الثورة /ترجمة: أحمـد مسعد
تصدرت أخبار الأزمة الإنسانية في اليمن وسائل الإعـلام الرسمية الأسبانية مؤخراً جراء القصف العشوائــي لطائــرات التحالف السعودي الذي لم يفرق بين الأهداف العسكرية والمدنية حيث قُدرت آخر الإحصائيات بمقتل أكثر من (60)الــف شخص معظمهم مدنيون وتدمير مساكنهم خلال السنوات الأربع من بداية ما سُميت بها عاصفة الحزم مطلع 2015م.
وأكدت صحيفة البلد الأسبانية (EL PAIS) إن ما أثار غضب الشارع الأسباني بمختلف فئاته الاجتماعية والحقوقية والحزبية هو مشاركة الحكومة الأسبانية في الجرائم التي ترتكبها دول التحالف السعودي ضد اليمنيين من خلال تزويدها بصفقة الأسلحة الأسبانية بقيمة 270مليــون يورو تمثلت بمعدات عسكرية مختلفة ونحو 400 قنبلة موجهه بالليزر مُطالبين الحكومة الأسبانية بضرورة إلغاء هذه الصفقة التي ستزيد من مُعاناة اليمنيين وتُضاعف من أعداد النازحين بسبب القصف الجوي الهمجي الذي لا يُفرق بين الأهداف المدنية والعسكرية, حيث يتم استهداف المُنشآت الصحية والتعليمية والطرقات ومساكن المواطنين الأمر الذي نتج عنه انعدام الخدمات الطبية وانتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة التي حصدت هي الأخرى أرواح آلاف المدنيين وعلى الصعيد التعليمي أكدت الإحصائيات الأممية خروج أكثر من 2 مليــون طالب وطالبة مع نهاية العام الماضي 2018م نتيجة لتدمير مئات المدارس وإغــلاق البعض الأخر بسبب نزوح السكان من مناطق المواجهات العسكرية.
كما وصفت الصحيفة الأسبانية الوضع الإنساني في اليمن بالكارثي وذلــك وفقاً لإحصائيات منظمة (اليونيسف) التي أكدت أن هناك أكثر من (15) مليـون طفل يمني يُعانون من سوء التغذية وعدم توفر الأدوية حيث يموت كل عشر دقائــق طفل يمني جراء القصف الجوي للتحالف السعودي والحظر الجوي والبحري الذي فرضته على اليمن على مدى الأربع السنوات الماضية الذي يُعيق دخول المساعدات الإنسانية من الأغذية والأدوية, الأمر الذي ضاعف مُعاناة السُكان وزادت من أعداد الفقراء بنحو(10) ملاييــن شخص وهذه النسبة في زيادة تصاعدية بسبب إطالت أمد الحرب واستمرار القصف الجوي على هذا البلد الفقير دون ان يتحرك الضمير العالمي لوقف تزويد دول التحالف السعودي بالأسلحة والمُعدات العسكرية التي تستهدف المدنيين العُزل فقــط ولم تُحقق تقدم عسكري يُذكر على مدى (4) سنوات على الأرض.
وأشارت صحيفة (البلد) الى بيان المنظمات الحزبية والاجتماعية والحُقوقية الداعية الى ضرورة وقف الحكومة الأسبانية تزويد التحالف السعودي بالأسلحة والمُعدات العسكرية, والاقتداء بالدول الأوروبية التي رفضت بيع الأسلحة لهذا التحالف وهي الدنمارك, فنلندا, النرويج, الســويد.
وذلــك استشعارا منها بمخاطر تلك الأسلحة التي تستهدف المدنيين العُزل وترتكـب بها جرائم ضد الإنسانية.
كما دعا البيان الأمم المتحدة الى ضرورة الضغط على الدول التي تُزود هذا التحالــف بالأسلحة والمعدات العسكرية والخبراء العسكريين ووقف العمليات العسكرية التي دمرت هذا البلد على مدى (4)سنوات متتالية والذي يُمثل انتهاكا صارخاً للقوانين والمواثيق الإنسانية الدولية, وكذلك الضغط على أطراف الصراع اليمنية من خلال استصدار قرارات دولية للأمم المتحدة ومُلزمة للطرفين لوقف العمليات الحربية ومُحاسبة المُعرقلين لتنفيذ القرارات الدولية بغرض إحلال السلام في هذا البلد الذي مزقته الحرب ودمرت بُنيته التحتية والعمل على إلزام الدول المانحة لإعادة إعمار ما دمرته الحرب بإشراف دولــي.
_**المصدر :جريدة البــلد الأسبانية (AL PAIS) في تحليل للكاتبــة /أندريا رينكوف