الإدارة الاستراتيجية .. والوحدات التنفيذية لإدارة الرؤية الوطنية
جابر البواب
في العشرين من ابريل 2019م صدر قرار رئيس المجلي السياسي الأعلى رقم (82) لسنة 2019م باعتماد وثيقة الرؤية الوطنية وآليتها التنفيذية، القرار متضمن إلزام كافة وحدات الجهاز الإداري للدولة والقطاع العام والمختلط على المستوى المركزي والمحلي بالعمل وفقا للرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة وآليتها التنفيذية في إعداد الخطط التنفيذية السنوية والخطط الاستراتيجية.
الرؤية الوطنية تطمح إلى إيجاد دولة يمنية حديثة، ديمقراطية مستقرة وموحدة ذات مؤسسات قوية تقوم على تحقيق العدالة والتنمية والعيش الكريم للمواطنين وتحمي الوطن واستقلاله وتنشد السلام والتعاون المتكافئ مع دول العالم.
وترتكز الرؤية على ثلاثة مرتكزات رئيسية هي “دولة يمنية موحدة ومستقلة وقوية وديمقراطية عادلة، مجتمع متماسك وواع ينعم بحياة حرة وكريمة، تنمية بشرية متوازنة ومستدامة تهتم بالمعرفة.
الآلية التنفيذية للرؤية الوطنية وموجهاتها وضوابطها الصادرة من المكتب التنفيذي للرؤية تهدف إلى تفعيل إعداد الخطط والبرامج ووضع الموازنات التنموية المستدامة حتى 2030م بالاستناد إلى محاور الرؤية الوطنية في اعتقادي لن تنجح في تحقيق أهدافها وتنفيذ جدولها الزمني المحدد للمرحلة الأولى 2019 – 2020م ما لم تمتلك الوحدات التنفيذية رؤية واضحة لأهمية الإدارة الاستراتيجية التي نوجزها في أهم النقاط التالية:
تعريف الإدارة الاستراتيجية “هي مجموعة من القرارات والنظم الإدارية التي تحدد رؤية ورسالة المنظمة في الأجل الطويل في ضوء ميزاتها التنافسية وتسعى نحو تنفيذها من خلال دراسة ومتابعة وتقييم الفرص والتهديدات البيئية وعلاقاتها بالقوة والضعف التنظيمي وتحقيق التوازن بين مصالح الأطراف المختلفة”.
مراحل الإدارة الاستراتيجية “التخطيط المالي الأساسي، التخطيط بناء على التوقعات، التخطيط الاستراتيجي (في ضوء العوامل الخارجية)، الإدارة الاستراتيجية”.
وهناك أسئلة مهمة يجب أن يتساءل عنها كل من يعمل في مجال التخطيط أو الإدارة الاستراتيجية ويبحث لها عن إجابات وهي “أين هي المؤسسة أو الوزارة الآن؟، إذا لم يحدث أي تغيير – إلى أين ستؤول المؤسسة أو الوزارة خلال خمس سنوات قادمة؟ وهل الإجابة مقبولة؟، إذا كانت الإجابة غير مقبولة – ما هي التصرفات التي يجب أن تتخذها الإدارة؟ وما هي المخاطر والعوائد الناتجة عنها؟”؛ كما أن هناك مكونات هامة للإدارة الاستراتيجية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار وهي “المسح البيئي، تكوين الاستراتيجية، تنفيذ الاستراتيجية، التقييم والرقابة.
العجلة والارتباك الذي ظهرت عليه حلقات النقاش الخاصة بالوحدات التنفيذية لإدارة الرؤية الوطنية المنظم بوزارة التخطيط يومي السبت والأحد 20 – 21 يوليو 2019 م؛ وافتقار العمل للإدارة الاستراتيجية وإغفالهم لأهمية الوقت الكافي لإعداد الخطط ووضع الميزانيات المناسبة والمتناغمة مع واقعنا الملغوم بالعدوان والحصار، لا يحقق الطموح العميق الذي تتطلع إليه الرؤية الوطنية، ولا يمكن مؤسسات الدولة عبر وحداتها التنفيذية من وضع خطط صلبة تستند إليها موازنة الدولة العامة، بالتالي لن يكون هناك قدرة على تنفيذ وتحقيق المرحلة الأولى من خطة الرؤية الوطنية المحددة خلال الفترة القصيرة 2019 – 2020، لأن القائمين على تنفيذ إدارة الرؤية الوطنية، ببساطة لم يعطوا الزمن أي أهمية ولم يمنحوا القائمين على التخطيط “أعضاء الوحدات التنفيذية” الفرصة الكافية للتعامل مع الواقع الذي تمر به اليمن، وما نخشاه أن تكون عملية التنفيذ من إعداد خطط واقترح مبادرات ورصد موازنات حبر على ورق.. والله من وراء القصد.