كافة المواقع العسكرية والمعسكرات المستحدثة للعدو ضمن المساحة الجغرافية المحررة وسقوط ثلاثة ألوية عسكرية تابعة للعدو أثناء تنفيذ العملية.
وأشار إلى أن العملية الواسعة والنوعية عززت من مواقع الجيش واللجان الشعبية المتقدمة والمطلة على مدينة نجران.
وفيما يتعلق بخسائر العدو البشرية، أكد العميد سريع مصرع وإصابة المئات من قوات العدو معظمهم من المخدوعين والمغرر بهم، حيث تؤكد المعلومات الأولية أن إجمالي خسائر العدو البشرية أكثر من 500 ما بين قتيل ومصاب، بالإضافة إلى سقوط أكثر من 200 قتيل بغارات الطيران العدوان الحربي الذي قصف مرتزقته بعشرات الغارات منهم قتلوا أثناء الفرار وآخرين أثناء عملية الاستسلام.
وقال” حاولت قواتنا تقديم الإسعافات الأولية لمصابي العدو جراء الغارات إلا أن استمرار التحليق المكثف وشن غارات إضافية أدى إلى وقوع المزيد من الخسائر في صفوف المخدوعين والمغرر بهم”.
وأكد أن الدفاعات الجوية المشاركة في العملية لم تتوقف عن التصدي للغارات المعادية بما في ذلك الغارات التي استهدفت مجاميع المخدوعين والمغرر بهم .. وأضاف” ما حدث للمرتزقة – المخدوعين- إبادة جماعية نفذها طيران العدوان الحربي الذي كثف من غاراته لمنعهم من الفرار أولاً أو الاستسلام لقواتنا ولا خيار ثالث أمامهم”.
وبين أن هذه ليست المرة الأولى التي يرتكب فيها طيران العدوان الحربي مجازر بشعة بحق مرتزقته لا سيما المخدوعين اليمنيين.
وأشار إلى أن العملية أدت إلى أسر أكثر من ألفين من قوات العدو وللأسف أن عدداً من الأسرى هم من الأطفال اليمنيين الذين يزج بهم العدو إلى جبهات جيزان وعسير ونجران للدفاع عن قواته .. معتبرا ذلك جريمة تتنافى مع الأعراف والقوانين الدولية.
وذكر العميد سريع أن معظم الأسرى سلموا أنفسهم طواعية بعد حصارهم من كافة الاتجاهات وتعرضهم لغارات الطيران الحربي المعادي.. مبينا أن معظم الأسرى من المخدوعين والمغرر بهم اليمنيين وهناك أسرى من جنسيات أخرى.
وجدد التأكيد على التزام القوات المسلحة بتوجيهات القيادة في التعامل الجيد مع كافة الأسرى وفقا لمبادئ الإسلام وأعراف وتقاليد أبناء اليمن.
وفيما يتعلق بخسائر العدو في العتاد والأسلحة خلال هذه العملية، بين العميد سريع أن القوات المسلحة اليمنية تمكنت من الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكري بمختلف أنواعه وأحجامه وتشمل الغنائم أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة والمئات من المدرعات والآليات.
وأوضح أن القوات بمختلف تشكيلاتها المشاركة في العملية بمرحلتها الأولى عملية الشهيد أبوعبدالله حيدر نفذت العملية التي بدأت فجر 24 ذي الحجة خلال 72ساعة بنجاح كبير.. لافتا إلى أن العملية مرت بمرحلة إعداد وتخطيط كان للرصد والاستطلاع الحربي والاستخباراتي دور مهم قبل وأثناء وبعد العملية.
وذكر أن الطيران الحربي للعدوان كثف من غاراته الجوية محاولاً إفشال الجيش واللجان الشعبية عن تحقيق أهدافهم وبلغ عدد غاراته الجوية خلال 48 ساعة أكثر من 100غارة، فيما بلغ عدد الغارات التي شنها طيران العدوان خلال المرحلة الأولى كاملة 300 غارة.
وبعد نجاح العملية، ثمنت القوات المسلحة الدور الوطني والمسؤول للعناصر المتعاونة مع الجيش واللجان الشعبية في صفوف قوات العدو ومجاميع المخدوعين والمغرر بهم.
وأكدت القوات المسلحة أنها لن تسمح للعدو بتنفيذ مخططه بالمحاور الشمالية ولديها القدرة الكافية لإفشال أية مخططات أو محاولات أخرى وتكبيد العدو خسائر إضافية في حال استمراره بالدفع بالمزيد من قواته ومرتزقته إلى تلك المحاور.
وأشارت إلى أن العملية الأخيرة أثبتت مستوى استهتار العدو السعودي بأرواح المخدوعين وعدم اكتراثه بحياتهم .. وقالت ” بعد أن اتضحت هذه الحقيقة للجميع فإن كافة المغرر بهم ومن يُغرر بهم ويدفعهم للقتال لصالح العدو السعودي يتحملون المسؤولية الكاملة على ذلك”.
وجددت القوات المسلحة الدعوة لكافة المغرر بهم والمخدوعين في جبهات محاور نجران وجيزان وعسير بأن عليهم ترك مواقعهم والعودة إلى الوطن حتى لا يكون مصيرهم مصير سابقيهم .. مؤكدة أنها مستعدة لتأمين عودة كل من يرغب بالعودة من خلال تسليم أنفسهم للجيش واللجان الشعبية وسيحظون بالرعاية والاهتمام وسيتم نقلهم إلى مناطقهم.
واعتبرت القوات المسلحة اليمنية كل من يعمل في الدفع باليمنيين للدفاع عن جيش العدو والقتال في صفوفه بأنه هدف مشروع لها وستقوم بنشر كافة ما يصل إليها من معلومات حول الجهات الضالعة بجريمة تجنيد المرتزقة والتغرير بهم من شخصيات وقادة وأحزاب وغيرها.
وأكدت على ما ورد في البيان بشأن التعامل مع الأسرى وفقا للمبادئ والأخلاق والقيم والعادات من خلال صفقة شاملة لتبادل الأسرى مع العدوان وأدواته باعتبار هذا الملف إنسانياً قبل أن يكون سياسياً.
كما أكدت القوات المسلحة أن ما حققته من انتصار يأتي في إطار الرد المشروع على استمرار العدوان على اليمن وتعنت العدوان في حل قضية الأسرى رغم المبادرات.
ووجهت قيادة القوات المسلحة التحية للأبطال المشاركين في هذه العملية النوعية من مختلف الوحدات والتشكيلات .. مؤكدة على تنفيذ قرار القائد الأعلى للقوات المسلحة بمنح كافة المشاركين في العملية وسام الشجاعة.
وأشارت إلى أن هذه العملية تعكس المستوى الذي وصلت إليه القوات المسلحة اليمنية بمختلف صنوفها وتشكيلاتها من تنظيم وكفاءة وقدرة كبيرة على تنفيذ العمليات العسكرية في وقت قياسي.
وحيت القوات المسلحة أبناء صعدة ونجران على مواقفهم الوطنية .. مهيبة بكافة الأحرار في كافة المناطق والمحاور القتالية تعزيز دورهم خلال المرحلة المقبلة دفاعا عن الوطن والشعب اليمني المظلوم.