استهداف معسكر الجلاء بين منطق الحرب ورد الفعل العاجز
جمال عامر
الاف من ابناء الجنوب يقاتلون أبناء جلدتهم في معظم الجبهات نيابة عن السعودية والامارات وفي معركة لا تخصهم جعلت المنظمات الدولية والتقارير الصحفية تصنفهم كأرخص مرتزقة في العالم وهو توصيف يدمي قلوبنا جميعا
هؤلاء يشحنهم تجار الحروب ممن يتخذون من قضية استعادة الجنوب وسيلة ارتزاق وتضليل استغلالا لحاجة الناس وظروفهم ليس الى الحدود الشطرية على الاقل كتأكيد لمزاعمهم التحررية وانما يرسلونهم الى محارق الموت في أقصى الشمال بصعدة للفناء نيابة عن الجنود السعوديين فيما تترك جثثهم تتحلل في العراء في حال غفلت عنها الضواري في تضاعف لأوجاع اسرهم التي تصرف لكل اسرة 5000 ريال سعودي كتعويض تافه عن انسان وقبر يمثل ذكرى لفقيدهم الذي عومل وانتهى كنكرة
ما استدعى الاشارة السابقة هو التوحش الذي ابداه مرتزقة التحالف ضد مواطنين بسطاء من ابناء الشمال دعتهم الحاجة لطلب الرزق في عدن فإذا بهم يتحولون الى فرائس لهمجية غير مسبوقة أغرى ضعفهم هؤلاء الساديين على نهبهم والاعتداء عليهم وطردهم كتعبير عن غضب منحط وعاجز عن استهداف معسكر لهم كان يتباهى باستعراض مقاتلين قبل إرسالهم في مهمات قتالية عدوانية لا باعتبارهم رسل سلام
من تم استهدافهم هم مقاتلون بلغة الحرب ومنطقها وهم تعزيزات قتالية لو تمكنوا من الوصول الى الجبهات فإن مهمتهم هي قتل من استبفوهم
وبهذا المنطق فقد اصبحوا اهدافا قتالية دون النظر إلى أنهم كانوا قد وصلوا خطوط المواجهة ام في الطريق اليها
وما سبق هو ما يفرضه واقع الحروب الملعونة تجاه المقاتلين وليس المدنيين المحميين بالقانون وقبله بالأخلاق والقيم المتوارثة
لأنه وفي حال سريان الانقلات القيمي فان اياَّ ممن اخذه الغضب مما جرى من امتهان لإنسانية الابرياء من قبل الأحزمة الأمنية سيقول أن آلاف الجنوبيين يقاتلون في معظم الجبهات ويجب معاملة من يسكنون منهم في محافظات الشمال بالمثل
إلاّ أنه ومع ما حصل في مناسبات سابقة ومع ما حصل ويحصل امس واليوم فإننا لن نجد في صنعاء او في غيرها في المحافظات الشمالية من سيطالب بانتهاج ذات السلوك غير السوي وهذا له علاقة بمكارم الأخلاق لا بغرض الإبقاء على شعرة الوحدة التي تتحكم ببقائها من عدمه عوامل ليست بهذه الخفة
ولذا فإننا سنعتبر من تم انتهاك آدميتهم من أبناء الشمال بأدوات ابوظبي مثلهم مثل من انتهكوا من الجنوبيين الذين تمتلئ بهم المعتقلات او الذين تم تصفيتهم او حتى من تم منعهم من حق العودة إلى بلادهم وعلى رأسهم هادي ووزراؤه