ثورة الـ21 من سبتمبرِ ثورةُ التحررِ والاستقلال الكبرى

 

كانتْ اليمنُ وعلى مدى عقودٍ خلت تعيش حالة من التبعية المطلقة لأمريكا، لا قرار إلا ما قالتهُ ولا سلطة إلا سلطتها .
لم يكنْ هذا الحالُ في اليمنِ فحسب بل هو حالُ كل الدول العربية التي أصبحت مستعمرةُ أمريكا الكبرى ، تنهبُ ثرواتها وتستغل نفطها وتتدخل حتى في سياستها وسيادتها .
وفي أحداث 11 من سبتمبر عندما نفذتْ أمريكا خطتها في تدمير برجيّ التجارة العالمي أصبح لها المسوغ والشرعية لدخول أي دولة وانتهاك سيادتها بحجة أنها تلاحق إرهابيين فكانت هذه الذريعة لاحتلال الشعوب كأفغانستان والعراق وليبيا ومن ثم سوريا واليمن .
الوضع في اليمن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر
بعد هذا الحدث الذي أثار العالم ضد الإسلام والذي بات هو فزاعة للشعوب ، أصبحت حتى القيادات ورؤساء الأنظمة يخافون أن تضعهم أمريكا في قائمة الإرهاب والإرهابيين ، ولم يكن الحال في اليمن بأحسن حال من غيرها ، فأمريكا كانت تنتهك السيادة لأراضي الجمهورية اليمنية بحجة أنها تلاحق أفرادا لتنظيم القاعدة في اليمن وقُتل بطائراتها أُناسٌ أبرياء ، والذريعة كانت جاهزة ” نأسف على الحادثة فقد تم قتلهم عن طريق الخطأ”
الوضعية التي كانت تعيشها اليمن قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر
لا يخفى على أحدٍ الوضعية التي كانتْ تعيشُها اليمن قبل ثورة الـ21 من سبتمبر:
فعلى صعيد الاقتصاد
كان الشعبُ اليمني من أفقرِ الشعوب و يصنف بأنهُ يعيش تحتَ خط الفقر ، وكان يعاني من أزمات متواصلة من خلال الانقطاع المتكرر للنفط والغاز والكهرباء ، والجرعات التي أثقلت كاهل الشعب ، أضف إلى ذلك الاتفاقيات اللا مسئولة مع الشركات المصرية والتركية التي كانت تقوم بالعبث بالثروة السمكية ، أو من خلال التوقيع على اتفاقية تنصُ بعدم زراعة القمحِ في بلدٍ أغلب سكانه يعمل في الزراعة أصلا .
*على الصعيد الصحي* :
أما على الصعيدِ الصحي فكانت اليمنُ تعاني من قلةِ المرافق الصحية والأجهزة المتطورة فعلى الساكنين في الأرياف أن ينقلوا مريضهم من قريتهم إلى المدينة لينقذوه و أحيانا كثيرة كان الموت هو الأسرع قبلَ أن يصلَ إما لوعورة الطريق أو لبعدهم عن أقرب مرفق صحي .
*على الصعيد السياسي*
كانت اليمنُ قبل ثورة الـ21 من سبتمبر تتلقى أوامرها من السفير الأمريكي ، فهو المقرر وهو المدبر ، هو من يعين وهو من يعزل .
فقد صارت اليمن في ذلك الوقت تمتلكُ سيادة صورية ورئيس صوري لا قرار له .
*على الصعيد الأمني*
فقد كانت اليمن تعاني من الاغتيالات والتفجيرات والسرقة والسلب والنهب دون أن يجدوا لهم رادع .
*بداية ثورة الـ21 من سبتمبر*
من كلِ ما ذُكرَ سابقاً ومن الوضع السيء والمخزي الذي كانت تعاني منه اليمن والذي وصلت إليه على مدى عقود من الزمن ، باتَ لزاما على الشعب اليمني أن يتحرك بل ويتحرر من العبودية الجديدة والاستعمار الحديث ، فاستجاب الشعب لنداء السيد القائد ( السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي) من أجل إسقاط النظام السابق العميل ، ليتواجد الشعب بعد هذا النداء في ساحات الاعتصامات .
*المحاولات الجادة والحثيثة للالتفاف على الثورة السلمية في الساحات*
بعد أن شعرت الولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها كالسعودية والنظام في اليمن بخطورة هذه الثورة وإن من أهدافها إسقاط الهيمنة والتبعية والوصاية وإن شعارها هو الاستقلال والحرية حاولت جاهدةً الالتفاف على الثورة وتحويلها أولا إلى ساحة عسكرية من خلال الاعتداء على المعتصمين السلميين بالرصاص الحي ومن خلال إنظام علي محسن للثورة ثانيا.
*السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي يرافق هذه الثورة خطوة بخطوة*
منذُ أن انطلقت ثورة الـ21 من سبتمبر كان (السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي) مرافقا للثورة والثوار خطوةُ بخطوة من خلال الخطابات المستمرة والتوجيهات التي كانت منه للثوار أثناء التصعيدات الثلاثة التي مرت بها هذه الثورة إلى أن ألقى خطاب النصر. ليثبت للعالم أنه قائد فذ قاد بحكمته وحنكته اليمن إلى بر الأمان .
*دور أبناء اليمن الشرفاء في هذه الثورة*
لا ننسى ونحنُ نتكلم عن هذهِ الثورة المباركة أن نذكر الدور الأكبر والفعّال لأبناء القبائل الشرفاء الذين كانوا أحد أعمدة النصر من خلال رفد ساحات الاعتصامات بالرجال ورفدهم بالقوافل المالية والعينية التي استمرت لجميع ساحات الاعتصامات في محيطِ العاصمةُ صنعاء وداخلها حتى نجحت هذه الثورة المباركة .
*الانجازات التي حدثت لليمن بعد ثورة الـ21 من سبتمبر*
قديماً قالوا عن دولة الحكم العثماني بأنها (تركة الرجل المريض) وهو ما ينطبقُ على اليمن بعد الثورة فلم يتركُ الفاسدون لليمن أي شيء يمكن الاستفادة منه لأبنائه .
فسادٌ مستشر في كل مؤسسات الدولة ، بنك مركزي لم يعد يملكُ شيئا في خزينته ، تعليمٌ متدهور ، مستشفياتٌ ومرافق صحية لا تكادُ تذكر ، فكانت التحديات كبيرة بعد هذه الثورة ، ولكن هناك تغيرات لابد من أن نذكر بعضا من هذه الإنجازات :
*أولاً* : تحررُ اليمن من الوصاية السعودية وبالتالي التحرر من الوصاية الأمريكية فأصبح اليمن صاحب قرار وسيادة .
*ثانيا* : تخلصتْ اليمن من قوى نفوذٍ كبرى كانت تنهب خيرات الشعب وتتحكمُ في مقدراته وحتى معسكراته من خلال هروب الفار علي محسن الأحمر وغيره الكثير ممن كان لهم اليد الطولى في بقاء اليمن على حاله .
*ثالثا* : سعي جاد متمثل بالمجلس السياسي الأعلى بإصلاح ما يمكن إصلاحه من مؤسسات الدولة والنهوض باقتصاد هذا البلد على الرغم من شحة الامكانيات مترافقة مع
حربٍ كونية ٍوحصارٍ خانق .
*وأخيرا*
يمكننا القول أن ثورة الـ21 من سبتمبر ثورةٌ هي أم الثورات فقد جعلتْ من الشعب اليمني يسير وللمرة الأولى بعد عقود كثيرة مضتْ يمشي في الطريق الصحيح ، نحنُ على ثقةٍ من أن يمن ما بعد هذه الثورة أصبح بلداً أقوى بأبنائه الذي سيبني لبناته ، لبنات العزة والقوة والكرامة والسياسة والسيادة .

# أميرة السلطان

قد يعجبك ايضا