الصوم والصحة النفسية (3-1)

للصيام فوائده النفسية العديدة، وأول هذه الفوائد إنماء الشخصية، ومعناه النضج وتحمل المسؤولية والراحة النفسية. إنه يعطي الفرصة للإنسان لكي يفكر في ذاته، ويعمل على التوازن الذي يؤدي إلى الصحة النفسية، وبالطبع فإن الصيام يدرب الإنسان، وينمي قدرته على التحكم في الذات. إنه يخضع كل ميول الدنيا تحت سيطرة الإرادة، وكل ذلك يتم بقوة الإيمان.
وتتجلى في رمضان أسمى غايات كبح جماح النفس وتربيتها بترك بعض العادات السيئة، وخاصة عندما يضطر المدخن لترك التدخين ولو مؤقتا، على أمل تركه نهائيا، وكذلك عادة شرب القهوة والشاي بكثرة.
هذا فضلا عن فوائد نفسية كثيرة، فالصائم يشعر بالطمأنينة والراحة النفسية والفكرية، ويحاول الابتعاد عما يعكر صفو الصيام من محرمات ومنغصات، ويحافظ على ضوابط السلوك الجيدة، مما ينعكس إيجابا على المجتمع عموما.
قال -صلى الله عليه وسلم-: (الصيام جُنّة، فإذا صام أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، وان امرؤٌ قاتله أو شاتمه؛ فليقل: إني صائم، إني صائم) رواه البخاري وغيره.
وقد أثبتت دراسات عديدة انخفاض نسبة الجريمة بوضوح في البلاد الإسلامية خلال شهر رمضان.
إن شهر الصوم المبارك يزيد من قوة الإنسان وقدرته على التغلب على الشهوات. فالصيام ليس فقط امتناعا عن الطعام والشراب، ولكنه قبل ذلك امتناع عن العدوان والشهوات وميول الشر.
ومن فوائد الصيام الأخرى أنه يخضع الملذات لإرادة الفرد، فعند الصيام يحدث نقص في سكر الدم، وهذا يسبب نوعا من الفتور والكسل والسكينة، وهذه الأحاسيس تؤدي إلى نوع من الضعف والقابلية للإيحاء، ومن ثم يكون الإنسان في حالة من التواضع وعدم الاختيال بالذات، مع إحساس بالضعف الديني، ومن هنا يأتي الخشوع والاتجاه الصحيح إلى الله، وهو ما يعزز إيمان الإنسان ويقوي عقيدته.
وهكذا نجد الصيام هو الذي يعمق الخشوع، والإحساس بالسكينة، والتحكم في الشهوات، وإنماء الشخصية.

قد يعجبك ايضا