اليوم العالمي للسياحة

احتفالنا باليوم العالمي للسياحة احتفالا◌ٍ متجددا◌ٍ وحيويا◌ٍ للدفع بالتنمية السياحية المستدامة إلى الأمام¡ كون السياحة عنصرا◌ٍ هاما◌ٍ في ديناميكية حركة الاقتصاد الوطني لارتباطها العضوي الفاعل بكل موارد الحياة الطبيعية¡ ليس في بلادنا بل في معظم بلدان العالم المتمدن والحديث.
كان حديثنا قد تركز في العام الماضي على السياحة والطاقة¡ فإننا نجد من المناسب أن نركز اليوم حديثنا على السياحة والمياه والتي هي أساس الحياة واستمرارها¡ فقد قال الله سبحانه وتعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) (صدق الله العظيم)… خاصة وقد منø الله في هذا العام على الكثير من مناطق بلادنا بالأمطار الغزيرة التي أعادت جريان الماء في ممراتها الطبيعية المعتادة والتي تضفي على تلك المناطق جمالا◌ٍ وجذبا◌ٍ للزوار¡ فالمياه كما جاء في خطاب الأستاذ الدكتور/ طالب الرفاعي- الأمين العام للمنظمة العالمية للسياحة¡ بأنها أحد الثوابت الرئيسية للسياحة¡ ففي كل عام يتوجه مئات الملايين من الناس للسفر في جميع أنحاء العالم للتمتع بالوجهات المائية سواء في المناطق الداخلية أو الساحلية¡ فهي مورد له أهمية كبيرة وثروة وطنية¡ بها تقوم الحياة وتستمر¡ وبها تنمو مشاريع التنمية السياحية¡ ويتوسع الإنشاء وتنتعش الصناعات السياحية¡ المتمثلة بمنشآت الطعام والشراب والمنشآت الفندقية ومنشآت الترفيه¡ وتتعدد وسائل النقل¡ وهذه الصناعات تعدها المنظمة العالمية للسياحة والعالم أجمع بأنها واحدة من أكبر القطاعات الاقتصادية في العالم وبهذه المناسبة علينا أن نتساءل ماذا قدمت بلادنا في هذا الاتجاه وماذا يجب عمله لدفع حكومتنا للاعتراف الفعلي بأهمية صناعة السياحة للاقتصاد الوطني وللمجتمعات المحلية¡ ولإنعاش الحياة الاقتصادية فيها¿.
إننا أمام تحديات كبيرة أمام مؤسساتنا المسؤولة عن حماية البيئة الطبيعية وحماية المياه من الإهدار والإسراف في زراعة القات¡ ومن ثم تلوث المياه المخزونة التي أصبحت تقل عاما◌ٍ بعد عام نتيجة لذلك الإهدار والإسراف في إرضاء شجرة القات وعلى حساب شجرة البن والفواكه المختلفة والقمح وغيرها من الخضروات المفيدة في الحقلين الغذائي والصحي والاقتصادي¡ وشحة سقوط الأمطار وزيادة الاستهلاك. إننا أمام مسؤولية وطنية تخص كافة المؤسسات الحكومية¡ والخاصة والمدنية وبالدرجة الأولى الحكومة اليمنية¡ والدولة اليمنية برمتها.
لقد حذرت العديد من مراكز الدراسات والبحوث الوطنية الأجنبية مما سوف يواجه المدن المزدحمة والمتسعة أفقيا◌ٍ من أزمة المياه ونعلم ما صارت إليه مدينة تعز وصنعاء والعديد من المدن اليمنية وما أصاب المحصول الزراعي والوديان الزراعية من أضرار كبيرة وتصحر نتيجة انعدام المياه.
إننا في احتفائنا هذا نشارك العالم وطنيا◌ٍ بهذا الاحتفال كسنة دولية للأمم المتحدة (للمياه) ونناشد من هنا قطاع السياحة في بلادنا المتمثل في القطاع الخامس السياحي والاستثمار السياحي¡ الانضمام إلى هذه الحملة ضمن حملة اليوم العالمي للسياحة للمساهمة في عملية التوعية بأهمية المياه ودورها وأهمية الترشيد في استهلاكها ودعم الحلول والابتكارات لضمان السياحة المستدامة داخل يمننا المحدود الموارد لولا رحمة الله بهذا الشعب التي تتطلب منا الشكر على دوام النعمة بالحفاظ عليها وحتى نكون جميع اليمنيين في صف واحد للمساهمة في حماية موارد المياه العذبة الصالحة للشرب لأنها مسؤولية الجميع¡ إننا في وزارة السياحة وفي ظل الإمكانات والموازنة المالية المحدودة إلى أقصى الحدود الدنيا¡ نهيب بفخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء بالتوجيه بوضع السياحة كقطاع اقتصادي إنتاجي موضع الاهتمام الفعلي القائم على الرؤية المستقبلية لدور السياحة وإحاطتها بالرعاية التي تحقق نشاطها ومشاريعها واهتماماتها باليمن للسياحة المسدامة¡ والتي يجيب أن تبدأ من اللحظة¡ إذا توحدت الرؤى نحو تنفيذ الإستراتيجية الوطنية وبناء مجتمع حضاري اقتصادي متكامل¡ احد موارده السياحية¡ فبلدنا يتميز بعدد من الخصائص الطبيعية في المناخ والتضاريس وبشعب مضياف لكنه بحاجة إلى المزيد من الخدمات والمنشآت السياحية والمشاريع المتنوعة المدعومة رسميا◌ٍ وشعبيا◌ٍ¡ التي تهيئ للاستثمار السياحي وهو ما ح◌ْجب على وزارة السياحة لثلاث سنوات قادمة.

* وزير السياحة¡ رئيس مجلس الترويج السياحي..

قد يعجبك ايضا