"الثورة" واكبت فترة التسجيل والقبول في الكلية:
كلية الزراعة بجامعة صنعاء .. بين غياب الاهتمام وضعف الإقبال
الثورة / احمد السعيدي
يعد القطاع الزراعي من أهم القطاعات الإنتاجية في الاقتصاد القومي اليمني، وتنبع هذه الأهمية من كونه أحد القطاعات الرئيسة المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، حيث تتراوح مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي ما بين (10 – 12)% ، بالإضافة إلى كونه القطاع المنتج لسلع الغذاء وللمواد الخام اللازمة للعديد من الصناعات، ويأتي في المرتبة الأولى من حيث استيعاب العمالة ،حيث يعتمد السواد الأعظم من السكان على القطاع الزراعي وذلك بنحو 74%، ويحوي قرابة مليوني عامل يشكلون نحو 53 % من إجمالي القوى العاملة في البلاد بالإضافة الى ان الاهتمام بالزراعة يقودنا الى الاكتفاء الذاتي الذي يجعلنا نواجه الحصار الذي تفرضه علينا دول تحالف العدوان منذ أكثر من أربعة أعوام ويجعلنا قادرين على مواصلة الصمود لمدة أطول وعدم الركوع لمخططاته وحصاره وتعد المعاهد والكليات الجامعية المعنية بالعلوم الزراعية اللبنة الأساسية لتخرج جيل يهتم بالزراعة ويتسلح بالعلم والمعرفة والابتكارات والاضافات الجديدة لقطاع الزراعة في البلاد.
“الثورة” زارت كلية الزراعة بجامعة صنعاء والتقت عميد الكلية وعدداً من الطلاب للوقوف حول وضع الكلية لهذا العام في فترة التسجيل وجديدها وضرورة الاهتمام بها.. وخرجت بالحصيلة التالية:
انشئت كلية الزراعة في العام الجامعي 1985/1984م, -في الحرم الجامعي الجديد لجامعة صنعاء ومدة الدراسة فيها 4 سنوات, بها قرابة 638 مقعدا, تشترط عادة 70 % حد أدنى ثانوية علمي وبها ثمانية تخصصات هي: الإنتاج الحيواني و الاقتصاد والإرشاد الزراعي وعلوم وتقنية الأغذية والبساتين والغابات والأراضي والمياه ووقاية النبات والهندسة الزراعية والمحاصيل الحقلية.
وفي هذه الأيام تفتح الكلية أبوابها لاستقبال الطلاب للعام الدراسي الجديد 2019 – 2020م في أجواء اعتيادية واستعدادات مكثفة من قبل عمادة الجامعة وأعضاء هيئة التدريس وقد التقت “الثورة” عميد كلية الزراعة الدكتور / عادل الوشلي الذي تم تعيينه مؤخرا ليكون جديداً هذا العام والذي تحدث عن فترة التسجيل والاستعدادات والجديد لهذا العام قائلا:
” لقد أعلنت جامعة صنعاء عبر البوابة الإلكترونية للجامعة عن فتح باب التسجيل والقبول بكلية الزراعة والذي ينتهي في تاريخ 13 /7 /2019م حيث تقرر أن يكون اختبار القبول في تاريخ 15 /7 /2019م.
وهنا أدعو الطلاب الذين تنطبق عليهم الشروط للمبادرة إلى التسجيل والالتحاق بكلية الزراعة جامعة صنعاء خلال الفترة المحددة، وأؤكد لهم أن ما يسعى إليه العدوان من فرض حصار اقتصادي وتجويع لابد وأن يواجه باندفاع نحو الالتحاق بمؤسسات التعليم الزراعي وعلى رأسهم كلية الزراعة بجامعة صنعاء خاصة وأن القيادة العليا ممثلة برئيس المجلس السياسي الأعلى / مهدي المشاط تضع النهوض بالزراعة ضمن أعلى درجات اهتمامها، وتعمل على الدفع بكافة قطاعات الإنتاج الزراعي حتى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وفقاً لبنود الرؤية اليمنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة كما بدأها الرئيس الشهيد/ صالح الصماد. وهو ما يعد بتحقيق نهضة تنموية شاملة في كافة مجالات الإنتاج الزراعي وسيفتح الباب أمام توفير فرص عمل كبيرة للشباب في مجالات الإنتاج الزراعي بالقطاعين الحكومي والخاص، خاصة وأن الدولة تتجه بقوة نحو إنشاء مشاريع زراعية وطنية كبيرة، وتأمين البيئة المثلى نحو جذب أصحاب رؤوس الأموال للاستثمار في الزراعة والصناعات المكملة لها، وهو ما يتطلب توفير الكوادر البشرية المؤهلة للعمل في مختلف مجلات الإنتاج الزراعي. ويأتي تركيز الاهتمام على كلية الزراعة جامعة صنعاء لأهمية الدور المناط بها في توفير الكوادر البشرية عالية الكفاءة من خلال تذليل كافة المصاعب التي واجهتها خلال الفترة الماضية وتأمين قيامها بخدماتها التعليمية والبحثية بأعلى درجة من الجودة الأكاديمية، وهذا هو الجديد هذا العام بفضل اهتمام القيادة العليا وجهود الأستاذ الدكتور/ القاسم شرف الدين -رئيس جامعة صنعاء سيتم توفير الكهرباء لتشغيل معامل اقسام الكلية، كما سيتم توفير الماء للأنشطة الزراعية بالمزرعة التعليمية للكلية وسيحظى الطلاب الملتحقون والمنتسبون للكلية خلال العام الدراسي القادم بخدمة تعليمية متميزة لم يحظ بها قبلهم خريجو سنوات عديدة مضت.”
المشاريع الزراعية
اما عن المشاريع الزراعية التي تقوم بها الكلية والتي تخدم قطاع الزراعة عموما فقد قال الدكتور الوشلي:
” منذ تولي الأستاذ الدكتور/ القاسم شرف الدين رئاسة جامعة صنعاء وخلال أول اجتماع له مع عمداء الكليات قام بتسليط الضوء على ضرورة الاهتمام بالبحث العلمي خاصة بدور كلية الزراعة في البحوث الزراعية ودراسات المشاريع الوطنية لتكون بمثابة بيت الخبرة الذي يقدم خبراته لوضع حلول للقضايا الزراعية الملحة وبما يشكل دعماً للقيادات الزراعية في اتخاذ القرار، وهو الذي نعمل على تحقيقه بدءاً من وضع خطة لإعادة توجيه أبحاث طلاب الدراسات العليا بالكلية نحو خدمة احتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية الوطنية وانتهاء بعدد من الدراسات والمشاريع يتم العمل على إعدادها وتنفيذها بالتعاون مع عدد من القطاعات الزراعية المختلفة وبما يخدم الوصول إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء”
عزوف الطلاب
من جانبه اعتبر عميد الكلية الدكتور الوشلي عزوف الطلاب عن الالتحاق بالكلية بأنه يرجع الى عدم الوعي والاهتمام الحكومي والإعلامي حيث قال :
” أقول لجيل الشباب اليمني الواعي والواعد انظروا إلى واقع سوق العمل وفكروا في احتياجاته وتساءلوا لمن المستقبل؟ الجواب واضح بالتأكيد، أن المستقبل لمن يمتلك التخصص الذي يتيح له القدرة على إنتاج احتياجات الآخرين من غذاء، وليس الغذاء فقط، فهناك أنشطة عديدة ومتنوعة تشمل مجالات واسعة من التجارة بمنتجات الصناعات الصغيرة والمتوسطة تفتح مجالات أوسع لإدارة الأعمال الزراعية محلياً ودولياً، وهو ما تتيحه كلية الزراعة جامعة صنعاء لكل من يلتحق بها.
وهنا أدعو أولياء الأمور للقيام بدورهم التوجيهي ونصح أبنائهم وبناتهم باغتنام فرصة التسجيل الحالية للالتحاق بكلية الزراعة جامعة صنعاء”
غياب الاهتمام
الأستاذ محمد علي الحميدي – موظف في القطاع الزراعي –وسبق له ان تخرج من كلية الزراعة بجامعة صنعاء وعمل فيها معيداً لعامين متتالين تحدث عن غياب الاهتمام الحكومي بكلية الزراعة والصعوبات التي كانت تواجه الطلاب وعمادة الكلية في ذلك الوقت حيث قال :
” الزراعة من اهم القطاعات التي إن وجدت الاهتمام تكون الرافد الأساسي لدعم اقتصاد البلاد والنهوض به نحو القمة حيث تبلغ المساحة الصالحة للزراعة في الجمهورية اليمنية (1539006) هكتارات، فيما تمثل المساحة المزروعة منها حوالي (1241387) هكتاراً، أي بنسبة ( 81 %)، ويصل متوسط عدد الحيازات إلى (1155457) هكتاراً بمعدل نمو سنوي ( 6.8 %)، ومن الملاحظ أن الحيازات الزراعية تتصف بصغر الحجم حيث لا يزيد متوسط الحيازة الواحدة عن هكتار واحد الأمر الذي يعيق استخدام التكنولوجيا الحديثة في هذا النوع من الحيازات الصغيرة ولكن للأسف الاهتمام بالقطاع الزراعي غير موجود في بلادنا وخصوصا الاهتمام بالجانب الاكاديمي حيث تعتبر كلية الزراعة بجامعة صنعاء من اقل الكليات توافدا عليها من قبل خريجي الثانوية العامة لسببين، الأول عدم وجود التوعية الإعلامية الحكومية بأهمية القطاع الزراعي، والسبب الثاني عدم اهتمام الحكومة ممثلة بوزارة التعليم العالي ووزارة الزراعة ورئاسة جامعة صنعاء بكلية الزراعة وطلابها فعندما درسنا في الكلية قبل اكثر من خمس سنوات لاحظنا ان الكلية مهضومة كثيرا ولا تحظى بذات الدعم الذي تحظى به الكليات الأخرى، فكنا مع هيئة التدريس لا نجد المخصصات والاعتمادات ونعاني كثيرا في التطبيق العملي والميزانية التشغيلية للكلية حيث اننا عندما وصلنا الى مشروع التخرج عانينا جراء عدم وجود أماكن زراعية لإجراء مشاريعنا عليها واذكر في ذلك الوقت اننا تواصلنا مع رئاسة الجامعة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي فأعطونا أسماء جهات زراعية عدة تابعة لوزارة الزراعة ومخصصة لاستقبال بحوث الطلاب وللأسف لم يتفاعل معنا أحد بعد التواصل مع تلك الجهات جميعها وفي الأخير وبعد الكاد حصلنا على موافقة من الهيئة الوطنية لزراعة البطاطس بقبول اجراء مشاريع التخرج عبرها وللعلم ان الاهتمام بالقطاع الزراعي ضرورة ولا يأتي إلا عبر الاهتمام بالدراسة الجامعية وتخرج جيل يفتخر بهذا المجال ويحقق الفائدة لشعبه ووطنه”
طلاب جدد
والتقينا عدداً من الطلاب خريجي الثانوية العامة والراغبين في التسجيل في كلية الزراعة لهذا العام لمعرفة سبب دخولهم هذا المجال بالتحديد.. الطالب / وسيم الخدري الذي يستعد لاختبار القبول في الخامس عشر من يوليو أخبرنا عن سبب التحاقه بهذه الكلية قائلا :
” التحقت بكلية الزراعة تحديدا لأن القطاع الزراعي يلعب دوراً هاماً في الاقتصاد الوطني للجمهورية اليمنية، حيث يعد قطاع الزراعة إحدى أهم دعائم ومرتكزات الاقتصاد الوطني؛ إذ يبلغ متوسط مساهمة القطاع الزراعي حوالي (13.7 %) من إجمالي الناتج المحلي، وبلغ متوسط مساهمة قطاع الزراعة في الدخل القومي (16.5 %) للجمهورية اليمنية ويعد القطاع الزراعي من أهم القطاعات التي تلعب دوراً رئيسياً في التنمية الاقتصادية وذلك لما يساهم به من إمداد السكان بالغذاء والمنتجات الزراعية والمواد الخام اللازمة للعديد من الصناعات الزراعية المتمثلة بـ”القطن والتبغ والخضروات والأصواف والألبان والزيوت والجلود ” بالإضافة إلى الألياف والأخشاب، كما أن القطاع الزراعي يشكل سوقاً هاماً للسلع غير الزراعية.
ويأتي القطاع الزراعي في المرتبة الأولى من حيث استيعاب العمالة حيث تصل نسبة القوى العاملة الزراعية 54 % من إجمالي القوى العاملة في البلاد وأيضا لما شهده الزراعة في اليمن تراجع وإخفاقات كبرى منذ السبعينات، فبينما كان يحقق اليمن الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية، إلا أن ذلك تراجع حتى 15 % وتدنت مساهمة الناتج الزراعي فيا لدخل المحلي الإجمالي إلى 13 %، برغم أن المجتمع اليمني مجتمع زراعي ويعمل في هذا القطاع 53 % من قوة العمل، [1] كما يعتمد 50 % من سكان الجمهورية على عوائد الإنتاج الزراعي.
اما الطالب / لؤي عبدالملك حميد – فكان دخوله كلية الزراعة بناء على نصيحة والده الذي يعمل في القطاع الزراعي لسنوات حيث استطاع الطالب ان يفهم كثيرا في القطاع الزراعي من خلال عمله مع والده لثلاث سنوات فائتة وأراد من خلال الدراسة العلمية في القطاع الزراعي ان يضيف المفاهيم العليمة الجديد الى خبرة والده الطويلة ليكون مزيجاً من العلم والخبرة لتحقيق نتائج مبهرة على مستوى القطاع الزراعي الذي تستفيد منه البلاد وتحقق من خلاله الاكتفاء الذاتي الذي يجعل اليمن غير محتاج لأحد حيث ان والده لم يدرس القطاع الزراعي وانما مارسه منذ نعومة اظافره.
وبدوره سجل الطالب / “س. ص” في كلية الزراعة دونما رغبة منه ولا هدف حيث ان مجموعه العلمي في الثانوية العامة لا يسمح له سوى الالتحاق بكلية الزراعة او كليات الاعلام والشريعة والقانون والآداب حيث حصل في الثانوية العامة على 76 % وحط الرحال في كلية الزراعة نظراً لعدم قبوله في كليتي الاعلام والآداب حيث وانه حريص على نيل البكالوريوس من جامعة صنعاء تحديداً ولا يؤمن بالجامعات الاهلية الأخرى فكان قراره أن يدرس في أي تخصص في جامعة صنعاء افضل من التخصص المناسب في جامعة أهلية وربما ليس لقوة المؤهل ولكن للإمكانيات المادية في بعض الأحيان .