مدير صندوق النظافة والتحسين بالمحويت لـ”الثورة”: استمرار العدوان والحصار تسبب بنتائج كارثية على مهام وعمل الصندوق

 

نتائج إيجابية على صعيد حملات النظافة وتحسين الإيرادات وتقليل النفقات

لقاء/ جميل القشم

نموذج للإدارة الفاعلة والقيادي المخلص ، يواصل رحلة عطاء وجهود مسؤولة لتجاوز التحديات والارتقاء بأداء عمال النظافة وصندوق التحسين للحفاظ على الوجه الحضاري للشوارع والمدن.. نفرد للشيخ ناجي علي الخولي مدير عام صندوق النظافة والتحسين بفرع محافظة المحويت ، هذا اللقاء الذي أجرته معه صحيفة ” الثورة ” للحديث عن خطوة الألف ميل والسباق نحو النجاح والأداء الإيجابي خلال فترة زمنية قياسية ..فإلى التفاصيل:

ما طبيعة الجهود التي يبذلها الصندوق في ظل ظروف الوضع الراهن؟
– رغم التحديات الاقتصادية التي يشهدها الوطن منذ أكثر من أربعة أعوام ما زلنا نواصل جهودنا وسط مشقات وصعوبات جمة في الحفاظ على البيئة وتنظيف الشوارع ورفع المخلفات وأكوام النفايات والمواد الصلبة والأتربة وإزالة كل مظاهر الأوبئة حفاظا على صحة الفرد والمجتمع.
حدثنا عن الوضع الحالي للصندوق والاجراءات المتخذة لإعادة تصحيح وتنظيم الهيكيل التنظيمي للصندوق وأوضاع الإدارة وأقسامها الداخلية؟
– الصندوق يعاني صعوبات عديدة على كافة الأصعدة ويحتاج لجهود مكثفة لتصحيح ادائه وهيكله التنظيمي وكادره الإداري والعمالي، ونسعى حاليا بخطوات معينة لتعزيز ومعالجة كافة الاشكالات الماثلة سواء في الجانب الإداري أو المالي بما يكفل ويساهم في انجاح وتحقيق هدف الصندوق والإرتقاء بدوره ومسؤوليته أسوة بصناديق محافظات الجمهورية.
معروف أن صناديق المحافظات لديها هيكل تنظيمي ولوائح ومجلس ادارة ينظم الأداء والعمل.. لماذا صندوق المحويت غائب عن هذه الأمور.؟
– صندوق النظافة والتحسين بمحافظة المحويت وصل لمرحلة الانهيار بسبب تراكمات سابقة وغياب التخصص في العمل وكذا شح وغياب الامكانات المادية ، حيث ظل ادائه يمضي لسنوات طويلة بلا تنظيم وبلا هيكلة وبدون مجلس إدارة ويقتصر عمله على عدد من العمال والموظفين لتسيير طاقم العمل الميداني واختزال المهمة في جوانب النظافة بمناطق ومديريات معينة، ونسعى الآن لتوظيف الجهود والطاقات لإعادة هيكلة الصندوق وتجنب العشوائية في الأداء.
ماهي احتياجات الصندوق ومصادر دخله وايراداته لمواجهة التحديات؟
– الاحتياجات كثيرة منها عدم وجود امكانات وايرادات للصندوق تمكنه من اداء مهامه بشكل فاعل وبالصورة المطلوبة ، حيث كانت معظم ايرادات التحسين تذهب لمكاتب الأشغال في مديريات المحافظة وجهات أخرى نتيجة للازدواج والتداخل وعشوائية العمل ، ونسعى حاليا لإعداد وترتيب لوائح قانونية تنظم عملية التحصيل والتوريد ومنع الازدواج.
ما طبيعة الأضرار غير المباشرة التي تعرض لها عمل الصندوق بسبب العدوان والحصار ؟
– تسبب استمرار العدوان والحصار بتداعيات ونتائج كارثية على مهام وعمل الصندوق منها انقطاع رواتب الموظفين وشح الامكانات وصعوبة في شراء مادة الديزل لتشغيل المعدات وقلابات نقل النفايات وشكلت غياب الإيرادات معضلة معقدة في عدم المقدرة على توفير الاحتياجات وقطع غيار المعدات وشراء معدات أخرى جديدة لمواكبة الأداء والمهام الميدانية، ويمثل استمرار الأداء وجهود عمال النظافة وسط هذه التحديات رسالة صمود وثبات بأننا ماضون لتجاوز الظروف ومواجهة الصعوبات ولن نستسلم ولن نركع لأهداف ومخططات قوى العدوان مهما كانت الصعوبات.
ماهي أبرز التحديات والصعوبات التي يوجهها الصندوق سواء في العمل الميداني او الإداري أو الوضع المالي ؟
– تهالك المعدات الخاصة بالصندوق وأكثر من ثلثي القلابات واقفة ومعطلة وشبه منتهية وأيضا براميل القمامة متهالكة ولا تلبي كافة الاحتياجات لتغطية كلفة المناطق وتستدعي الضرورة شراء براميل جديدة تلبي الغرض.
وفيما يتعلق بالجانب الميداني والإداري بدأنا معالجة بعض التحديات من خلال اعادة توزيع وتوظيف تخصصات لإدارات ومشاريع الصندوق ، حيث قمنا بتعيين نائب للمدير العام، ومدير لإدارة المتابعة والتحصيل، ومدير لمشروع النظافة، ومدير للحركة ومهندس لصيانة وفحص المعدات وقلابات الصندوق، كما تم انتداب ثلاثة عمال لتشجير وتزيين الشوارع.
ومن ضمن الصعوبات أنني استلمت الصندوق في ابريل الماضي وهو متراكم بالديون البالغة 45 مليون ريال لمالكي محطات الوقود ومحلات قطع الغيار ومتحمل أعباء كثيرة منها 23 ألف لتر ديزل تم استلافها من أحد مكاتب المحافظة، واجمالي ايرادات الصندوق حاليا لا يتجاوز مليوناً و800 ألف ريال شهريا من نقاط التحسين والأسواق فيما تبلغ النفقات التشغيلية 20 مليون ريال من دون نثريات وصرفيات ومساعدات أخرى للعمال.
هل هناك معالجات متخذة منذ تعيينكم على قيادة الصندوق فيما يتعلق بالعمل والأداء؟
– نمضي بجهود مكثفة على عدة مسارات بالتواصل والتنسيق مع المحافظ فيصل بن حيدر الذي لا يألوا جهدا في متابعتنا وتذليل الصعوبات لتحسين ايرادات الصندوق وفقا للوائح القانونية ومعالجة هيكلة الصندوق بالشكل المطلوب.
وحققنا نتائج ايجابية في الميدان على صعيد حملات النظافة والتوعية المجتمعية وكذا بدء متابعة تحسين الإيرادات والتقليص من النفقات وتفعيل عملية التشجير وتزيين شوارع المحافظة.
هل يوجد تعاون بين الصندوق والمنظمات بما يخفف من الأعباء؟
– حتى اللحظة لا يوجد أي تعاون مع المنظمات ونأمل وندعو المنظمات العاملة في المجالات الانسانية والاغاثية المبادرة والتفاعل مع مشاريع صندوق النظافة والتحسين بمحافظة المحويت كونه الصندوق المحروم والذي يعاني من افلاس وتعقيدات واحتياجه لتدخل المنظمات بما يساعده على استمرارية ادائه خصوصا في ظل تداعيات العدوان والحصار.
لذا أناشد كافة المنظمات لدعم احتياجات الصندوق حفاظا على صحة المجتمع من الأمراض الناقلة للأوبئة والعدوى جراء تراكم النفايات ، وأناشد بالأخص اليونيسف وغيرها من المنظمات لدعمنا بمادة الديزل ومعدات لنقل الخلفات لمقالب القمامة بعيدا عن ممرات السيول حفاظا على صحة المواطنين.
ما مدى تعاون قيادة السلطة المحلية مع عمل الصندوق وتذليل الاجراءات ومعالجة الصعوبات؟
– السلطة المحلية في الفترة الراهنة تعاني كثيرا ولا تملك أي جوانب مادية حتى تقوم بمساعدة الصندوق، ويتمثل التعاون بحرص ومتابعة المحافظ فيصل بن حيدر واهتمامه المستمر لمعالجة الاشكالات والتحديات الماثلة أمامنا لتصحيح وضع الصندوق على كافة الأطر والجوانب التنظيمية والادارية والمالية والزام جميع مدراء ومسؤولي المديريات وأجهزة الأمن بالتعاون مع الصندوق لتحسين ايراداته طبقا للقانون وتخفيض الإجراءات المزعجة للمواطن.. واوجه الشكر لقيادة المحافظة على تنسيقها باستمرار مع بعض الجهات لإقراضنا مبالغ مالية لشراء مادة الديزل من أجل ديمومة أعمال النظافة.
هل تلقون تعاوناً ودعماً من جهات أخرى لتذليل الصعوبات أمامكم؟
– حتى الآن لم نتلق أي تعاون أو دعم من أي جهة سوى مبادرة من محافظ صنعاء الشيخ حنين قطينة الذي تفضل مشكوراً على مبادرته وإحساسه المسؤول بمعاناتنا بدعم الصندوق بفرامتين للنظافة بما يمكننا من سد بعض الاحتياجات الراهنة كون الصندوق يتطلب العديد من المعدات والنفقات التشغيلية.
ما مدى مشاركة صندوق النظافة في حملات مواجهة وباء الكوليرا؟
– من خلال المشاركة في حملات النظافة التي شملت مركز المحافظة والمديريات قبل قدوم شهر رمضان وما تزال الفرق الميدانية تواصل الأداء في مختلف المناطق المستهدفة بعموم المحافظة لا يصال رسائل التوعية المجتمعية بأهمية الحفاظ على البيئة وعدم رمي المخلفات في الشوارع والاسهام في عملية التوعية بأهمية النظافة العامة لتجنب انتشار الأوبئة والأمراض ومنها وباء الكوليرا التي تهدد حياة سكان المحافظة جراء توسع انتشارها في مناطق عديدة.
ماذا عن حملات وبرامج التوعية التي ينفذها الصندوق أو يفتقر لها ..وكذا الدورات التوعوية للعاملين وموظفي الصندوق؟
– بدأنا مشوار الألف ميل بخطوات معينة عبر تنظيم فرق العمل الميدانية وتوزيع المهام في مركز المحافظة والمديريات للقيام بحملات النظافة اليومية والمزمنة والتي تحمل في طياتها رسائل توعية شاملة بضرورة الحفاظ على البيئة والصحة والمظهر العام من أي تشوهات وأمراض ناتجة عن رمي المخلفات بشكل عشوائي ، وبإذن الله تتعزز الجهود لتأهيل كادر الصندوق بالدورات المتخصصة بالتعاون مع المنظمات والمشاريع المجتمعية النوعية والهادفة.
ماهو أبرز انجاز حققه الصندوق خلال الفترة الماضية في الأداء الميداني .. هل حقق نجاحاً ملموساً؟
– قطعنا خطوات لا بأس بها في بدء تنظيم العمل الإداري ونعكف حاليا على دراسة هيكلة الصندوق بما يتواءم مع طبيعة الاحتياجات الراهنة والمستقبلية وبما يمكننا من تطوير مهام الصندوق وجعله في الصدارة والتنافس مع صناديق المحافظات.
كما حققنا نتائج لا بأس بها في معالجة مشكلة الإيرادات ونواصل الجهود لمعالجة هذه المعضلة، وفي الشأن الميداني رفعنا خلال الحملة السابقة 435 طنا من المخلفات المتراكمة في مركز المحافظة ومختلف المديريات ونفذنا حملة استثنائية قبل قدوم رمضان بيوم وتم خلالها رفع أكثر من 80 طنا ، ونفذنا حملة تقليم وتشجيز مركز المحافظة وما تزال فرق الحملة تواصل مهامها في الميدان، إلی جانب الاهتمام بالنظافة اليومية للأسواق وادراج أسواق بيت مذكور وبيت قطينة وحصن المخير والمذوب وخبه والسهل والعرقوب وجبل الطرف وبني عريج وبني سعد والخميس وسوق جمعة ضمن خطة ومهام النظافة اليومية للفرق الميدانية للنظافة.
هل لديك مقترح لتفعيل برامج عمل الصندوق وتنمية موارده بما يمكنه من تلبية احتياجاته والإرتقاء بخططه العملية؟
طموحاتنا لا سقف لها ونختزلها بالحرص الدؤوب لتطوير مهام الصندوق من خلال صيانة المعدات الحالية وتتضمن خطتنا محاولة شراء معدات جديدة وتحسين الوضع المالي للصندوق وتطوير موارده وتحسين الدعاية والإعلان في كل مدن المحافظة وإنشاء حدائق وخطة لإنشاء متنزهات وكذا توسيع خارطة تغطية المدن ببراميل قمامة وتوسعه وضعها في مختلف الشوارع ومناقشة آليات نقل المخلفات بعيدا عن مجاري السيول وتخصيص مقالب مناسبة وتشكيل لجان عمل ميدانية للنظافة والتوعية المستمرة.
ماهي الرسالة التي يوجهها الصندوق للجهات الرسمية والمجتمعية والمنظمات بخصوص مشاريعه وأنشطته في ظل ظروف العدوان والحصار؟
– رسالتنا عامة وشاملة بأن النظافة مسؤولية الجميع، والمحويت من المحافظات السياحية التي تملك مقومات طبيعية كما تملك مناخاً فريداً وساحراً ، وعلينا جميعا أن نحشد الجهود والطاقات للحفاظ علي مدننا ومناطقنا بالنظافة المتواصلة.. وأوجه الرسالة للجهات المعنية بتنفيذ حملات لإبادة الكلاب الضالة والمسعورة التي تشوه منظر المدن والأرياف وكذا التحرك السريع لرش بعض المناطق لحماية المجتمع من الحشرات الناقلة للعدوى والأمراض.

قد يعجبك ايضا