نفقات العام الدراسي تثقل كاهل المواطنين في ظل انقطاع صرف الرواتب وتدهور المستوى المعيشي جراء استمرار العدوان والحصار
بين هموم الاقتصاد والمعيشة وهموم السياسة وتدهور المستوى المعيشي للمواطنين جراء تواصل العدوان السعودي الأمريكي للعام الخامس على بلادنا وما يفرضه من حصار جائر على المنافذ البحرية والجوية والبرية .. توزعت هموم وأمنيات وتطلعات الطلاب في عموم محافظات الجمهورية حيال العام الجديد 2020-2019م ..
“الثورة ” جالت في المدارس الأساسية والثانوية بمديريات مركز محافظة الحديدة والتقت عددا من الطلاب والطالبات وسألتهم عن همومهم وتطلعاتهم مع بدء العام الدراسي الذي تم تدشينه السبت الماضي في مختلف المحافظات .. وإليكم أبرز ما جاء في التقرير :
الثورة/أحمد كنفاني
موسم العودة إلى المدرسة في الحديدة استؤنف مطلع الأسبوع الماضي وسط آمال بتغييرات تهدف إلى تعزيز العملية التعليمية من جهة، ووسط تخوف من سلبيات قد تؤثر على العملية نفسها من جهة أخرى، وينطلق الموسم الدراسي الجديد في المحافظة وعموم المحافظات مع مستجدات كثيرة وإجراءات وتدابير اتخذها المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطني متمثلة بوزارة التربية والتعليم بهدف إنجاح العام الدراسي 2020-2019م غير أنّه لا يخلو من سلبيات وعراقيل تتجدد مع بداية كل موسم.. وكانت وزارة التربية والتعليم قد استبقت العام الدراسي الجديد – الذي انطلق في الرابع عشر من سبتمبر الجاري – بالتأكيد على أنّها اتخذت كل التدابير الكفيلة بتهيئة ظروف استقبال التلاميذ وتأهيل المؤسسات التعليمية والأقسام الداخلية وتوفير التجهيزات.. وتتميّز بداية هذا العام الجديد بإصرار وزارة التربية والتعليم على رفع نسبة الإقبال بين صفوف الطلاب وعودتهم للمدارس عبر تدشين حملات ومهرجانات توعوية.
أجمع عدد من الطلاب والطالبات في المرحلة الثانوية بمدارس الثورة وبلقيس وأبوبكر الصديق على أن العام الدراسي الجديد يأتي وما يزال العدوان السعودي الأمريكي للعام الخامس قائماً على بلادنا والأسر اليمنية تعيش أزمات حياتية شديدة تعصف بالمواطن اليمني وتزداد المعاناة الحياتية والاقتصادية في ظل انقطاع صرف رواتب الموظفين وارتفاع معدلات الفقر والبطالة جراء انعدام فرص العمل.. وتزداد معاناة المواطنين بشكل أكبر مع تتابع المواسم والأعياد واحتياجات أفراد الأسر لمتطلبات المدارس والجامعات من رسوم وملابس ومواصلات وغيرها مما يحتاجه الطالب مع بداية كل موسم، ما يثقل كاهل ولي أمره ، ويضيف أعباء على أرباب الأسر.. وأشاروا – على النقيض من حالة الموظفين الذين يتدبرون أمورهم الحياتية باللجوء إلى “التداين” – إلى أنه تبقى حالة العاطلين عن العمل هي الأكثر مأساوية مع عدم توفر فرص عمل دائمة تساعدهم في تجاوز محنهم وتمكنهم من توفير احتياجات أولادهم الذين يحاولون الظهور بشكل جيد أمام الطلاب الآخرين ممن يمتلك آباؤهم القدرة على إسعاد أولادهم بتوفير متطلباتهم.. وعبَّروا عن أملهم في أن يكون العام الدراسي الجديد عام نجاح وتفوق بإذن الله لجميع الطلاب.
وأشارت الطالبة سناء قاسم محمدوه – في المرحلة الأساسية – إلى أن والدها لم يعد قادرا على إلحاقها بالمدرسة هذا العام بعد أن باع كل ما يملك وتكفلت عمتها بإدخالها المدرسة ودفع تكاليف ما تحتاج شراءه من زي وقرطاسية ولوازم أخرى، وعبَّرت عن أملها في العام الدراسي الجديد بأن تحقق المرتبة الأولى في المرحلة التي تدرسها وتكون عند مستوى تطلع أسرتها.
وقال الطالب محسن صادق عدروه – في المرحلة الأساسية – مدرسة الصباح – إنه سعيد بالتحاقه بالمدرسة هذا العام، لكن ما يؤرقه هو شدة ارتفاع الحرارة وعدم وجود كهرباء في مدرسته والمشي على قدميه للوصول إليها بسبب تعطل سيارة والدته وعدم قدرتها على إصلاحها، وعبَّر عن امله في أن يقوم المسؤولون في المحافظة بتوفير التيار الكهربائي للمدرسة وتزويدها بالمنهج الدراسي، حيث بحث عمن يعطيه عددا من الكتب ولم يجد سوى كتابي القرآن والرياضيات.
وعبَّر الطالب لؤي صغير القاسمي – تاسع أساسي – عن امتعاضه من المدرسة الخاصة التي التحق بها منذ عدة أعوام لأنها أصبحت مكتظة بالطلاب ولا يوجد من القائمين عليها أي متابعة أو اهتمام، وأن المدارس أضحت اليوم دكاكين صغيرة يتم الاستثمار فيها لتحقيق الربح فقط ولم تعد كما كانت في السابق، حيث أن معظم المدرسين العاملين فيها غير مؤهلين ولا يمتلكون القدرة على توصيل المعلومة كغيرهم من المدرسين السابقين.