المرأة اليمنية دعمت الجبهة الإعلامية وكانت صوت السيدة زينب بقوتها وشموخها في فضح أكاذيب العدون

الناشطة الثقافية امة الخالق العمدي في حديث لـ (الأسرة ): عاشوراء مشروع إصلاح لا يختص بفئة أو ملَّة أو حزب معين وإنما هو مشروع للأمة الإنسانية

 

الاسرة // خاص
في ظل مواجهة بلادنا للعدوان الغاشم ونحن في أجواء محرم للعام1441 هـ ، تحدثنا الناشطة الثقافية الأستاذة/ أمة الخالق العمدي حول الحسين وعاشوراء وكربلاء وما تحمله من دروس وعبر، وكيف أنها مازالت حجر عثرة بوجه الظالمين، وصرخة حق وحرية بوجه العدوان الظالم، وما أشبه كربلاء الطف بكربلاء اليمن، نفس المظلومية والحصار وتخلي الأمة عن كربلاء ، واستمرار نتائجها في خلق جيل نهضوي يواجه الظلم في مختلف ساحات الحياة وميادين الجهاد، الى التفاصيل:

• الثورة الحسينية ماذا عنها ولماذا خرج الحسين عليه السلام؟
– مصطلح ثورة يعني التحول والتغيير والخروج من وضعية الى أخرى فلم يكن خروج الامام الحسين عليه السلام غرورا وتكبرا او من اجل مصلحة شخصية ولم يكن عليه السلام ممن أرادوا ان يعيثوا في الارض فسادا رغبة في سلطة أو جاه فهو ابن محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول النبي (كل بني انثى ينتمون الى عصبتهم إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وانا عصبتهم وانا ابوهم} ولا يحتاج الحسين لجاه أكثر من ذلك، وهو سيد شباب اهل الجنة (الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة) ولا سلطة اعلى من هذه وهو إمام ان قام أو قعد (الحسن والحسين امامان إن قاما او قعدا) ولا مُلك أكثر من هذا التمليك الذي اعطاه الله تعالى له على لسان نبيه (وما ينطق عن الهوى * ان هو إلا وحي يوحى).
كانت الغاية من خروجه علية السلام ما قاله (إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر)، أي أن هدفي هو الإصلاح وهو امتداد لدعوة ومنهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (مَنْ رأى سلطانًا جائرًا، مستحلًّا لحرم الله، ناكثًا لعهد الله، مخالفًا لسنّة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، ثمّ لم يُغيِّر بقول ولا فعل، كان حقيقًا على الله أن يدخله مدخله) فالنبي بعث بعد ان بلغت نسبة الفساد ذروتها في المجتمع الجاهلي وهكذا كان خروج الامام الحسين علية السلام فهو وارث علم النبيين من جده صلى الله عليه وآله وسلم و ابيه الامام علي من كان مع الحق وكان الحق معه ويعلم علم اليقين أن لا اصلاح للفساد المستشري في الامة إلا بالثورة على الظلم والفساد حتى وان كلفه ذلك روحه.
• عاشوراء مدرسة واسعة وثورة متجددة في كل زمان ومكان.. ماذا نتعلم منها؟
– ﰲ ﻣﻘﺎم اﻹﻣﺎم الحسين وﺛﻮرﺗﻪ الخالدة يجدر بهذه اﻷﻣـﺔ أن ﺗﺴﺘﻤﻊ ﻟﻠﺪروس اﻟﺮاﺋﺪة اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻠﻬﻤﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺮﺑﻼء عبر اثيرها الخالد وعبر دﻣﺎء اﻟﺴﺒﻂ اﻟﺸﻬﻴﺪ ﺳﻼم ﷲ ﻋﻠﻴﻪ، واﻟﺘﻲ يتردد ﺻﺪاﻫﺎ في ﻛﻞ زﻣﺎن وﻣﻜﺎن؛ إذ يفترض أﻧـﻪ حينما ﻳﻜــﻮن ﻫﻨــﺎك ﻇﻠــﻢ واﻧﺤــﺮاف ﻓﺈﻧــﻪ بالضرورة الحسينية يجب أن تكون ﻫﻨﺎك ﺛـﻮرة، وحيث ﻳﻜـﻮن ﻫﻨـﺎك ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻴﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك الحسين.
نتعلم من _عاشوراء أن اي مشروع اصلاحي لا يختصّ بفئة أو ملّة أو حزب معيّن، بل مشروع يشمل إصلاحاً للإنسانية جمعاء.
نتعلم من الامام الحسين معنى التضحية فقد ضحى بأغلى ما عنده، بل ضحى بكل ما عنده من أبناء وأصحاب وإخوان، ثم بنفسه الشريفة في سبيل الله، وهو يقول مخاطبا رب العزة والجلال: “إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى”.
نتعلم من الامام الحسين، عليه السلام، الشجاعة وان لا ننثني وان نكون شديدين في الحق لا تأخذنا في الله لومة لائم فقد قال عليه السلام في بداية انطلاقته: “ان الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلّة والذلّة وهيهات منا الذلة”
من غير المعقول ان تُختصر الدروس والعبر التي تحملها عاشوراء الامام الحسين، عليه السلام، بسطور معدودة، لأن ذلك يحتاج فصولاً عديدة، ومجلدات لا تُعد ولا تحصى، فلو اردنا الوقوف امام التضحيات التي قدمها اصحاب الحسين وأهل بيته للاستشهاد بين يديه، ستواجهنا ملاحم وبطولات لأناس نذروا انفسهم في سبيل الله، وحينما نقف أمام الوفاء تقابلنا صورة أبي الفضل العباس، عليه السلام، وعندما نريد الحديث عن الرجوع الى الصواب، تواجهنا قضية الحر الرياحي – رضوان الله عليه – وهو يخير نفسه بين الجنة والنار، ومع هذه الصور هنالك الكثير من صور الايثار والتضحية والفداء.
• بين تفريس الشيعة في بلادنا بأنهم فرس ايرانيون وتعجيم عاشوراء لأن الايرانيين يحيونها ظلت ثورة الحسين عرضة لتجاذبات طائفية وقومية سوقها اعداء الإسلام.. كيف السبيل لتجاوز هذه الاشكاليات والتعصبات؟
– الامام واستشهاده عبارة عن منهج متكامل للعالم أجمع العرب والعجم، وليس للشيعة او المسلمين فقط، فقد كان مشروعه الاصلاحي الذي خرج به للامة لاستنهاضها مما كانت عليه من الانحراف لا يختصّ بفئة أو ملّة أو حزب معيّن، بل مشروعه يشمل إصلاح الإنسانية اجمع ونصرة للمستضعفين
وعاشوراء الحسين قد خلقت وعياً للبشرية في كيفية التحرر من الظلم والهيمنة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن الانسان بفطرته السليمة يأبى العبودية للطواغيت
ولتجاوز هذه الثقافة المغلوطة لا بد من العودة الى القرآن الكريم لنلاحظ كيف ان كتاب الله قد وحد الامة (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) (ان هذه امتكم امة واحدة)
وليعلم الجميع ان الامام الحسين ربيب بيت النبوة لم يخرج محالفا لما جاء به جده رسول كما قال (إنّ بيني وبينكم كتاب الله وسنّة جدّي رسول الله ـ صلى الله عليه وآله).
• للأسف نلاحظ بعض الخطابات من بعض من ينتسبون للشيعة بأنها تسيء الى مدرسة ال البيت عليهم السلام من أجل ارساء معاداة الرسالة المحمدية، فكيف يتم التعامل معها؟
– من يريد أن يحجز مكاناً له في سفينة النجاة عليه أولاً: أن يرضي الله سبحانه وتعالى، فكيف نرضي الله، ونحن نقوم ببعض الاعمال التي لا يرضى عنها أهل البيت، عليهم السلام؟، لذا علينا ان نطابق بين سيرة أهل البيت قرناء القرآن عليهم السلام، وبين أعمالنا وسلوكنا، وعلينا أن نجعل أهل البيت، عليهم السلام، قدوة لنا في الحياة حتى لا نخرج عن طاعة الله، ولا بد ان تكون خطاباتنا موافقه للتوجيه الالهي (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
• التاريخ يعيد نفسه وكربلاء الطف بالأمس هي نفسها كربلاء اليمن اليوم نفس الظلم والمكر والخداع.. حدثينا عن وجه الشبه بين مظلومية الحسين عليه السلام ومظلومية اليمن؟
– الشبه بين كربلاء الحسين وكربلاء اليمن في عصرنا هذا هو الصراع بين الحق والباطل وكما لم يخرج الامام الحسين لا اشرا ولا بطرا كذلك الشعب اليمني لم يعتد على احد وانما تكالبت على هذا الشعب المظلوم طواغيت الارض وكما كانت ثقة الامام الحسين ومن معه بنصر الله كذلك هي ثقة شعب الانصار بنصر الله وفي كل ما يعاني منه هذا الشعب العظيم لا نقول إلا كما قال الامام الحسين عليه السلام (هوّنَ عليَّ ما نزل بي أنَّه بعين الله).
• ما معالم الدور الاعلامي للعقيلة زينب عليها السلام والدور الاعلامي للمرأة اليمنية؟
– السيدة زينب عليها السلام هي لسان الحق الناطق بعد استشهاد الامام الحسين وثلّة من أهل بيته وأصحابه الاخيار، فقد حملت على عاتقها جبلاً من الأسى والحزن، ووقفت بكل رباطة جأش وعنفوان وإيمان بالقضية، عند جسد أخيها المهشم بحوافر خيول الضلالة، لترفع رأسها ويديها الى السماء وتقول جملتها التي أضحت درساً للصبر والشموخ: (اللهم تقبل منا هذا القربان) هذه العبارة التي اصبحت زاد كل امرأة يمنية لاسيما اسر الشهداء هذه العبارة هي مواساة السيدة زينب لنساء اليمن في هذا الزمان،
وكذلك خطبتها امام الطواغيت وعظمة منطقها حتى ذكر الكثير من المؤرخين ان السيدة زينب هي من اوصلت صوت كربلاء عبر الاجيال وكانت سهم المعركة الذي وصل الى صدور الطواغيت في عقر قصورهم.
وقد دعمت المرأة اليمنية الجبهة الإعلامية وكانت صوت السيدة زينب بقوتها وشموخها وفضحها لأكاذيب العدوان.
• كلمة أخيرة ترين توجهينها للشعب اليمني؟
– الحمد لله الذي منَّ علينا وثبتنا على الحق ونحن نشاهد تأييد الله لهذا الشعب المظلوم وأوصي نفسي ووكل يمني حر أبي يرفض العبودية لطواغيت الارض بترديد دعاء الامام الحسين عليه السلام في كربلاء:
(اللهمّ، أنت ثقتي في كلّ كرب، ورجائي في كلّ شدّة، وأنت لي في كلّ أمر نزل بي ثقة وعدّة، كم من همٍّ يضعف فيه الفؤاد وتقلّ فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدوّ، أنزلته بك وشكوته إليك، رغبةً منّي إليك عمَّن سواك فكشفته وفرّجته، فأنت ولي كلّ نعمة ومنتهى كلّ رغبة).
• المركز الإعلامي للهيئة النسائية لأنصار الله بمكتب الأمانة.

قد يعجبك ايضا