> هيئة الآثار بعد مسح الموقع تستعد لتنفيذ مشروع تنقيب أثري دقيق
> السلطة المحلية بإب: تم اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لحماية الموقع وإيقاف أعمال النبش العشوائي
الثورة / عبدالباسط النوعة
تتوالى الأحداث وتستمر حكاية الشعب اليمني مع ابشع عدوان استهدف هذا البلد بكل ما فيه من مقومات الحياة والعراقة التي جعلت منه اليمن السعيد منذ القدم وسعى تحالف العدوان بكل حقد إلى القضاء على كل ما يمثل قيمة للشعب اليمني ولعل تاريخ وتراث البلد كان في مقدمة الأهداف لهذا العدوان، ومع ذلك لازالت الأرض اليمنية حبلى بالكثير من مواطن العراقة والأصالة الحضارية والتي لم يكشف منها إلا القليل.
وفي جديد التراث اليمني اكتشاف أثري جديد في محافظة إب وتحديدا في منطقة نجد الحديدي بمديرية ذي السفال حيث أكتشف موقع تراثي قديم جدا هرعت الهيئة العامة للآثار والمتاحف والسلطة المحلية بإب إلى إرسال فريق من الآثاريين المتخصصين الجهات ذات العلاقة لعمل دراسة ومعاينة أولية لهذا الموقع سبقها إرسال آثاري للاطلاع والرفع للهيئة بما تم اكتشافه.. “الثورة” رافقت الفريق الآثاري إلى الموقع المكتشف وفي التفاصيل يكون التوضيح:
الموقع المكتشف يقع على قمة إحدى الهضبات المطلة على مساحات واسعة بين مديريتي ذي السفال والسياني والذي يقف على هذا الموقع المطمور يرنو بناظريه إلى مساحات من الأرض لا يمكن حصرها ولا تحجبها إلا جبال الدول والتعكر والمورئة وكذا جبل صبر في محافظة تعز.
عند وصولنا مع الفريق إلى الموقع برفقة وكيل محافظة إب للشؤون المالية والإدارية علي بن علي النوعة والذي حرص فور تلقيه البلاغ من أحد أقاربه بوجود أعمال حفر ونبش عشوائي في المكان المملوك لأسرة آل النوعة، على التنسيق مع وكيل المحافظة المعني بالتراث والسياحة حارث المليكي وتم التواصل مع الهيئة العامة للآثار وفرعها بالمحافظة.
فريق الآثاريين يتكون من مدير عام فرع الهيئة بإب الآثاري فؤاد الغشم ومدير عام المشاريع بديوان عام الهيئة المهندس محمد الشميري والآثاري عبدالله عبدالحميد إسحاق.
تحرك سريع
يقول الوكيل النوعة : منذ تلقينا البلاغ من أحد الأقارب القائم على الأرض زرنا المكان ووجدنا تلك الحفريات واعمال النبش المتواجدة في المكان أبلغنا الجهات المعنية والوكيل المعني بالتراث والسياحة وهيئة الآثار والجهات الأمنية التي كلفت أحد الآثارين بالنزول الميداني للموقع للمعاينة والاطلاع بشكل مبدئي والرفع للهيئة بماهية المكان من الناحية التراثية وما إذا كان الموقع تراثياً يستحق أن تشكل لجنة للمسح والفحص وما يحتاج إليه من الدراسة والتنقيب.
واشار الوكيل إلى أن تقرير الفريق الآثاري جاء مؤكدا أن الموقع آثاري قديم جدا بعد أن وجدوا وفحصوا الكثير من الشواهد والقطع الصغيرة والكبيرة وقطع الفخار المتناثرة في المكان.
واضاف الوكيل النوعة : تم إبلاغ محافظ المحافظة الذي وجه بحماية الموقع والحفاظ عليه حتى تنتهي أعمال الدراسة والتنقيب من قبل الهيئة وهو ما عملنا على توفيره والاجتماع مع السلطة المحلية والأجهزة الأمنية وعدول وعقال القرى القريبة من الموقع ليكونوا شركاء في حماية الموقع والحفاظ عليه والتعاون مع الحراسة التي تم تخصيصها للموقع وبشكل دائم ، كما تم شق طريق للسيارة إلى أعلى الموقع ولمسافة كبيرة صعودا عمل فيها العمال والمعدات لأكثر من ١٢ يوما وبشكل متواصل وتم أيضا منع الناس وحتى من يستأجرون أراضي قريبة من الموقع بالصعود إليه. لافتا إلى أنه يتم التواصل ومتابعة وكيل المحافظة المعني وفرع هيئة الآثار بمواصلة العمل في الموقع.
موقع أثري فريد
بدوره قال وكيل محافظة إب لشؤون التراث والسياحة حارث المليكي الذي زار الموقع أثناء إنزال هيئة الآثار لأحد آثارييها للموقع في الزيارة الأولى : فور تلقينا بلاغاً من الأخ وكيل المحافظة للشؤون المالية والإدارية علي بن علي النوعة عن قيام مجموعة من الأشخاص بالنبش والحفر في الموقع الأثري المتوقع بنجد الحديدي الكائن بين قريتي قريش والخرابة بمديرية ذي السفال قمنا على الفور بالتواصل مع رئيس الهيئة العامة للآثار المهندس مهند السياني ومدير عام الآثار بالمحافظة فؤاد القشم وتم تكليف المهندس محمد الشميري مدير عام المشاريع بالهيئة وقمنا معا بالنزول الى الموقع مع الأخ الوكيل النوعة للتأكد من الموقع وما إذا كان أثريا أم لا وتلك الأعمال التي قام بها بعض الناس في حرم الموقع من نبش وحفر فوجدنا النبش والحفر وبشكل عشوائي في الموقع بعد أن تم المسح الأولي والتأكد من أن الموقع أثري بامتياز ويعود لحقبة تاريخية قديمة جدا.
وأكد المليكي أنه تم على الفور اتخاذ الاجراءات الكفيلة بحماية الموقع ومنع أي أعمال نبش أو حفر.
وأضاف : بعد أن رفع المهندس الشميري التقرير الأولي للهيئة تم تشكيل لجنة من الهيئة العامة للآثار برئاسة الأخ مدير عام الآثار وفني آثار ومدير المشاريع ومن مكتب قطاع التراث والسياحة بالمحافظة للنزول مرة أخرى برفقة وكيل المحافظة علي النوعة وذلك للمسح والمعاينة الدقيقة للموقع لمعرفة هويته وتاريخه ومكوناته ومعاينة المنطقة بشكل عام وما الذي تحتاج إليه حيث تضمن تقرير الفريق انه موقع اثري يعود الى العصر الحميري ويجب التحريز على الموقع وحمايته ومنع أي أعمال حفر أو نبش وهو ما تكفل به الوكيل النوعة بالتعاون مع السلطة المحلية بالمديرية والجانب الأمني وتضمن تقرير الفريق ضرورة عمل الدراسات اللازمة للاستكشاف والتنقيب في الموقع وبصورة سريعة نظرا لأهمية الموقع التاريخية.
خلفية أثرية
بالعودة إلى الرأي التراثي للموقع بناء على التقريرين وعلى حديث رئيس الفريق مدير عام الآثار بمحافظة إب فؤاد القشم فإن الموقع الذي يقع على سفح جبل نجد الحديدي البالغة مساحته 1600 كيلو متر مربع تقريبا وجد فيه من خلال المسح السطحي ومتابعة الملتقطات السطحية أنها عبارة عن مجموعة من الكسر الفخارية من الدرجة الأولى لأنها ذات أشكال وأنواع مختلفة ومتنوعة تميزت بكثرتها وانتشارها على السطح وداخل وجوار الحفر العشوائية المستحدثة وتم العثور على بعض من تلك الكسر الفخارية زخارف هندسية محزوزة وبارزة والبعض منها مطلية وملونة كما تم العثور على بعض الكسر العظمية ومن الملتقطات ايضا خرزتان من العقيق إحداهما لونها برتقالي صغيرة الحجم مثقوبة الجوانب وأيضا خرزة اسطوانية سوداء وعليها بقايا حوض مائي من القضاض في الجزء الشرقي من الموقع فضلا عن أحجار متراكمة في أماكن مختلفة وبأحجام مختلفة في مناطق معينة على هذا الموقع تدلل أن لها شأناً ويجب استكشافها.
واوضح القشم أن كل ما يسبق يجعلنا أمام اكتشاف أثري مهم يحتاج إلى تنقيب يبدأ بمرحلة استكشاف على أن تتم حماية الموقع نظرا لأهميته وبعده عن أقرب تجمع سكاني وهذا ما تم الرفع به إلى قيادة الهيئة.
وذكر القشم أن فرع الهيئة بإب عمل على إعداد خطة عمل لمشروع تنقيب أثري لهذا الموقع بحيث شملت الخطة إجراء حفريات وتنقيب اثري ودراسة للموقع ومخلفاته ومحتوياته بهدف الحصول على معلومات أثرية وتاريخية يتم من خلالها التعرف على الفترة التاريخية التي يعود إليها الموقع وكذا يهدف هذا المشروع إلى حماية الموقع والمحافظة على محتوياته من خلال استخراجها ودراستها بشكل علمي متخصص.
وشدد القشم على ضرورة التنقيب وبشكل سريع في الموقع كونه أحد المواقع التي يعتقد بأهميتها التاريخية والحضارية والتي قد تتمخض عن معلومات تاريخية هامة جدا تنفع المهتمين والمعنيين بالحضارة والتاريخ اليمني.
التنقيب هام وضروري
وحددت الخطة مدة التنقيب التي ذكرت أن المرحلة الأولى تستمر (25) يوما للأعمال الميدانية و(5) أيام للأعمال المكتبية بفريق عمل مكون من (20) شخصاً يتضمن مهندسي تنقيب وأخصائيي آثار وعمال ومتابعة.
وتوقع الشميري أن الموقع يعود للفترة الحميرية وأن الموقع ربما أكبر مما هو عليه الآن، مشيرا إلى أن أعمال التنقيب قد تقود إلى مواقع أخرى وقد تظهر حقبة تاريخية هامة وحلقة من حلقات التاريخ اليمني القديم المفقود.
وقال الشميري : أعمال التنقيب العلمي للموقع هامة جدا وقد تظهر اكتشافات غير متوقعة وهذا ما تظهره بعض الشواهد التي بحاجة إلى دراسة وتنقيب علمي دقيق وهذا ما تعكف عليه هيئة الآثار وبصدده بتعاون مع السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالمحافظ عبدالواحد صلاح ووكيلي المحافظة علي بن علي النوعة وحارث المليكي.