الوعي الشعبي يتنامى في خندق مواجهة العدوان:

“أعيادنا جبهاتنا” .. أيقونة شعبية لأجواء “الأضحى” الخامس

 

الثورة /أحمد المالكي

للعام الخامس تواليا يحل عيد الأضحى المبارك على اليمنيين تحت العدوان والحصار السعودي الإماراتي الأمريكي، لكن اليمنيين يجددون تحدي العدوان والحصار على بلادهم، مشددين على صمودهم في مواجهة السعودية وتحالفها مهما كانت الصعاب التي فرضتها قوى العدوان الامبريالية الاستعمارية المتمثلة بأمريكا واسرائيل ومن تحالف معها من الغرب والاعراب السعوديين والاماراتيين ومرتزقتهم من الداخل.. الى التفاصيل:
ثبات يتجذر وصمود يتفجر بذلا وعطاء وتضحية وبطولة.. ذلك هو حال اليمنيين في العام الخامس للعدوان والحصار السعودي الإماراتي الأمريكي، وعيد الأضحى الخامس يحتفون به ومعانيه وطقوسه وشعائره الدينية وتقاليده المجتمعية، فها هم يتوجهون إلى زيارة أرحامهم والترفيه عن أطفالهم بعد أداء صلاة وشعائر عيد الاضحى المبارك، مؤكدين انتصارهم الذي يتنامى ويتسارع كل يوم في مختلف الجبهات والمجالات وإيمانهم بعدالة قضيتهم .
تداعيات مادية
مظاهر العيد التي بدت في شقها المادي بسيطة تكشف عن تداعيات يعيشها اليمنيون بسبب العدوان والحصار السعودي الذي اثر على حياتهم ماديا، حيث لم يتمكن الكثيرون من شراء الأضحية لغلاء اسعارها والبعض منهم بانت عليهم ملامح الحسرة لضيق الحال وقلة الحيلة .
عام خامس للعدوان والحصار يكاد ينقضي وعيد يليه عيد، يكابد فيه اليمنيون معاناة الحصار وكرب الحرب ومآسي عدة خلفها تحالف الشر، ليبقى الإصرار على المقاومة والتمسك بالحرية والعيش بكرامة وسيادة اليمن واستقلاله كقرار لا خيار فيه، يصر عليه الجميع حتى تحقيق النصر.
حاجة راهنة
خطبتا العيد أكدتا أن الحج محطة للبراءة من أعداء الإسلام وأعداء الأمة، ومحطة للتوحد، ورص الصفوف والجهاد دفاعا عن اليمن وردا للعدو الغازي.
ودعا خطباء عيد الأضحى الأمة إلى اعتبار هذا العيد موسما للوحدة الإسلامية وللكرامة الربانية، ولتحديد البوصلة نحو الأعداء، وأن يتبرأوا من أعداء الله علنا وبالمواقف والتصريحات وفي الحج وفي عرفات وفي مزدلفة وفي منى وحينما يطوفون بالبيت العتيق ويقضون مناسكهم، في كل مكان كما تبرأ إبراهيم عليه السلام.
وأضافوا :” في هذا اليوم يجب أن نستذكر درس الضحية والإخلاص لإبراهيم الخليل، ولإسماعيل الصابر الأواه الحليم”.. مؤكدين أن اليمن في الوقت الراهن يحتاج إلى لم الشمل وتوحيد الكلمة.. و يجب أن نقدس هذه الفريضة من أجل إقامة ديننا ودنيانا وعزتنا وكرامتنا وإسلامنا”.
كما حث خطباء العيد على “ضرورة التعاون والتكافل وجعل العيد محطة للوحدة الإسلامية والوطنية” وعلى زيارة الارحام والأقارب وزيارة أبطال الجيش واللجان الشعبية والقوات العسكرية الذين يرابطون في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي.
الحديدة تحتشد
في مدينة الحديدة احتشد المواطنون لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك في الساحة العامة تتقدمهم قيادة المحافظة والمجلس المحلي للمحافظة وقيادات سياسية وعسكرية ووجهاء ومشائخ المحافظة.
أجواء الصمود والتحدي كانت حاضرة بقوة في وجه العدوان وتصعيده المتواصل، وأكد الجميع على التعاون والتكافل والدعوة إلى مساندة القوات الأمنية والعسكرية بالمحافظة في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي.
وشدد خطيب العيد في الحديدة على صمود اليمن في مواجهة العدوان وهزيمة التحالف، مشيدا بالجيش واللجان الشعبية والشعب اليمني الذي جسد هذا الصمود طوال سنوات العدوان الخمس وما يزال حتى كسر العدوان ودحره.
وقال الخطيب: “اليمن اليوم أقوى وذو إرادة حقيقية، اليمن اليوم لا يحسب حسابا لأعداء الأمة وأعداء الله، ويفعل ما يمليه عليه واجبه الإسلامي والأخلاقي، اليمن اليوم عزيز منتصر بفضل الله وبفضل رجاله الأوفياء الصادقين”.
وأضاف: “اليمن اليوم أثبت عدم فاعلية الأسلحة الأمريكية لدى قوى الشر والبغي والعدوان، وها هو العدوان يلفظ أنفاسه الأخيرة، وقريبا سيعلن استسلامه وهزيمته”.
عيدية الجبهات
جبهات الدفاع عن سيادة اليمن واستقلاله كما كل عيد ظلت تعيد دروس البطولة والشجاعة والبسالة على رؤوس قوات تحالف العدوان ومرتزقته وترسل لعموم الشعب عيدية الانتصارات المتواصلة في إفشال مخططات العدوان وتلقينه الهزائم والضربات الموجعة وتكبيده الخسائر البشرية والمادية المتلاحقة، في المقابل الانشطة والفعاليات العيدية تسير على نفس المنوال والوتيرة منذ خمسة اعوام في مختلف محافظات الجمهورية الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى وحكومة الانقاذ الوطني من خلال التحشيد للجبهات وتفقد احوال المجاهدين من قبل المسؤولين والسلطات العليا في الدولة، فيما جميع المحافظات والقبائل اليمنية تؤكد مضيها في مواجهة العدوان والحصار بالثبات المستمر حتى تحقيق النصر.
وكما كل عام يعلن أبطال الجيش اليمني ولجانه الشعبية للعالم اجمع أن أعيادهم هي نصرة هذا الشعب المظلوم ونصرة الإسلام والمسلمين، وتطهير اليمن من الغزاة ومرتزقتهم ودحر جماعات الارهاب المسماة بالقاعدة وداعش وأخواتها .. مؤكدين أن أعيادهم هي عندما ينتصر الحق على الباطل .
أعياد المجاهدين
هكذا هم ابطال الجيش واللجان الشعبية رجال اليمن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ووهبوا أموالهم وأنفسهم في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عن هذا الوطن وعن الشعب المظلوم الذي تقتله التنظيمات الارهابية التي تدعمها وتمولها قوى العدوان السعوأمريكي إما بسيارات الاجرام المفخخة أو بأحزمتهم الانتحارية أو بعبواتهم الناسفة ومن نجا منهم تقتله صواريخ طائرات تحالف العدوان السعوأمريكي.
أبطال الجيش اليمني ولجانه الشعبية الذين شدوا رحالهم الى ميادين الشرف والبطولة وقرروا الا يعودوا الى أهلهم إلا بعد أن يدحروا كل من أراد غزو اليمن ، وبعد ان يسود الأمن والأمان لأبناء شعبهم فكانت غايتهم هي النصر أو الشهادة”، وما يزال مبتغاهم هو “إما حياة بعز أو موت من بعده شرف” .
ويؤكد أبطال جيشنا ولجاننا الشعبية ثباتهم ويأبون أن يعودوا من جبهات شرف الدفاع وهناك غاز يريد ان يحتل بلدهم ، وطائرات العدوان تقتل الأطفال والنساء بكل وحشية ، وطائرات الغزاة تقصف المطارات والموانئ والمستشفيات والمدارس وكل شيء صالح للحياة .
احتفاء مجتمعي
مجتمعيا، استقبل اليمنيون عيد الأضحى بالحفاوة المعهودة رغم كل الظروف الصعبة المشهودة ، كيف لا وهم اهل الإيمان والتقوى واهل الجهاد وسبيل حق تمهد عطرا لتجري به تضحياتهم وعظيم بذلهم وتمسكهم بعزتهم وكرامتهم.
من بين ألمٍ وانين ، وآهاتٍ وحنين لفقيد قضى بقصف العدوان أو شهيد قضى في مواجهته، وتعطش للقاء بعيد، استقبل الشعب اليمني عيد الأضحى المبارك مباركاً لنفسه صبرا وثباتا في وجه عدوان غاشم جاوز عامه الخامس، ومباركاً لنفسه عظيم انتصاراته في وجه قوى الاستكبار التابعة للوبي الصهيوني.
هذا هو عيد اليمنيين وليس كأيُ “عيد” وهذه هي فرحة اليمنيين وليست كأي “فرحة”.. العيد في اليمن جبهة عز وساحة مواجهة للظالمين، العيد في اليمن هو عيد احتساب أم ثكلى وأرملة فقدت زوجها، وعائلة فقدت من يعيلها، وأسر نزحت من منازلها خوفا من عدوانٍ غاشم تعربدت طائراته وسلبت حياة عشرات الآلاف من اليمنيين إثما وعدواناً.
أيقونة شعبية
لذلك يبرز قولهم “أعيادنا جبهاتنا” أيقونة شعبية كعيد الأضحى، مؤكدين أن لا عيد ولا فرحة لمن باعوا دينهم وكرامتهم وعزتهم مقابل سلام مع الشيطان، ولا فرحة لمن فضّل حياة الدنيا على الآخرة مقابل فتات الدنيا ولذات النفس الأمارة بالسوء!!
تسود لدى السواد الأعظم من اليمنيين قناعة بأن عيد المسلمين يجب ان يكون انتصارات وثبات واستقلال لا غير ذلك.. مرددين قول الله تعالى ” قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ”، فهنيئاً للشعب اليمني عيده، وانتصاراته، وقداسته التي نالها بمواقفه التي لان لها الحديد من عظمها.
تحدي الصعاب
وعلى رغم انخفاض مداخيل اليمنيين إلى أدنى مستوياتها، وتراجع قدرتهم الشرائية بشكل كبير، جراء وقف العدوان ومرتزقته مرتبات موظفي الدولة وتداعيات القصف والحصار على الاقتصاد، إلا أنهم يجدِّدون في كل عيد يمرّ عليهم تحت الحصار تمسّكهم بالحياة وإصرارهم على مواجهة العدوان، وهو تمسك يحمل هذا العام طعماً مختلفاً، في ظل انطلاق معركة التحرر والانتقال من الدفاع إلى الهجوم في عمق دول العدوان.
وللعام الخامس على التوالي، يستقبل اليمنيون عيد الأضحى في ظل العدوان والحصار المفروضَين على بلدنا منذ 26 مارس 2015م بحراك تجاري نشط تشهده أسواق العاصمة صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ، إلا أن ذلك لا يعكس تحسن الوضع الاقتصادي لمعظم اليمنيين الذين يعيش 80 % منهم تحت خط الفقر، ويعاني قرابة 70 % منهم من البطالة الصريحة والسافرة بسبب العدوان الذي استهدف بيئة الأعمال، وأدى إلى توقف الاستثمارات المحلية في مختلف أرجاء البلاد.
تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين، والقيمة الشرائية للعملة اليمنية التي فقدت أكثر من 130 % من قيمتها أمام الدولار في السوق المحلية، كان لهما دور بارز في تغيير اتجاهات المستهلكين في السوق المحلية، وارتفاع أسعار الملابس بنسبة 60 % عن العام الماضي.
اتجاهات الاستهلاك
كما كانت للقيود التي تفرضها دول تحالف العدوان على الواردات إلى اليمن انعكاسات في شحّ المعروض من «الماركات» الحديثة وارتفاع أسعارها في السوق، وهو ما دفع بالعديد من «المولات» إلى الاكتفاء بعرض «ماركات» قديمة وبأسعار منافسة ومخفّضة.. مصدر في الجمعية اليمنية لحماية المستهلك أوضح، أن حالات الارتفاع الجديدة في أسعار الملابس في الأسواق اليمنية تعود إلى القيود التي يفرضها تحالف العدوان على الواردات إلى البلاد، والتي أدت إلى تراجع معدل استيراد الملابس هذا العام، وارتفاع سعر صرف الدولار أمام العملة اليمنية إلى 485 ريالاً للدولار الواحد.
لا تقتصر تأثيرات العدوان والحصار على تراجع القدرة الشرائية لليمنيين، بل تشمل أيضاً تغيير اتجاهات المستهلكين بفعل انخفاض معدّل دخل الأسرة اليمنية إلى أدنى مستوياته منذ بدء العدوان وللعام الخامس تتجه الشرائح الفقيرة والمعدمة نحو شراء الملابس الرخيصة الثمن والمحلية الصنع، وفي حين تركّز الطلب في أسواق الكساء على ملابس الأطفال بشكل كبير، ولوحظ تراجع الطلب على ملابس الكبار نظراً لتردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
إنتاج وطني
ومع اتجاه الدولة نحو سياسة «الاقتصاد المقاوم»، فرض المنتج الوطني من الملابس المتنوعة نفسه في سوق الكساء قبيل عيد الاضحى، حيث ارتفع المعروض من الملابس المحلية الصنع والمتعددة «الماركات»، بما فيها «ماركات» حديثة تم تقليدها من قبل مصنعين محليين.
كذلك، افتتحت الأسر المنتجة عدداً من المعارض خلال الأيام الماضية، وذلك في ظل الاهتمام بالمنتج المنزلي من قبل حكومة الإنقاذ وحركة «أنصار الله»، التي تدفع نحو رفع معدل الإنتاج المحلي، واستبدال المنتج الوطني بالمنتجات المستوردة للحد من التبعية الاقتصادية والاعتماد على الخارج.
رفد وتعبئة
وفي ظل تجدد محاولات تحالف العدوان استغلال الأعياد الدينية لتحقيق تقدم ميداني، أطلق اليمنيون للعام الخامس تواليا حملة «أعيادنا جبهاتنا»، تشمل «برامج عيدية» لرفد مقاتلي الجيش واللجان بالإمدادات البشرية والمادية، وتنظيم قوافل غذائية إلى الساحل الغربي والجبهات الأخرى، وزيارات لأسر الشهداء والجرحى في مختلف المحافظات.
ويأتي ذلك وفاءً وعرفاناً لما يقدمه رجال الجيش واللجان الشعبية من تضحيات جسيمة في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض، ومواجهة قوى الاستكبار في مختلف جبهات الشرف والبطولة والإباء.

قد يعجبك ايضا