صناعة المخططات و مخاوف غريفيث!
سند الصيادي
من يفهم اللعبة السياسية الدولية من أساسها .. لن تنطلي عليه أبعاد أي مفردة تأتي في تصريحات المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث .. وما تحمله من تسويق لما بعدها من مواقف وبيانات متزامنة مع ما يعتمل في الميدان , وكلها سيناريوهات معدة بمهارة!..
تحت ذرائع الوضع الانساني والاقتصادي تم تجزئة الاتفاقيات والتفاهمات التي فشلت في مزاعمها بمختلف المجالات انسانيا واقتصاديا.. ونجحت في ابعادها السياسية غير المعلنة.
وبدون عودة الى بدايات الأزمة , في بيان له قبل أشهر ..حذر غريفيث من صعوبة حل الازمة اليمنية في قالب واحد ..قبل ان تتصاعد الاحداث الاخيرة التي كشفت ما وراء هذه التحذيرات , واليوم يؤكد ان تقسيم اليمن تحول إلى تهديد حقيقي..!
لا يتعامل المبعوث مع المخاطر والتهديدات المفتعلة وحسب , بل يهيئ لها ويرفع سقفها مسبقا .. في الوقت الذي تصنع طاولات الهيمنة العالمية تلك المسارات ميدانيا .. عن طريق وكلائها الاقليميين ووكلائهم المحليين.. بحيث لا تبدو تلك المسارات متعرجة وفق زوايا مضطربة و حادة بل منسابة بشكل عفوي خارج عن التدخل أو الارادة الدولية.!
يكرر مجلس الامن في كل بياناته وقراراته التزامه بوحدة اليمن لتزداد وتيرة الصراع الداخلي اشتدادا وفق حالة اطمئنان متبلدة من جميع الاطراف عن ضمانات هذا الالتزام الاممي الورقي المنقوض مسبقا في تفاصيله.. فيتشارك الكل في صناعة الخطة ويتفرق دمها بين مختلف الفصائل والجبهات , و حين تتساقط فؤوسها على الرؤوس تنبري النخب الفكرية في ارشفة النكبة بروايات مختلفة.!
لا لوم على المجتمع الدولي ولا على دول الاقليم – حتى تلك التي تمارس عدوانها بمختلف الاساليب على بلادنا.. ولا يجوز لنا ان نحاكم نزعات العالم الشيطانية ومخططات منظومة النظام العالمي الحاكم.. قبل ان ندين نزعات مكونات محلية باعت نفسها و قضيتها وشعبها للخارج وباتت تتعاطى مع القضايا المصيرية بمنطق اللعبة العبثية ومردوداتها المالية والمادية على المدى المنظور.. كثلة من المأجورين الحمقى يستمتع الآخر بتوظيف حماقاتهم الثمينة.!