هُمُ الشُعث

معاذ_الجنيد

نعمْ… هُمُ الشُّعثُ من أوجاعهمْ قَدِموا
وبالبراكين شبُّوا النارَ والتحموا
نعم هُمُ الشُعثُ، هُمْ غُبرُ الرؤوسِ، وقد
تفجَّروا من رمادِ الصمتِ واضطرموا
وهل تُريدون من طُوفانِ (نوحَ) بأنْ
يأتي أنيقًا وسيمًا حين يقتحمُ؟!
إنَّ الأعاصيرَ لا تأتي مُهندمةً
ومشطةُ الشَعرِ لم تأبهْ لها الحِمَمُ
هبَّوا.. فلا تعرفُ الموضاتُ ثورتَهمْ
وليس للغربِ في أصواتهم نَغَمُ
(تَبَرْدَقَتْ) بالأسى أيامُهمْ فأتوا؛
ليبصقوا كلَّ من عاثوا ومن ظلموا
تعلَّموا كيف يغبرُّونَ حين رأوا
(صنعاءَ) يشقرُّ فيها الحُكُم والحَكَمُ
كالسيلِ هبَّوا لجرفِ الفاسدينَ بها
ما للتسلُّقِ في أكتافهم قَدَمُ
بسِلمهمْ أرهبوا الدنيا.. فما برحتْ
أخزى قُوى الشرِّ تستعدي وتتَّهِمُ
لأنَّ كلّ جِهاتِ الأرضِ تعرفهُم
بأنهم فِتيةٌ.. إنْ قرَّروا حَسَموا
تعلَّقتْ نُصرةُ المستضعفين بهم
كأنَّ للناسِ في أعناقهم ذِمَمُ
لِلُقمةِ العيش ثاروا؛ لاستعادةِ ما
ولَّى؛ لإسقاطِ من بالظُلمِ قد هرموا
وخاطبتْ نفسَها الأحزابُ هامسةً:
(أحرجتمونا)! وتدري أنَّها القِيَمُ
لأنّها ثورةٌ لا ترتدي (قطرًا)
ولم تُؤذِّنْ بها (اسطنبولُ) و(الحرَمُ)
لأنَّ أهدافَ كلِّ الشعبِ غايتُها؛
سَعى لتشويهها الدجَّالُ والصَنَمُ
لقد أساءت لهم بعضُ الفِئاتِ.. وهُمْ
كالأنبياءِ أضاءوا كُلَّما شُتِمُوا…

قد يعجبك ايضا