رابطة علماء اليمن هي صوت الضمير المعاصر يلتف حولها علماء اليمن الأجلاء من كل أطياف المجتمع لأن الوسطية والاعتدال هو العنوان الكبير والجامع الذي يميز هذه المؤسسة العلمائية الراسخة.
ومن خلال برامجها وأنشطتها في مجال التوعية والإرشاد استوعبت كل المكونات العلمائية وكانت بحق صوت الحق والحقيقة في مواجهة طواغيت العصر.
العلامة عبدالسلام الوجيه أمين عام الرابطة يستعرض في السطور التالية جهود رابطة علماء اليمن في الجهر بالحق في مواجهة العدوان الظالم وأهمية دور العلماء في مسيرة نشر الوعي بأهمية التوحد والتلاحم من أجل الانتصار للوطن وقضاياه العادلة:
لا أحد منّا – يجهل دور العلماء الربانيين في قيادة الأمم إلى العزة والكرامة والنهوض والرقي والعيش الكريم والسعادة الأبدية القائمة على الفضيلة والمثل العليا والأخلاق السامية وأدوار العلماء في التبليغ والتعليم في التوجيه والإرشاد، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في الجهاد الذي هو أساس حياة الأمم، إن قاموا بدورهم الملقى على عواتقهم، وتحملوا العبء الثقيل، والمسؤولية الكبرى، وأخلصوا لله وعملوا بما كلفهم الله تعالى به وتعاونوا على البر والتقوى ووحدوا صفوفهم واظهروا علومهم وقالوا كلمة الحق فهم ولاشك منارات الهدى وأعلام الهداية ورواد النجاة من القادم المظلم الذي يخطط له كل أعداء العروبة والإسلام، العلماء باجتماعهم وتوحدهم وأدائهم الدور المنوط على عاتقهم يتحولون إلى سد حصن منيع – يمنع الساعين إلى الفتنة من إيقاظها ومن تحقيق أهدافهم.
ومن أجل ممارسة العلماء هذا الدور الفاعل أسست رابطة علماء اليمن ووضعت على عاتقها اهدافاً أهمها بيان الأحكام الشرعية في قضايا الأمة والتأصيل في المسائل المستجدة وبذل الجهد في توضيح الحقائق في الأحداث والوقائع، وإعلانها للأمة ، وكذا بناء الوعي الحضاري وتحصين الأمة من خطر الذوبان والانحراف والإفراط والتفريط وتحديد المواقف من كافة القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
وقد جعلت الرابطة من أولوياتها توحيد كلمة اليمنيين خاصة والمسلمين عامة تجاه ثوابت الأمة وتقريبها بين الاتجاهات والمؤسسات وسعت منذ إنشائها إلى جمع طاقات العلماء والدعاة والعاملين في الساحة الإسلامية وتوجيهها فيما يرضي الله وفق منهج الاعتدال والوسطية والتسامح ورأب الصدع، وتصدت بقوة للتدخلات الخارجية في شؤون اليمن، وعملت على استقلال القرار السياسي في مواجهة المخططات المعادية للإسلام والأوطان والحيلولة دون تمزيق وتفريق الأمة.
لقد أسهمت الرابطة في نشر الوعي وتوضيح الأحكام الشرعية تجاه الأحداث التي تمر بها بلادنا وبينت الحقائق واتخذت المواقف الواضحة والجريئة والشجاعة مساندة لثورة الشعب المحقة ومنافحة عن حقوقه وساعية إلى تحقيق أمانيه وتطلعاته ووقفت مع كل أبناء الشعب اليمني في مواجهة العدوان الهمجي السعودي الصهيوني الأمريكي من خلال القيام بدورها في جمع كلمة الأمة بعمل الدورات في مجال التبليغ والإرشاد والحشد والتعبئة الجهادية ومواجهة المؤامرات والأراجيف والشائعات فعقدت الدورات والمؤتمرات وأقامت الفعاليات وأصدرت العديد من المنشورات والبيانات والكتيبات إلى جانب الإصدارات في مجال الفتوى ولم تترك وسيلة توفرها الإمكانيات المتاحة إلا وسلكتها وأذكر هنا اللقاء الموسع الذي نظمته الرابطة تحت عنوان ( مواجهة الغزو والاحتلال الأمريكي للأراضي اليمنية واجب ديني) وهو أكبر تجمع لكبار علماء وخطباء ودعاة وقضاة اليمن الذين توافدوا من شتى المحافظات ومثلوا كل المذاهب والتيارات وأجمعوا أمرهم على المواجهة والتصدي للأخطار والمؤامرات وقالوا كلمتهم للأمة وحزموا أمرهم على القيام بواجب الجهاد المقدس وانطلقوا للمواجهة في مجالهم الجهادي والإرشادي.