لا تترك السعودية لنا مجالا لكي نكذب ما يشاع عنها حول التطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، فلا تترك الرياض مؤتمرا أو اجتماعاً يخدم “إسرائيل” إلا وتشارك به وآخر مثال على ذلك “ورشة المنامة” التي كانت غايتها المضي قدما نحو تصفية القضية الفلسطينية بحجة “تقديم دعم اقتصادي للفلسطينيين” والمضحك في الأمر أن السعودية تنادي باسم فلسطين وتقول انها تدعمها وفي نفس الوقت تشارك في مؤتمرات لتصفية قضيتها، والغريب أن فلسطين نفسها لم تعترف بـ”ورشة المنامة” ولم ترسل أي مندوب لكي يمثلها فيها.
اليوم السعودية لم تكتف بمساندة “اسرائيل” على حساب الفلسطينيين بل قامت أيضا بفتح أبوابها للمشاريع الصهيونية التي اخترقت العمق السعودي، من بوابة العسكر والأمن والتجسس بحجة “مواجهة إيران”.
والسؤال: هل مواجهة إيران تدفع السعودية للسماح لإسرائيل التي دمرت فلسطين واحتلتها بأن تبني قاعدة خاصة بها وعلى أراضيها وفي منطقة حساسة جدا.
والجديد في الأمر أن السعودية بدأت في السابق بمحادثات سرية مع اسرائيل، من أجل التوصل إلى اتفاقية عسكرية جديدة، تفتح أبواباً كانت في السابق مغلقة ويصعب حتى الاقتراب منها، وتُدخل دولة الاحتلال في عمق المنطقة العربية، بحسب مصادر عربية تحدثت لموقع “الخليج اونلاين”.
وأضافت المصادر العربية أن “إسرائيل” ورغم أنها أصبحت السوق العسكري المفضل للمملكة، في بيع منتجاتها العسكرية المتطورة بصفقات مالية ضخمة، فإنها تريد التقدم بخطوة أكثر جرأة، وبدأت تُسابق الزمن من أجل التوغل قدر المستطاع في عمق الدول العربية والإسلامية، التي رفعت عالياً راية التطبيع.
وأوضحت أن عين الاحتلال باتت الآن تتجه صوب الأراضي السعودية، وتسعى للحصول على أرض تشبه إلى حد كبير، المطار العسكري المغلق، من أجل أن تحط به طائراتها العسكرية التي تجول بالمنطقة، ويسمح لها بالتزود بالوقود، وإقامة الجنود الإسرائيليين وحتى وضع أجهزة المراقبة والرادارات والتجسس الخاصة بأمن المطارات العسكرية.
المصادر العربية ذاتها أشارت إلى أن الطلب الإسرائيلي قُدم للسعودية قبل أشهر، وبدأت فعلياً مشاورات ولقاءات حوله، وينص على استئجار الاحتلال للمنطقة العسكرية نظير مقابل مادي طويل الأمد.
وذكرت أن هذه الخطوة في حال تم التوافق عليها بين الطرفين ومنحت الرياض الأرض لدولة الاحتلال ستكون سابقة تاريخية، وتعد تقدُّماً غير متوقع في العلاقات الثنائية والعسكرية بين الجانبين، ستفتح آفاقاً جديدة لبقية الدول العربية التي تقف خلف السعودية في علاقاتها مع “إسرائيل”.
وأكدت المصادر العربية أن المنطقة تقع بالقرب من مطار الأمير سلطان بن عبد العزيز الإقليمي، ويبعد ما يقارب كيلومترين عن مدينة تبوك الواقعة شمالي المملكة..هذه المنطقة حساسة ومهمة استراتيجياً وعسكرياً وتعد أقرب منطقة سعودية من دولة الاحتلال، وتريدها الأخيرة لتكون محطة عسكرية لطائراتها وزرع أجهزة التجسس والمراقبة فيها، وستكون نقطة تعاون عسكرية كبيرة بين الرياض وتل أبيب بحجة مواجهة خطر إيران ونفوذها في المنطقة الخليجية”.
هذا المشروع يعني بما لا يدعو إلى الشك بأن “اسرائيل” تمكنت من اختراق العمق السعودي، واستطاعت أن تصل إلى عمق دولة كان العرب يتوقعون أنها آخر دولة ستتجه للتطبيع مع “اسرائيل” على اعتبار أنها تقدم نفسها “حامية العرب والمسلمين”، فضلا عن كونها مركزا دينيا وتضم الحرمين الشريفين، ومع ذلك لم يعط حكام السعودية اي اعتبار لهذه الخصوصية، ووضعوا أيديهم بيد الاسرائيلي على حساب حضارة العرب وثقافتهم وذاكرتهم المشتركة، التي تشوهها السعودية بأفعالها هذه.
هذا من ناحية التطبيع العسكري والذي امتد لدرجة أن السعودية تحضر نفسها لشراء معدات عسكرية اسرائيلية الصنع، ولكن من ستقصف بها؟، من هو العدو؟، إن كانت إسرائيل ليست العدو فمن العدو لها في هذا الشرق، دول عربية ام إسلامية؟، وهل الخشية من واشنطن وترامب تدفع السعودية للانقلاب على مفاهيم على كل المفاهيم والمعايير الأخلاقية؟.
ومن ناحية التطبيع الاقتصادي، عدا عن كون السعودية شاركت في ورشة المنامة التي تمثل الشق الاقتصادي من (صفقة القرن) والتي غايتها تصفية القضية الفلسطينية، تريد أن تمرر من على اراضيها قطارا إسرائيلياً، يحمل اسم “سكة السلام الإقليمي” ستنطلق من مدينة حيفا إلى بيسان (داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48م)، لتمر عبر جسر الشيخ حسين الذي يربط بالأردن، ومن هناك إلى مدينة إربد شمالاً، ومن ثم إلى الدول الخليجية والسعودية.
وقالت “إسرائيل بالعربية”، الصفحة التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية إن الوزير يسرائيل كاتس، طرح مبادرة لربط المملكة العربية السعودية والخليج مرورًا بالأردن بخط السكك الحديدية الإسرائيلي وصولاً إلى حيفا.
وأضافت في تغريدة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي: “طرح وزير الخارجية الإسرائيلي خلال زيارته لأبو ظبي مبادرة تربط بين السعودية ودول الخليج مرورا بالأردن بشبكة السكك الحديدية الإسرائيلية وميناء حيفا في البحر الأبيض المتوسط. تتمخض المبادرة عن طرق تجارة إقليمية، أقصر وأرخص وأكثر أمانا، من شأنها دعم اقتصادات الدول”.
ونقلت الصفحة على لسان الوزير قوله خلال زيارته: “أنا متحمس للتواجد هنا في أبو ظبي لتمثيل مصالح دولة إسرائيل مع دول الخليج. هناك تقدم ملحوظ في العلاقة بين إسرائيل ودول المنطقة. وسأواصل العمل مع رئيس الوزراء نتنياهو لتعزيز سياسة التعاون بناءً على قدرات إسرائيل في المجالات المدنية، الأمن والمخابرات”.
وفي أواخر العام الماضي، طرح كاتس، خلال مؤتمر النقل الدولي المقام بالعاصمة العمانية مسقط، على الدول الخليجية وعدد من الدول العربية، مشروع سكك حديد يحمل اسم “سكة حديد السلام”، يربط دول الخليج بإسرائيل مرورا بالأردن.
كاتس، الرافض لقيام دولة فلسطينية، لفت إلى “الفائدة” التي ستعود على الفلسطينيين من خلال هذه الخطة، عبر ربطهم بميناء حيفا (شمال) غربا، ودول الخليج شرقا.
وحسب عرض للمشروع نشره كاتس عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، تستند “المبادرة إلى فكرتين أساسيتين: إسرائيل ستكون جسرا بريا، والأردن مركزا إقليميا لنقل البضائع”.
Next Post
قد يعجبك ايضا