اليمن نقطة تحول في حياتي وادهشتني الآثار والكنوز الحضارية

, توقفت عن رحلاتي السياحية إلى بلدان العالم واكتفيت باليمن

, لم تتوقف زيارتنا لليمن حتى في أوقات الأزمة والمشاكل

, أثبتت جولاتي في اليمن أن وسائل الإعلام تبالغ كثيراٍ في إخبارها عن اليمن
> الفنانة والمصورة القطرية موضي حمد الهاجري فنانة تشكيلية رائدة تعشق التصوير الفوتوغرافي وزارت مع زوجها كثيراٍ من بلدان العالم بصحبة عدستها وحدسها الفني الرفيع كاميراتها لا تفارقها بدأت أولى مشاركاتها الفنية في العام 1993م من خلال معرض مشترك لفنانين تشكيليين في قطر وأول معرض شخصي لها كان في العام 1999م في مجال الرسم على الحرير تحب السفر كثيرا لأنه يشبع جوع عدستها ويروي ظمأ حسها الفني الرفيع بدأت قصتها مع اليمن في العام 2007م ووثقت العديد من الصور عن المعالم الأثرية والسياحية.
الثورة السياحي التقتها للحديث عن معرضها الفوتوغرافي عن اليمن.
> بداية حدثينا عن بدايات قصتك مع اليمن¿
– كنا متفقين أنا وزوجي أن نسافر كل عام خلال اجازتنا إلى دولة ما تختلف هذه الدولة من سنة إلى أخرى إلى أن جاء العام 2007م وكان الاختيار لليمن للقيام بجولة سياحية أسوة ببقية الدول التي زرناها وهي كثير دول عربية وأوروبية ولكن كانت المفاجأة غير المتوقعة على الاطلاق والتي غيرت الكثير من توجهاتنا وتطلعاتنا للمستقبل فقد انذهلنا منذ أن وطأت أقدامنا أرض اليمن دخلنا إلى عالم غريب تماماٍ من كل النواحي « العمارة- الناس- الملابس- نوعية الحياة اليومية» هنا صار عندنا شيء ممكن نسميه توقف شعرنا أننا سافرنا عبر آلة الزمن إلى عصور قديمة «13» يوما قضيناها في اليمن مرت بشكل سريع. في الزيارة الأولى تجولنا في كثير من مناطق صنعاء وما حولها وحضرموت ومأرب ودخلنا من مأرب عبر رملة السبعتين وقفار إلى مدينة شبوة القديمة أحسسنا خلالها بقوة العرب فقد علمنا أن تلك الصحارى التي مررنا بها كانت طريقاٍ دولياٍ للقوافل بل وملتقى لها تلك القوافل التي كانت تأتي محملة بالبضائع من ميناء بئر علي إلى اليمن ومنها إلى الحجاز والشام واخبرنا المرشد السياحي أن مياه سد مأرب العظيم كانت تصل إلى هذه المنطقة . عدنا إلى المكلا ومنها عبر الطيران إلى عدن وزرنا مناطق في تعز وإب . عدنا إلى صنعاء واختتمنا رحلتنا الشيقة تلك بمنطقة الريادي رائعة الجمال في مدينة المحويت وهناك أردت أن آخذ موثقاٍ من زوجي أن نعود مرة أخرى إلى اليمن ولكنني وقبل إخباره وجدته يسبقني بالقول لابد أن نأتي في الإجازة المقبلة إلى اليمن. هنا وفي آخر يوم من رحلتنا الأولى تحولت من مجرد زيارة سياحية وتصوير اعتيادي وكنت أعمل في كثير من البلدان التي زرتها إلى تصوير خاص يحمل هاجس ورسالة وصارت لي أهداف متتالية وكنا عندما نجد أنه يوجد لدينا «4-5» أيام متفرغين فيها (على طول وين إلى اليمن) استأجرنا شقة لخمس سنوات واحضرنا سيارة مكثت هنا خمس سنوات وأصبحنا نزور اليمن من «5-6» مرات كل عام ولم تنقطع زياراتنا حتى في أوقات الاضطرابات والمشاكل فقد زرنا منطقة رداع في وقت المواجهات المسلحة أواخر العام الماضي. أيضاٍ في العام الماضي زرنا صعدة وتجولنا في مناطقها ومدنها المختلفة وكنا على العكس نأتي في بعض الأحيان مع الأسرة كاملة الاخوان والاعمام والاخوال ونصل احيانا إلى «35» شخصا حتى أننا صمنا شهر رمضان بكامله في إحدى السنوات في اليمن.
وفي صعدة اسقبلنا الإخوة هناك بكل حفاوة وترحيب والتقينا الأخ عبدالكريم الحوثي الذي أوضح لنا أنه سيقدم كل ما يمكن لتسهيل مهمتنا وفعلاٍ لم يقصروا أبدا وعملوا لنا كل ما نريد لستهيل المهمة وفعلاٍ أدركنا جيداٍ أن اليمنيين مهما كانت الاضطرابات والمشاكل لديهم إلا أنهم يحبون دوماٍ أن يعطوا الآخرين فكرة عن الشعب اليمني الأصيل. وعموماٍ اليمن بشكل عام على قدر ما نسمع من أخبار في وسائل الإعلام نجد أن هناك فعلاٍ مبالغات كبيرة جداٍ فقد وجدنا أن الواقع تشوهه كثيراٍ وسائل الإعلام فكل اليمنيين الذين تعاملنا معهم كانوا جداٍ لطفاء وبسطاء.
من «5-6» زيارات سنوياٍ.
> زرتي اليمن كسائحة شأنها شأن كثير من البلدان التي قمت بزيارتها ما الذي اختلف في اليمن وجعله يتحول إلى مشروع¿
– كانت المفاجأة التي وجدناها في اليمن مذهلة اكتشفنا فعلاٍ ويقيناٍ أن اليمن يمثل المخزون البشري للأمة العربية وهي العمق التاريخي والحضاري للعروبة اليمن اشعرتنا بفخر للانتماء إلى هذه الأمة فقد وجدنا فيها الكثير من المآثر والشواهد التي تدل على عظمة العرب وفي اليمن تحولت طريقة تناولي للصورة من دليل وشاهد وحفظ ذكرى للبلدان التي زرتها إلى مشروع حضاري عريق مثل نقطة تحول بالنسبة لي والفضل بذلك يعود لليمن فمثلاٍ كنت عندما اسمع عن حضارة بلقيس قلت في قرارة نفسي أنه لم يتبق منها سوى شواهد بسيطة جداٍ ولكنني عندما افتتحت المعرض في ابريل عام 2013م واحتوى على (257) صورة فوتوغرافية موزعة على ثلاث محاور الأول عن العمارة والثاني الحياة الاجتماعية وممارساتها اليومية والثالث صور للأشخاص واستمر المعرض 35 يوماٍ كان له أصداء واسعة جداٍ وبلغ عدد زواره «26» ألف زائر وهي أعلى نسبة حصل عليها معرض في ذلك الحي الشهير جداٍ وبشهادة القائمين عليه كما أحتوى المعرض على عرض تلفزيوني لـ«500» صورة أخرى.

قد يعجبك ايضا