الثورة / أحمد المالكي
في تهامة فقط هناك مساحات زراعية واسعة جداً وخبوت وصحارى يمكن تحويلها إلى جنات وعيون غير ملايين الهكتارات الزراعية في أرجاء اليمن إذا اتجه القرار وتحول الاهتمام نحو الزراعة لتكون الخيار الاستراتيجي الأول في مواجهة الحصار الشامل من قبل دول العدوان والتحديات الاقتصادية والمعيشية الراهنة والمستقبلية لسكان اليمن البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة والذين يحتاجون لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وهذا لن يتأتى إلا إذا تم الاهتمام بتطوير القطاع الزراعي ودعم المزارعين بالإمكانيات اللازمة للزراعة والتوسع في إنتاج المحاصيل الغذائية الاستراتيجية والتي على رأسها القمح ومختلف أنواع الحبوب التي تتصدر قائمة الاستيراد الرئيسية للبلاد وبنسبة تصل إلى أكثر من 90 % من المواد الغذائية المستوردة سنوياً وبمبالغ تصل إلى مئات الملايين من الدولارات.. وخلال هذه المرحلة هناك توجهات رسمية وغير رسمية نحو الاهتمام بالزراعة ودعم المزارعين كمشروع أحييناها لمؤسسة بنيان في عدة مناطق بمحافظة الحديدة كمنطقة المراوعة مثلاً والتي استطلعنا فيها آراء عدد من المزارعين حول إمكانية تطوير وتوسيع منتجاتهم والمساحات الزراعية في المنطقة وأهمية الدعم والاحتياجات لتحقيق ذلك ومدى إمكانية التوسع في إنتاج محاصيل الحبوب.. فإلى التفاصيل:
المهندس سمير عبدالرحيم الحناني ضابط مشروع أحييناها الذي تنفذه مؤسسة بنيان في بعض مناطق محافظة الحديدة سلط الضوء على طبيعة المشروع والدعم المقدم للمزارعين هناك فقال: مشروع أحييناها الزراعي جاء نتيجة عدم تمكين المزارعين من الحصول على الديزل والمدخلات الزراعية بسبب الحصار والعدوان الغاشم، حيث قامت مؤسسة بنيان بإطلاق مشروع «أحييناها» من أجل مساعدة المزارعين في الحصول على المدخلات الزراعية من بذور وحراثة وديزل حتى لا تترك الأرض دون زراعة، وكان الإطار الجغرافي للمشروع في دير المراوعة الخبت والوادي وبدأ المشروع انشطته في أكتوبر 2018م بالتعاون والتنسيق مع جمعية الشراقية الزراعية متعددة الأغراض على أساس ان تتحمل الجمعية مساهمة المزارعين من المدخلات الزراعية.
ويقول المهندس الحناني إن أنشطة المشروع في هذه المنطقة تتمثل في عدة مجالات وكان التركيز على مجال الحبوب من خلال توفير بذور الدخن والذرة الرفيعة إضافة إلى مجال الحراثة وتوفير الديزل حيث تم توزيع كميات من الديزل على المزارعين بحيث يتم استرداده بعد الحصاد كقروض بيضاء بدون فوائد، كما أجرى المشروع تجارب في زراعة الذرة الشامية حيث تمت زراعة ثلاثة أصناف من الذرة الشامية المسمنة (سيتي لاجوس) تهامة 1 وتهامة2.
مضيفاً: إنه تمت زراعة كل من الخبت والوادي في ثلاث مراحل الأولى بدأت في أكتوبر 2018م والثانية في نوفمبر والثالثة في ديسمبر 2018م وبداية 2019م وكانت النتائج مبشرة بالآمال حيث تعتبر هذه التجربة الأولى التي تتم فيها زراعة الذرة الشامية في هذه المناطق، كما أن أنشطة المشروع تمثلت كذلك في الجانب البحثي حيث تمت زراعة محاصيل الطماط والبصل وفول الصويا والقمح في منطقة الخبت تحت أنظمة الري بالتنقيط إضافة إلى مجال تدريب وتأهيل المزارعين المستفيدين من المشروع والبالغ عددهم 192 مزارعاً مستفيداً إضافة إلى مجال تصنيع المبيدات العضوية حيث تم عمل تجربتين.
وحول مخرجات المشروع أوضح ضابط المشروع المهندس سمير الحناني أنه تمت زراعة 150 هكتاراً من المحاصيل على رأسها الدخن والذرة الرفيعة والذرة الشامية وكانت كمية الإنتاج على النحو التالي 140 طناً من الدخن في حصيلة 70 هكتاراً من المساحة المزروعة و40 طناً من الذرة الرفيعة بمساحة مزروعة قدرها 20 هكتاراً و80 طناً من الذرة الشامية حصيلة 60 هكتاراً من المساحة المزروعة وبإجمالي إنتاجية بلغ 360 طناً.
مجمل عبدالله الصوفي أحد المزارعين بمحافظة الحديدة باجل منطقة دير المدور يقول: نحن نزرع الذرة الشامية والطماط والبطاط والشمام ونحن بحاجة إلى دعم بشبكة التقطير والمحميات.
وقال إنهم حصلوا على بذور من مؤسسة بنيان لزراعة محصول الذرة الشامية وقاموا بزراعة ثلاثة معادات إلا أن دودة الثمار التي أكلت محاصيل الشمام وتمت مكافحتها بشتى الوسائل لكنها منتشرة بشكل كبير وأضرت بالمحصول.
مشيراً إلى أن مشروع أحييناها التابع لمؤسسة بنيان بدأ منذ نهاية 2018م حيث تم التعاون في زراعة محصول الذرة الشامية باستشارة ودعم من مؤسسة بنيان.
وقال المزارع الصوفي : إنهم يقومون بزراعة عدة محاصيل نقدية كالشمام والحبحب والطماط وأن المكافحة خاصة بالمزارعين أنفسهم وأنه لو توفر لديهم الدعم فسوف تكون المحاصيل والإنتاج كبيراً جداً، مطالبين الجهات المعنية بتوفير الدعم اللازم، مضيفاً: إن الزراعة بدون الري بالتقطير غير مثمرة لأن هناك إمكانية على سبيل المثال:- استبدال المعاد أو الثلاثة معادات التي تروى بالغمر إلى عشرة معادات عن طريق التقطير وهي مهمة جداً لزيادة المحصول إضافة إلى أهمية توفير المحميات لأن المحميات ستساعد كثيراً خاصة في أيام الحر.
وأكد الصوفي أن التوجه نحو الزراعة وإنتاج الحبوب من منطقة المراوعة وما حولها ممكن جداً وبإنتاجية عالية في حال توفير الدعم اللازم للمزارعين خاصة في مجال توفير الطاقة الشمسية والمحميات والتقطير كعناصر رئيسية ومهمة لزيادة الإنتاجية والتوسع فيها لأن الاعتماد على الديزل صار مكلفاً جداً وإذا حصل كساد في السوق لا يحصل المزارع على تكلفة الإنتاج من ديزل وأسمدة ومبيدات.. إلخ.
الصوفي أكد كذلك أن المساحات الزراعية في المنطقة واسعة وهناك إمكانية للتوسع في زراعة الحبوب كالذرة الشامية والدخن والذرة البيضاء والحمراء التي تزرع في تهامة وإذا كان هناك من توجه حقيقي للدولة فلا بد من دعم المزارعين ليس بالحبوب أو البذور لأن المزارع قادر أن يشتري بذوراً بثلاثين أو أربعين ألفاً ويزرع مساحة شاسعة وهذا لا يعتبر دعما لأن الدعم الحقيقي والزراعة الإنتاجية الواسعة يتمثل في توفير المتطلبات الزراعية كالري بالتقطير والمبيدات والطاقة الشمسية.. والنافورات والسموم والأسمدة.
وقال: نحن الآن في المنطقة بحاجة إلى توفير مشاريع عن طريق التقطير مطالباً الجهات المعنية بتوفير ذلك بحيث يتم التعاون مع المزارع لتوسيع الإنتاج في المحاصيل الزراعة.
وقال إن مؤسسة بنيان لديها تجربة في هذا المجال وتم تقديم الدعم في مجال الري بالتقطير للمزارع في منطقة الخبت بشبكة تقطير وبذور وأسمدة وديزل وكانت مثمرة برغم أنها في منطقة خبت صحراوية وتم الحصول على إنتاج كبير بالنسبة للذرة الشامية والبصل ، وقد وعدونا بتقديم الدعم بشبكة تقطير ونتمنى الحصول على الدعم اللازم لتحقيق الإنتاج الكبير ونطالب بالاشراف ومراقبة زيادة الإنتاج من عدمه في حال تقديم الدعم.
المزارع محمد أحمد مقبول أحد المزارعين بمنطقة المراوعة (الكتابية )يقول: نحن قمنا وبدعم من مشروع احييناها بزراعة الحبوب وبالذات الذرة الشامية والدخن وكانت النتيجة جيدة وهناك أمل كبير في التوسع لزراعة محاصيل الحبوب في هذه المنطقة إذا تم توفير احتياجات المزارعين من الحراثات والديزل وتوفير منظومات الطاقة الشمسية للتغلب على المشكلة الرئيسية التي تواجه المزارعين هناك والمتمثلة في عدم توفر الديزل الذي يعتمد عليه المزارعون في الغالب لري المحاصيل وانتم تعرفون أن الديزل قيمته مرتفعة واحيانا المزارع لا يحصل على قيمة الديزل.
ويضيف المزارع مقبول: إن المعاد يكلف برميلي ديزل والمحصول كامل انتاجه وصل إلى 120 ألف ريال قيمة الحبوب والقصب أو العجور إضافة إلى الحراثة واجور العمال.
ويطالب مقبول الجهات المعنية أو المؤسسات الداعمة باستمرار الدعم في مجال زراعة الحبوب وتشجيع مواسم زراعة القطن هذه الأيام وتوفير منظومات الطاقة الشمسية ومشاريع الري بالتنقيط حتى تقل خسائر المزارع ويزيد من المساحة المزروعة والكمية الإنتاجية من المحاصيل الزراعية سواء الحبوب أو القطن أو غيرها.
وأكد مقبول أن هناك إمكانية كبيرة للتوسع في زراعة المحاصيل الزراعية المتنوعة وعلى رأسها الحبوب وقد نجحت التجارب التي تم إجراؤها في زراعة الدخن والذرة الشامية فقط المزارعون يحتاجون إلى دعم مناسب وتشجيع من قبل الجهات المعنية والمؤسسات الوطنية الداعمة.
الأخ محمد البحر رئيس جمعية الشراقية الزراعية متعددة الأغراض بالمراوعة يقول : المزارعون في المنطقة يحتاجون لدعم في مجال توفير الطاقات الشمسية والليات (المواسير) البلاستيكية ودعم للبذور والرومي.. مطالباً مؤسسة بنيان باستمرار تقديم الدعم لأن هناك مزارعين يحتاجون للمعونة لاستكمال المشاريع والأنشطة التي بدأوها: بالتعاون مع مشروع أحييناها التابع للمؤسسة.
وقال: نحن كنا قد بدأنا في بعض الأشياء التي تمت تجربتها كالرومي (الذرة الشامية) الطماط وكلها صلحت عندنا في منطقة المراوعة ونجحت نجاحاً باهراً والمحصول من الرومي ما يزال موجوداً عند الناس، متمنياً النزول لأخذ المحاصيل وبيعها وأخذ ماهو لهم وللمزارعين ومتابعة أنشطة المشروع الذي بدأوه في المنطقة،متمنياً من الجهات المعنية تقديم الدعم للمزارعين لأن هناك إمكانية لنجاح زراعة المحاصيل الإنتاجية وعلى رأسها الحبوب وبنسبة 100 % فقط الناس في المنطقة يحتاجون إلى الدعم اللازم للتوسع في المساحات المزروعة وزيادة الإنتاجية الزراعية.
Next Post