الثورة/ رجاء عاطف
مع بداية عام دراسي جديد مليء بالتفاؤل والأمل ما زالت الجبهة التعليمية ممثلة بالمعلم والطالب صامدة أمام كل عدوان وعدو يسعى إلى هدم وتدمير العلم والتعليم بكافة الوسائل، ورغم ذلك فالجميع من أولياء أمور وطلاب سارعوا إلى التسجيل في المدارس من أول يوم للتسجيل وكان الإقبال أكبر من الأعوام الماضية فتواجد التربويين والمعلمين في الميدان كان نابعاً من الإحساس بالمسؤولية بواجبهم الذي يحملونه على عاتقهم تجاه هذا الوطن وأبنائه الطلاب والذين أثبتوا أنهم سيكونون جبهة صامدة لا تتخلخل صفوفها .. تفاصيل أكثر في حصيلة الاستطلاع:
انتهت الإجازة الصيفية وبدأ العام الدراسي الجديد الذي نتمنى أن يكون عام وفاتحة خير على يمننا وأبنائنا الطلاب ونهاية كل الأزمات والمنغصات بسبب هذا العدوان، هكذا تحدث عبدالحكيم الشامي ولي أمر لديه خمسة أبناء ملتحقون في المدارس، وقال: سارعنا إلى تجهيز أبنائنا وتسجيلهم وحجز مقاعدهم في المدارس وليس ذلك فقط بل قمنا بتوفير المستلزمات الدراسية رغم معاناتنا جراء انقطاع الرواتب وارتفاع الأسعار لكننا أمام مستقبل فلذات أكبادنا سنتخطى الصعاب بفضل جهود الحكومة في تشجيع الإنتاج المحلي ودعمه للانتاج بجودة أعلى وسعر أقل وتوفير ما يتناسب مع قدراتنا الشرائية وهذا ما خفف المعاناة التي نمر بها كل عام.
التهيئة النفسية للطلاب
كذلك كانت الأخت سارة الرداعي هي وأبناؤها الثلاثة يستعدون لبدء عام دراسي جديد وتم تسجيلهم في المدرسة منذ أول يوم للتسجيل وأيضا قاموا بتجهيز الحقيبة المدرسية والفرحة تغمرهم للعودة إلى الدراسة، وقالت: يجب أن نهيئ ابناءنا وبناتنا الطلاب نفسياً ومعنوياً لبداية عام دراسي جديد مليء بالنشاط والمثابرة ليحققوا أعلى مراتب التميز والنجاح ليكونوا جيلاً واعياً مثقفاً يسعى إلى بناء الوطن وتنميته.
تأهب للدراسة رغم الظروف
كما لم تختلف بلقيس الوشلي عنهم في الحديث ومبادرتها لتسجيل ابنها في المدرسة، حيث قالت: مع بداية كل عام دراسي يكون الحال متساوياً لدى كافة أولياء الأمور من حيث الاستعداد للمدارس والذهاب للتسجيل وتجهيز المستلزمات والحقيبة والزي المدرسي، ونحن في العام الخامس للعدوان الطلاب يتهيأون لبدء رحلة الجهاد والصمود لنيل العلم في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد نتيجة الحصار والعدوان الغاشم الذي حمل الجميع هموماً وأعباء واحزاناً، فهناك مدارس قصفت ومعلمون فارقوا الحياة أثناء أداء واجبهم في التعليم وأصدقاء لم يبق منهم سوى الذكريات بعد تمزق أشلائهم تحت الركام، وأضافت: رغم كل هذا الألم يبقى الأمل بأن النجاح يخلق من رحم الشقاء فالعدوان وللعام الخامس رغم محاولاته تدمير الوطن وجعل المواطن اليمني يتحمل العبء، إلا أن المعتدين لم يعلموا أن اليمن هي من تصنع وتبني وسنقف ضدهم في الجبهات وبالعلم والتعليم سنبني هذا الوطن ونحن ماضون لتحقيق وصية شهيدنا الرئيس صالح الصماد سلام الله عليه «يد تحمي و يد تبني».
التسجيل عبر البوابة الذكية
مدراء المدارس اشادوا بالإقبال الكبير من قبل أولياء الأمور لتسجيل أبنائهم حيث قال مدير مدرسة عمر المختار الأستاذ ناجي المدري: هذا العام وجدنا إقبالاً كبيراً على التسجيل الذي كان عبر البوابة الذكية الخاصة بمكتب التربية التي نظمت ورتبت نوعية البيانات المطلوبة، مما سهل عملية تسجيل الطلاب في المدارس، شاكرين جهود كافة العاملين على هذه الآلية في مكتب التربية بالأمانة وكل من عمل على تحسين التعليم ونوعيته. واضاف ناجي: إن العام الدراسي سيبدأ حسب التقويم المدرسي يوم 15/9 من هذا الشهر، وكل المدارس فتحت ابوابها لاستقبال أبنائنا الطلاب من بداية الاسبوع وسوف يستمر التسجيل إلى يوم 15/9، مؤكداً على عدم وجود أي عراقيل فيما يتعلق بالتسجيل، وبالنسبة للكتاب المدرسي فقد تم جمع الكتب السابقة مع ما سيتم استلامه وسيوزع على الطلاب مباشرة.
انضباط جبهة التعليم
من جانبه يقول خالد الشجاع – مدير مدرسة ثلاثين نوفمبر: الاستعداد للعام الدراسي تم بعقد اجتماعات في المدارس وتكليف لجنه قيد وتسجيل وتوزيع المهام لتسجيل واستقبال الطلاب الذين توافدوا من أول يوم للتسجيل بكل همة ونشاط رغم العدوان الصهيو أمريكي، إلى جانب انضباط الجميع من الإداريين والمعلمين الذين لديهم أبناء ويحرصون كل الحرص على تعليم الطلاب، فالتربويون هم الجبهة الثانية المعول عليها في مواجهة العدوان والمسؤولية وطنية بحتة وكل معلم يجب أن يكون له رصيد في مواجهة العدوان، وبدوره يدعو الجميع إلى الوقوف مع التعليم والمعلم لمصلحة أبنائنا الطلاب، مقدماً الشكر لكل العاملين في جبهة التعليم القيادات التي تبذل جهوداً من أجل استمرار عجلة التعليم، فالإحصائية هائلة لما تعرض له حقل التعليم من استهداف العدوان إلا أننا صامدون مهما وجه الاعداء من ضربات وقصف ونقول لهم سنتعلم رغم العدوان والحصار ورغم تدمير المنشآت التعليمية.
السبق في تسجيل الطلاب
أما بالنسبة لعملية التسجيل وبدء العام الدراسي في المدارس الأهلية كما يقول علي المنصابي – مدير مدارس علماء المستقبل الأهلية: القرار الوزاري نظم عملية بدء التسجيل في المدارس من بداية شهر سبتمبر كما أن هناك مدارس أهلية قدمت عملية التسجيل، وكانت آلية التسجيل للتمهيدي والصف الأول أساسي بشهادة الميلاد الصادرة من الأحوال المدنية أما طلاب المدرسة نفسها فيتم تسجيلهم من خلال سجل نتيجة العام الماضي وحسب الوثائق الموجودة بالمدرسة وأيضا في البوابة الذكية الإلكترونية، وبالنسبة للطلاب الذين يأتون من خارج المدرسة فيتم تسجيلهم بموجب الوثائق المعمدة من المدرسة والمنطقة التعليمية ومكتب التربية بالأمانة مع استمارة نقل من مكتب التربية بالمديرية، مضيفاً إن الطلاب المسجلين من خارج أمانة العاصمة يتم تسجيلهم يكون بالوثائق المعمدة من المدرسة والمنطقة التعليمية ومكتب التربية واستمارة نقل من المحافظة التي كان يدرس فيها، إلا انه لا تلتزم معظم المارس الأهلية باستمارة النقل طالما أن الوثائق سليمة وكاملة التعميد.
الطاقة الاستيعابية
وتابع المنصابي: إنه في بعض المدارس الأهلية اكتملت الطاقة الاستيعابية في قبول الطلاب وتم ايقاف التسجيل حيث كان الإقبال كبيراً على التسجيل خاصة فئة الطلاب الذكور وذلك بسبب العدوان السعودي والذي من أهدافه ايقاف التعليم في اليمن حيث أن قطع مرتبات المعلمين في المدارس الحكومية ورغم التحدي الكبير من المعلم اليمني باستمراره بعمله في المدارس الحكومية واستمرار التعليم فيها بجهود المشاركة المجتمعية، إلا أن الكثير من أولياء الأمور يخافون من عدم تعليم أبنائهم لذلك توجهوا بتسجيلهم في المدارس الأهلية مهما تحملوا من صعوبات وتكاليف التسجيل في هذه المدارس وذلك حرصا على مستقبل أبنائهم، مشيراً إلى أن رسوم المدارس الأهلية بموجب قرار الترخيص أو التجديد والمحددة فيه الرسوم الدراسية بالمدارس الأهلية من مدرسة إلى أخرى، منوهاً بأنه يتم شراء الكتب المدرسية بسند رسمي لكل مدرسة من مطابع الكتاب المدرسي بحسب الإحصائية التي تم الرفع بها من كل مدرسة والذي وصل سعر الكتاب المدرسي بالحد المتوسط تقريبا إلى 500 ريال، وتم الوعد من الاخوة في إدارة المبيعات بمطابع الكتاب المدرسي بإيصال الكتاب المدرسي إلى كل مدرسة أهلية بموجب تاريخ السداد، وأكد أن عملية التسجيل لم تواجه أي عراقيل ولكن بسب العدوان السعودي الغاشم على اليمن فالوضع الاقتصادي للمواطنين متدنٍ والذي نتمنى أن يكون هناك تراحم فيما بين أبناء هذا المجتمع لمستقبل أبنائنا الطلاب وحتى تستمر العملية التعليمية بأفضل مستوى.
40 % نسبة الاقبال
فيما أكد عبدالسلام الغولي – مدير المنطقة التعليمية ببني الحارث أنه تم الإعداد والتهيئة للعام الدراسي الجديد منذ وقت مبكر، وكذا الاجتماع بمدراء المدارس لمناقشة آلية التسجيل والقبول للطلاب وتسهيل الاجراءات أمام ابنائنا الطلاب وقبولهم دون أي عراقيل وإلغاء استمارات النقل للطلاب المنقولين في إطار المديرية وكذا المنقولين في اطار مديريات أمانة العاصمة لأن هذه الاستمارات كانت تمثل عائقاً امام الطلاب المنقولين من مدرسة إلى اخرى وتستغرق وقت لكي يتم استخراجها، ويقول: هناك إقبال كبير على التسجيل مقارنة بالأعوام الماضية حيث وصلت نسبة الاقبال حتى اليوم إلى ما يزيد عن 40% وسيكون الإقبال كبيراً خلال هذا الأسبوع لأنه سيكون الأسبوع الأخير للتسجيل وبنفس الرسوم المحددة من مكتب التربية بالأمانة دون أي تجاوزات ، ويرى أن عملية التسجيل تسير بشكل ممتاز عدا بعض الاشكالات منها عدم توفر الكتاب المدرسي لعدد كبير من المدارس رغم اننا في مكتب التربية بالمديرية قمنا بحملة لاستعادة الكتب من طلاب المدارس الاهلية ووجدنا تجاوباً وتم توفير نسبة جيدة من الكتب الدراسية، إلى جانب ذلك نتمنى إيجاد حلول مع الوزارة وقيادة السلطة المحلية في معالجة وضع المعلم بتوفير نصف راتب شهريا على الاقل بصورة مستمرة، وهنا لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر والتقدير لكل التربويين المدراء والمعلمين على صمودهم الاسطوري في جبهة التعليم وفي وجه العدوان الغاشم الذي راهن كثيرا على تعطيل العملية التعليمية من خلال قطع المرتبات والتحريض على الاضرابات إلا أن التربويين كانوا عند مستوى المسؤولية وثبتوا في جبهتهم التعليمية وقهروا العدوان بصمودهم، وكل الشكر لمجالس الآباء والأمهات الذي كان لهم دور كبير في إنجاح العملية التعليمية بالمدارس.
استمرارية التعليم
ومن جهته أشاد زياد الرفيق – مدير مكتب التربية والتعليم بجهود المعلمين والمعلمات الجبارة والثبات والصمود في العملية التعليمية في ظل العدوان الغاشم، وحث الآباء والأمهات والمجتمع بأسره على الدفع بأبنائهم إلى المدارس، وقال: هناك جهود من جانب وزارة التربية والتعليم وأمانة العاصمة في استمرارية وبدء العملية التعليمية على أرقى مستوى رغم الظروف الصعبة والتحديات والذي بإذن الله سيكون عاماً حافلاً بالهمة والنشاط، فاستعداداتنا بدأت باللقاء مع الاخوة مدراء المناطق بوضع النقاط على الحروف والاهتمام في تدريب واعداد القوى الفعلية على أساس أن يتم توزيع الجداول الخاصة بالمعلمين وتحديد المنهج وعدد الحصص وكذلك تفعيل الاخوة الموجهين للاهتمام وتلافي نقاط الضعف في بعض المدارس، وايضا اللقاء مع مجالس الآباء والامهات والمجالس المحلية للاستعداد للعام الدراسي والذي بدأنا بالتسجيل في اليوم الأول من شهر سبتمبر وستبدأ العملية التعليمية في 15/ سبتمبر/ 2019م، وسيكون التدشين على مستوى رئاسة الجهورية ورئاسة الوزراء والاخوة الوزراء، وأضاف إن الرسوم الدراسية لا تتجاوز الـ 300 ريال من 200-280 ريالاً بدءاً من الصف الأول الابتدائي حتى الصف الثالث الثانوي وهي رسوم بسيطة لأن العملية التعليمية مجانية (مجانية التعليم)، كما أنه تمت طباعة الكُتب المدرسية وخصوصا كتب الصفين الأول والسادس مع التعديلات التي حصلت وهي متوفرة 100% وسيتم توزيعها للجميع، اما بقية الكتب للمراحل الأساسية والثانوية فهناك تعاون من الإخوة في المدارس الأهلية والجميع يسعى جاهدا لرفع المدارس الحكومية بالكتب.
المشاركة المجتمعية
وتحدث مدير مكتب التربية قائلاً: إن هناك تفعيلاً للمشاركة المجتمعية وهي اسهامات على مستوى المجتمع من أجل استمرارية العملية التعليمية ولما يعانيه المعلم واحتياجه لأشياء ضرورية وهذه المساهمة المجتمعية ليست بديلة ولكن قد تلعب دوراً وهي دفع مبلغ رمزي شهريا تم تحديده وآلية اخذ هذا المبلغ وتوزيعه بصورة شفافة تحت اشراف مجالس الآباء والأمهات، ويقول: لابد أيضا من مشاركة الشخصيات الاجتماعية ورجال الأعمال في دعم العملية التعليمية واستمراريتها والتعاون مع المعلمين والمعلمات لإيجاد سلال غذائية أو مواصلات أو ما شابه ذلك، كما ندعو الكثير من المؤجرين للتعاون وتخفيف الحمل على المعلمين المستأجرين، لأن المعلم إذا وجد عائقاً او مانعاً من ادائه لعمله فسيكون هناك تسرب للمعلمين وينتج عن ذلك انقطاع التعليم، وزاد بالقول: نحن حريصون كل الحرص على الاستمرار وهناك توجه من قبل القيادة السياسية لمناقشة صندوق التعليم لأن يصل الى حيز الوجود والذي سيكون له الدور الكبير إلى جانب أن يكون هناك نصف راتب للمعلم والذي إذا تم هذا سيساعد على تحسين اداء المعلم واستمرار العملية التعليمية.
الاستشعار للمسؤولية
وذكر في ختام حديثه العراقيل الموجودة لبدء العملية التعليمية بسبب الوعود بنصف الراتب والمشاركة المجتمعية ، داعياً القيادة السياسية إلى الاعلان عن دعم المعلم وتثبيت نصف الراتب وايضا يجب أن يبادر الجميع إلى الاهتمام بالمشاركة المجتمعية، وعلى وسائل الاعلام المختلفة توعية المجتمع بأهمية استمرار العملية التعليمية، ويجب استشعار المسؤولية من قبل الاخوة المعلمين والمعلمات خصوصاً اننا أمام مواجهة العدو ولذلك لابد ان نكون على ارقى مستوى في ادائنا، وكما يأتي الدور على ابنائنا الطلاب بأن يكونوا متواجدين في المدارس وان يعينوا معلميهم على أداء واجبهم من اجل الحصول على مخرجات تعليم وكوادر بمستوى راقٍ لأن بلادنا تحتاج إلى بُناة ولن يبنيه إلا ابناء هذا البلد.
قد يعجبك ايضا