الأراضي المحتلة/ وكالات
أعياد الفلسطينيين تقتصر على المقاومة والمقاومة فقط، مقاومة في كل شيء في الكلمة والصلاة والسلاح والموقف، وبينما ينزف الدم الفلسطيني على الأراضي المقدسة تسارع بعض الحكومات العربية إلى التطبيع مع كيان الاحتلال دون الاكتراث بمستقبل فلسطين وأبنائها وانتهاكات الاحتلال المستمرة لهذا الشعب المقاوم.
الاحتلال الاسرائيلي لم يدع الفلسطينيين يفرحون حتى في أول أيام عيد الأضحى المبارك، حيث اقتحمت الشرطة الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى في القدس، ليرد المصلون على هذا الاقتحام ما أسفر عن إصابة 61 شخصاً فلسطينياً.
وأدّى أكثر من مائة ألف مسلم صلاة العيد بالمسجد الأقصى يوم الأحد الماضي، وظل الآلاف بالداخل لمنع زيارات اليهود.
تجدر الإشارة إلى أن الشرطة الإسرائيلية قررت السماح للمسلمين فقط بدخول الحرم القدسي الشريف في أول أيام العيد، رغم أنه يتزامن هذا العام مع إحياء اليهود “ذكرى خراب الهيكلين المقدسيْن”، وذلك منعاً لحدوث مواجهات بين الجانبين.
وكان موقف رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم، مشرفاً بخصوص الاعتداء على المسجد الاقصى، واعتبر المرزوق الاعتداءات الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد المصلين في باحات المسجد الأقصى صباح عيد الأضحى المبارك بأنها إثبات جديد لسقوط دعوات السلام الزائفة ومشاريع التسوية الفارغة.
وقال الغانم في تصريح صحفي: إنه “من المعيب والمشين ترك المقدسيين والفلسطينيين عموماً يواجهون العدو وحدهم دون دعم وسند”، داعياً إلى “ضرورة تحرك عربي وإسلامي ودولي شامل وواسع” يستهدف كل المنابر والمنتديات السياسية والحقوقية والثقافية لتشكيل ضغط حقيقي على هذا الاحتلال.
وأضاف الغانم إن “مواجهة هذا الاحتلال الغاصب هو قدر وإيمان وإذا كانت ظروفنا العسكرية غير مواتية فهذا لا يمنع من العمل حثيثاً وبشكل يومي على المستويات السياسية والثقافية والحقوقية عربياً وإسلامياً ودولياً”.
ويُعرف عن الغانم، مساندته للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية ودفاعه عنها؛ إذ يؤكّد دائماً أنها ستظلّ قضية العرب والمسلمين الأولى.
وفي أكتوبر العام الماضي، أثارت كلمة له خلال انعقاد الدورة الـ139 للجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، والتي ركّز فيها على فضح الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، غضب الوفد الإسرائيلي، الذي حاول الضغط لمقاطعته دون جدوى.
وفي العام 2017م، وخلال اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي الذي عقد في روسيا، هاجم الغانم، رئيس الوفد الإسرائيلي، نحمان شاي، بعد رفضه تقريراً ينتقد سياسة اعتقال إسرائيل للنواب الفلسطينيين، ووصف الغانم، نحمان شاي، بـ”المحتل وقاتل الأطفال”.
وتصدّر اسم “مرزوق الغانم” حديث مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الإخبارية، احتفاء بموقفه الذي اعتبر موقفاً شجاعاً.
كما أن له مواقف أخرى ناصر بها القضية الفلسطينية، حيث شنّ هجوماً لاذعاً أكثر من مرة، على من وصفهم بالمخذلين والمتخاذلين الداعين للاستسلام “لإسرائيل”.
كما كان للغانم موقف خلال هجمة الاحتلال على المسجد الأقصى والمقدسيين، وأكد “أنه لا يجوز التحجج بالخلافات العربية وتردي الأوضاع على المستوى القومي والإسلامي للسكوت على الغطرسة الإسرائيلية خاصة ما يتعلق منها بالإجراءات الاجرامية المرتبطة بالمسجد الأقصى”.
وقال الغانم: إن “استمرار الإجراءات الاسرائيلية في إغلاق المسجد الأقصى والاستمرار في الممارسات القمعية في القدس وباقي الأراضي المحتلة أمر لا يجب السكوت أمامه بغض النظر عن كل الحجج والتنظيرات التي تسود حالة الصمت العربي”.
وكان “الغانم قد دعا أعضاء البرلمانات العربية إلى التفكير جديّاً، وبشكل عملي، إلى إنجاح تحرك عربي لطرد “إسرائيل” من عضوية الاتحاد البرلماني الدولي، وقال حينها: “لا يشرفنا كعرب، ولا تشرفنا حتى العضوية في الاتحاد البرلماني الدولي، إن لم ننجح في تحقيق عمل يكون له صداه، ولا يوجد عمل بالنسبة لنا كبرلمانيين وكأعضاء في الاتحاد البرلماني الدولي، غير محاولة طردهم من الاتحاد البرلماني الدولي”.
من جهتها قالت الجامعة العربية، الأحد الماضي: إن اقتحام مستوطنين ساحة الحرم القدسي وقت صلاة عيد الأضحى، هو “سياسة إسرائيلية لتطبيع الوجود اليهودي مقابل تقليص الوجود الإسلامي في الحرم الشريف”.
وقال البيان إن “الحدث الذي جرى بإيعاز من قوات الاحتلال، يعكس سياسة إسرائيلية متواصلة تهدف إلى تطبيع الوجود اليهودي في الحرم الشريف وتقليص الوجود الإسلامي حتى في الأيام المباركة التي تقام فيها شعائر صلاة العيد”.
وحمّلت الجامعة العربية “الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي تمارسه من أجل مغازلة المتطرفين وأكدت أن السياسات الهمجية تزكي نيران التعصب في المنطقة، وتهدد بإشعال صراع ديني في مدينة القدس”.
وسبق أن طالبت جماعات ومنظمات “الهيكل المزعوم” الإسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزراء في حكومة تل أبيب، والشرطة، بالسماح لليهود باقتحام الأقصى خلال عيد الأضحى حتى وإن كان يوم عيد للمسلمين.
ومساء السبت الماضي، اعتدت الشرطة الإسرائيلية، على فلسطينيين، شاركوا في مسيرة تندد باقتحام مستوطنين لأحياء في البلدة القديمة من القدس المحتلة.
اما عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى قال: إن اقتحام الاحتلال الإسرائيلي ساحات المسجد، الأحد، جريمة نكراء، مشيراً إلى أن سيارات الإسعاف بدأت في نقل المصابين والجرحى.
وأضاف عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، في مداخلة هاتفية لقناة “الغد”: إن الاحتلال لا يروق له أن يكون المسلمون في فرح وسرور، فهم يريدون أن يفسدوا علينا فرحة العيد، مؤكداً أن المسلمين كانوا جاهزين للاستمرار في المسجد الأقصى وهي جريمة نكراء بكل المقاييس.
وأشار خطيب المسجد الأقصى إلى أن نتنياهو يريد أن يلبّى رغبات اليهود المتطرفين وكسب أصوات الشعب اليهودي ليفوز في الانتخابات القادمة، وهو القادر على تنفيذ السياسة الإسرائيلية.
قد يعجبك ايضا