دراسة توصي بضرورة التوسع الأفقي وإمكانية رفع الإنتاج إلى 247 ألف طن من الدجاج اللاحم

الثورة/ أحمد المالكي
لثروة الحيوانية في أي بلد من البلدان تعتبر ذات أهمية في الجانب الغذائي للسكان والاهتمام بتربيتها وتنميتها يعد من الأولويات التي يجب على صانعي القرار في القطاع الزراعي أن يمنحوها القدر الكافي من الاهتمام خاصة وأن اللحوم والمشتقات الغذائية الأخرى كالسمن واللبن والجبن والبيض وغيرها هي مخرجات الثروة الحيوانية وتربية الدواجن تعد عنصراً مهماً فيما يتعلق بتأمين الغذاء من اللحوم والبيض خاصة وأن ارتفاع أسعار اللحوم البقري والغنمي في الوقت الراهن يثقل كاهل المواطن.. وتعد الدواجن البديل للفقراء والطبقات الدنيا في أوساط المجتمع.
وهناك أهمية لتغطية الاحتياجات من الدواجن من خلال توجيه المجتمع نحو تربية الدواجن في المنازل للفائدة الغذائية وتخفيف الأعباء على الأسر اليمنية الفقيرة.. المزيد من التفاصيل في السياق التالي:

رفع الحصة الغذائية
ولعل السعي لرفع معدلات الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية لليمن بهدف رفع الحصة الغذائية للفرد اليمني يومياً وسنويا بغرض الاقتراب من المعدلات العالمية تبقى رهينة تحسين الإنتاج والإنتاجية للماشية المحلية وزيادة معدلات الإنتاج في صناعة الدواجن خاصة في منتجات اللحوم الحمراء والألبان وبيض المائدة وهي تواجه معوقات عديدة حسب المختصين الزراعيين منها بيئية ومناخية ومنها نقص وسوء التغذية مما يتطلب بذل جهود كبيرة لتحسين إنتاجية المراعي التي يعتمد عليها القطيع الوطني في توفير معدل جيد من احتياجاته الغذائية والتوسع في زراعة الأعلاف في أراضي المناطق المروية والاستفادة من مخلفات الحاصلات الزراعية وإدخال الماشية المحلية في نظام الإنتاج الاستثماري المكثف وزيادة التوسع الأفقي في صناعة إنتاج الدواجن وبيض المائدة وإدخال التقانات الحديثة في التحسين الوراثي والرعاية والتغذية ونظم الإنتاج الحديثة وإعادة الاعتبار للتربية المنزلية للدجاج البلدي وتحسينها وفق دراسة صادرة عن قطاع تنمية الإنتاج الزراعي بعنوان “متطلبات رفع نسب الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية” للمهندس عبدالناصر خالد هويدي..
تكلفة منخفضة
إن فكرة إنشاء مزرعة دواجن صغيرة تعتبر من أكثر المشاريع الصغيرة انتشاراً، وإمكانية إنشاء مزرعة للدواجن موجودة في كل البيوت الريفية وهو مشروع ذو تكلفة منخفضة الأمر الذي يجعله الخيار الأمثل لأي أسرة تريد أن تزيد من دخلها الشهري خاصة وأن سعر البيض البلدي يصل إلى 100 ريال بينما سعر الديك البلدي أو الدجاجة البلدي يصل إلى أكثر من 3000 ريال وهي مطلوبة في المجتمع وتستخدم لحالات ما بعد الولادة للنساء وعلاج المرضى المصابين بالكسور وتربية الدواجن تقوم بها الفلاحة أو المرأة في العموم وهو ما يجعل من عملية تربية الدواجن غير معقدة بالمرة وتكمن في وجود متسع في المنزل أو ملحق به ذي ارتفاع متوسط ويمكن أن تقام فيه العشش للدواجن ومكان للأكل والشرب فقط وهو ما يمكن توفره خصوصاً في المناطق الريفية بمنتهى السهولة.
إنتاجية عالية
المختصون الزراعيون والبيطريون يؤكدون أن هناك إمكانية لإنشاء مشروع يبدأ بـ15 دجاجة بالإضافة إلى ديكين أو ديك وهو ما يجعل إنتاجية الفراخ بشكل عام في الشهر الأول تصل إلى حوالي 200 بيضة وحتى تحصل على إنتاجية عالية يجب الاهتمام بنوعية الغذاء والتي لا بد أن تكون مكونة من حبوب وشعير ومياه وهو ما يجعل الفراخ تتغذي ويزيد وزنها في الشهر إلى حوالي 700 جرام على الأقل مما يجعلها تسمن في وقت قياسي.
الجدير بالذكر حسب المختصين أنه في مرحلة تربية وتسمين الفراخ البلدي فإن معدلات إنتاج البيض تزيد بشكل كبير حيث من المقدر أن تبيض الدجاجة الواحدة 40 بيضة في 3 شهور، بعض ملاك مزارع الدجاج يقولون: إنه بعد ارتفاع أسعار الأعلاف والعلاجات الذي أدى بدوره إلى زيادة الانفاق على تربية الدواجن انعكس ذلك سلبا على ارتفاع ثمنها وأدى بالتالي إلى عجز الناس عن شرائها وعجز ملاك مزارع الدواجن عن مواكبة التغيرات الحاصلة في النفقات التشغيلية للمزارع الأمر الذي فاقم الأزمة الموجودة في الأسواق المتمثلة بارتفاع أسعار الدجاج من فترة لأخرى ووجود الدجاج الضعيف غذائياً.
تكلفة
ارتفعت تكلفة الطن الواحد من علف الدواجن من 180 ألف ريال إلى 440 الف ريال بحسب المزارعين حيث تحتاج بعض المزارع إلى عشرة أطنان في الشهر الواحد بتكلفة شهرية تصل إلى 4.4 مليون ريال، في حين كانت التكلفة لنفس الكمية قبل العدوان تبلغ 1.8 مليون ريال، وتحتاج الدواجن في المزرعة الواحدة علاجاً بثمن يقدر بمليون ريال بعد أن كانت 300 ألف ريال شهرياً.
وارتفعت أسعار الكتاكيت من 200 ريال إلى 250 ريالاً للكتكوت الواحد، ففي محافظات مثل ذمار وصنعاء وعمران تحتاج كل مزرعة إلى مبلغ يقدر بـ1.5 مليون شهرياً لشراء غاز التدفئة في الشتاء الأمر الذي ضاعف أسعارها خلال الأيام الماضية وأصبحت بعيدة عن متناول الكثيرين في مختلف محافظات الجمهورية.
ارتفاع
وترتفع أسعار الدجاج في أيام معينة كيوم الجمعة نتيجة للإقبال الكثيف عليها وهو ما يبرره تجار الجملة بزيادة أسعارها في المزارع ما دفع الكثيرين من أصحاب محلات سلخ الدجاج في العاصمة صنعاء إلى إغلاق أبواب محلاتهم أمام الزبائن.
أحد ملاك هذه المسالخ يقول إنه كان في السابق يبيع الدجاجة الكبيرة بمبلغ يتراوح بين 1000 و1500 ريال بهامش ربح يتراوح ما بين 400 إلى 500 ريال لكنه اليوم يشتري الدجاجة الواحدة بسعر مرتفع يصل إلى ما بين 1500 و2000 ريال، وإذا كانت الدجاجة كبيرة ولاحمة فإن سعرها يتراوح بين 2500 و3000 ريال حيث لم يعد المواطن قادراً على شراء الدجاجة بهذا السعر.
متطلبات
المهندس عبدالناصر خالد هويدي مدير عام الإدارة العامة لتنمية الثروة الحيوانية يؤكد في دراسة له حول متطلبات رفع نسب الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية “اللحوم الحمراء – البيضاء، والألبان، والبيض” أنه في إطار رفع معدل الاكتفاء الذاتي من لحوم الدواجن “اللحوم البيضاء” والتي قدرتها الإحصاءات الزراعية بنحو 379.564 طناً عام 2014م وبالتالي قدر عدد عنابر الدواجن للعام نفسه بنحو 3.796 عنبراً على أساس إجمالي الإنتاج السنوي من لحوم الدواجن بمتوسط إنتاج للعنبر الواحد سعة 80 × 10 أمتار 48 طناً في السنة من 6 دورات إنتاجية حيث يصل عدد العنابر التي يفترض إضافتها إلى القائمة لنحو 380 عنبراً بإنتاجية كلية 18.240 طناً في السنة ليصل إجمالي الإنتاج السنوي من لحوم الدواجن إلى 2.47 ألف طن للسنوات التالية يعادل 58.632 طن بروتين حيواني.
ونقدر الدراسة حجم الإنتاج السنوي في العمر الإنتاجي للدجاج المربى بنحو 129 مليوناً و623 ألفاً و40 بيضة ما يعادل 7201 طن وبنسبة 9.71 % من إجمالي الإنتاج عام 2014م على أساس المؤشرات العلمية المتبعة بتحويل الإنتاج السنوي إلى أصول إنتاجية والعكس .
خسائر
وبخصوص الانتاج النباتي والثروة الحيوانية فقد اكدت وزارة الزراعة في تقريرها تدمير طيران العدوان لعدد 3519 بيتا ومشتلا توزعت معظمها على 3500 بيت محمي، و11 مشتلا إنتاجياً في محافظة صعدة.. وقالت: إن حوالي 1010 حقول زراعية ومزارع تعرضت للاستهداف المباشر من قبل طيران العدوان خلال نفس الفترة..
وتحدث التقرير عن نفوق حوالي 3 ملايين رأس من الابقار والاغنام والماعز جراء استهداف طيران العدوان لها بشكل مباشر، بالاضافة إلى تدميره لـ 122 مزرعة دواجن وفقاسات بيض ومعامل اعلاف .. وقال: إن حوالي 35 منحلا، و41 ألفا، و575 خلية نحل تم استهدافها من قبل طيران العدوان السعودي في كل من حجة وصعدة والحديدة وغيرها من المحافظات.
وتوزعت بعض الخسائر التي تعرض لها القطاع الزراعي في اليمن جراء الاستهداف المباشر وغير المباشر لها من قبل طيران العدوان السعودي خلال تلك الفترة إلى حوالي 5.285.800.000 دولار خسائر الانتاج النباتي، و6.773.566.000 دولار خسائر أولية في الثروة الحيوانية ، و302.536.000 دولار خسائر تصدير خارجي ، و478.567.000 دولار خسائر القوى العاملة في قطاع الزراعة، و753.916.600 دولار خسائر المؤسسات والمزارع الحكومية والتعاونية.