أسرى بالآلاف وقتلى بالمئات وفصيل من ضباط وجنود الجيش السعودي يقعون في الأسر

القوات المسلحة تنفذ أكبر عملية عسكرية وتعلن القضاء على ثلاثة ألوية تابعة للعدو

 

 

تطهير أكثر من 500 كيلو متر واغتنام سلاح وعتاد كبير

الثورة/ صنعاء
أعلنت القوات المسلحة اليمنية، عن عملية عسكرية كبرى في محور نجران أطلق عليها “نصر من الله” سقط فيها ثلاثة ألويةْ عسكرية للعدو بكل عتادها العسكري والبشري ، وأوضح المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع في بيانه أمس ، أن عملية «نصر من الله» التي تعد أكبر عملية استدراج لقوات العدو منذ بدء العدوان، تم خلالها أسر الآلاف من جنود ومرتزقة العدو بينهم قادة وضباط سعوديين، واغتنام كمياتٍ كبيرةٍ من الأسلحةِ تضمُ مئات الآليات والمدرعات.
وأشار سريع إلى “أنه وبعد 72 ساعة من بدء العملية أطبقت قواتنا الباسلة الحصار على جنود العدو ومرتزقته بشكل كامل” ، لافتا إلى أنه تم تحرير مئات الكيلو مترات على طول وعرض مسرح العمليات ، مؤكدا بأن آلاف الأسرى الذين وقعوا في أيدي الجيش واللجان الشعبية تم التعامل معهم وفقا لقيم الدين والأخلاق اليمنية الأصيلة ، وقال «لقد عملت قواتُنا بعد استسلام الآلافِ من قواتِ العدوِ على تأمينِهم من الغاراتِ الانتقامية لطيرانِ العدوان الحربيِّ الذي استهدفَ الأسرى بعشراتِ الغارات».
وطمأن المتحدث الرسمي للقواتُ المسلحة اليمنية كلّ أهالي الأسرى من مختلفِ الجنسياتِ بأنها ستتخذ المزيدَ من الإجراءاتِ اللازمةِ لحمايتِهم من استهداف الطيرانِ الحربيِّ المعادي وستتعامل معَهم بطريقةٍ إنسانيةٍ وصولاً إلى صفقةِ تبادُلٍ شاملةٍ مع العدوِّ وأدواتهِ من الخونة والمخدوعين.
هذا وسيعقد المتحدث الرسمي للقوات المسلحة مؤتمرا صحفيا حول تفاصيل العمليات وعرض مشاهد مصورة لمجرياتها اليوم الساعة الثالثة عصرا في العاصمة صنعاء ، بينما تواصل القوات المسلحة تنفيذ مراحل العمليات وفق الخطة المرسومة سلفا.
في سياق متصل، اعتبر رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، أنّ العملية تعدّ «انتكاسة عسكرية غير مسبوقة، ومدعاة لإجراء العدو مراجعة فورية لمآلات استمرار عدوانه» ، وأكد أنّ عملية «نصر من الله»، كشفت أن السلطة السعودية المدعومة أميركياً «زجّت بجيشها في معركة غير مُقتنع بها أو أنه فاقد للخبرة العسكرية فعرضته لمحرقة حقيقية».
وتساءل عبد السلام: «بما أن الجيش السعودي يمثل الركيزة الأساس لتحالف العدوان على اليمن وقد لاقى تلك الخسارة الميدانية، فما هو مصير باقي أعضاء التحالف ، وأضاف: «العملية رسالة عسكرية تتوعد الغزاة والمحتلين بهزيمة ماحقة، وكل شبر من الأرض اليمنية وقع تحت الاحتلال سوف يتحرر».
وحسب مصادر لـ”الثورة” سيعرض المتحدث العسكري اليوم مشاهد مصورة للعملية ، التي بدأها أبطال الجيش واللجان الشعبية بعملية استدراج كبرى لقوات العدو وواصلت توغلها في مديرية كتاف بما يزيد عن خمسمائة كيلو متر طولا ، شن المقاتلون عملية هجومية واسعة من ثلاثة مسارات من منطقة الصوح شرقا ، البقع شمالا ، الوادي جنوبا ، وخلال 72 ساعة تمكنوا من إطباق الحصار على ثلاثة ألوية بعدد تقديري خمسة آلاف مقاتل زج بها العدو إلى بطن وادي أل ابو جبارة مزودة بعتاد عسكري كبير ، وخلال الساعات الأولى ضربت القوات المسلحة حصارها وبدأ المقاتلون في صفوف العدوان بالاستسلام.
«نصر من الله»: عملية كبرى برسائل سياسية
من المتوقع اليوم أن يكشف المتحدث الرسمي للقوات المسلحة أيضا عن تفاصيل دقيقة للعملية ومساراتها وأعداد الأسرى والقتلى ، من الضباط السعوديين والمرتزقة ، ورصدت (الثورة) خلال الأيام الماضية تغريدات لسعوديين تكشف أسماء ضباط وجنود سعوديين قالت إنهم قتلوا أو فقدوا في معارك كتاف الأخيرة ، كما برزت خلافات إعلامية عاصفة بين أطراف المرتزقة على خلفية ما أكدوه مقتل المئات وأسر أكثر من 3 آلاف منهم ، واتهم محسوبون على حزب الإصلاح المدعو رداد الهاشمي وهو قائد لواء الوحدة المكون من مقاتلين تكفيريين جلهم من سلفيي مركز دماج التكفيري,
وتعتبر عملية «نصر من الله» التي نفذتها القوات المسلحة في محور نجران على الحدود انتصاراً استراتيجياً حاسماً على مستوى معارك الحدود إن لم يكن على مستوى الحرب بشكل عام ، فقد تمكنت قواتنا المسلحة من إسقاط 3 ألوية بكامل عتادها العسكري هي لواء الوحدة لواء النصر لواء الملك عبدالعزيز ، يبلغ قوام الألوية ما يزيد عن 5 آلاف مقاتل وعدد كبير من المدرعات والدبابات ، كما استعادت مئات الكيلو مترات حسب تصريح المتحدث الرسمي للقوات المسلحة ، تطور يكتسب أهميته من الميزات الاستراتيجية لجبهة نجران الحدودية التي حاول النظام السعودي أن يجعل منها نقطة انطلاق لعملياته العسكرية التي يسعى من خلالها إلى السيطرة على المناطق المتاخمة للحدود لإنشاء ما يسميه بالمساحات الآمنة.
كما حققت عملية نصر من الله التي أعلنها المتحدث الرسمي للقوات المسلحة أمس الحد الممكن إنجازه انعكاسا لتوازنات المعركة ومعادلاتها التي كرسها أبطال الجيش واللجان الشعبية بما راكموه من إنجازات خلال سنوات الحرب الخمس ، وأطاحت العملية بمخططات إنشاء مساحات آمنة على الحدود السعودية وجعلها مناطق تحت سيطرة المرتزقة والتكفيريين ، ومن المهم الإشارة إلى أن كتاف بما تمتلكه من موقع جغرافي حاكم جعلها قاعدة انطلاق العمليات العسكرية التي يسعى النظام السعودي من خلالها إنشاء مساحات لتأمين اراضيه ،وفي كونها تشكّل عقدة وصل بين العديد من المحافظات ، وتمثّل معبراً هاماً إلى مدينة صعدة ، فضلاً عن أنها صالحة لتكوين حواضن محمية للمقاتلين من المرتزقة والتكفيريين.
وتلقي عملية نصر من الله بظلالها ، وستبقى كذلك خاصة وأن العدوان فقد واحدة من أهم الأوراق التي حاول الإمساك بها لإنهاء الحرب بالطريقة التي يريدها ، ولكون نتائجها هي الانكسار الأكبر والأول في الجدار الذي حاول النظام السعودي تسميكه بأنظمة الطيران الحربي المتطور ، بعدما بقي مسدوداً وعصياً على الاختراق طوال السنتين الأخيرتين من عمر الحرب والمواجهات على الحدود ، عملية نصر من الله انعكاس للمعادلة العسكرية التي تكرست بفعل الصمود اليمني وتعاظم مفاعيله ، في مقابل تآكل منظومة العدوان على المستويات كافة ، تآكل لا تتوقف تداعياته وتأثيراته على جبهة دون أخرى ، فالمتوقع أن تترجم (نصر من الله) هزائم وانتكاسات في أكثر من معركة وجبهة ومحور .
ومن المفيد التذكير، هنا، بأن وفد الرياض حضر إلى السويد خالي الوفاض على المستوى السياسي، وحتى على المستوى الإداري، ولم يصطحب معه أي ملفات أو وثائق أو مستندات أو صور، وسعى إلى المماطلة وكسب الوقت إلى أن جاءه الاتصال من الرياض. وبعد الإعلان عن الاتفاق، انهال على الوفد سيل من الاتهامات بالتفريط والانحياز عن الأهداف المرسومة، وذلك من قِبَل منظومة الإعلام والشخصيات السياسية المموّلة من اللجنة السعودية الخاصة باليمن، وكذلك منظومة أبو ظبي على حد سواء، ما اضطر الوفد إلى الاعتراف بأن ما حصل يمثل رغبة سعودية ودولية لم يكن في مقدوره مواجهتها. وفي ما بعد، أطلق الوفد تفسيرات للاتفاق مغايرة للنصوص الواضحة، وهو يحاول التذاكي في فرض تلك التفسيرات على القواعد الإجرائية والتطبيقية.

قد يعجبك ايضا