يمثل شهر رمضان المبارك لدى الشباب العاطلين عن العمل وأرباب الأسر من ذوي الدخل المحدود فرصة ثمينة لا تعوض بالحصول على أعمال مؤقتة في مهن حرفية بسيطة تدر عليهم دخلاً يغطي نفقات رمضان وعيد الفطر.
وينتظر هؤلاء قدوم رمضان كل عام بفارغ الصبر لاستغلال إقبال الناس بالإنفاق على شراء حاجياتهم من المواد الغذائية ومتطلبات المائدة الرمضانية بتحويل شوارع المدن وأرصفتها لأسواق تزخر بالحلويات والعصائر والسمبوسة وأعواد السواك الذي يقبل عليه الصائمون.
وتشهد الأعمال الحرة التي يبتكرها العاطلون عن العمل انتعاشاً بموازاة الحركة التجارية في المحلات الكبيرة سواءً تلك التي تبيع المواد الغذائية أو الملابس, ويبقى الربح فيها وفير وطلب الرزق مضمون بمجرد عرض ما بحوزتك من حلويات أو خضار على عربيتك المتحركة.
موسم تجاري
ويعلق خبراء اقتصاد على هذه الظاهرة، قائلاً إن «شهر رمضان موسم تجاري كبير لبعض الأغذية والحلويات كالسمبوسة والخضروات نظراً إلى الإقبال عليها، وهذا يعوّض العاطلين عن العمل عن بقية شهور السنة».
ويضيفون «الكثير من الباعة ينتشرون على الأرصفة وفي الشوارع وفي مداخل الأسواق لبيع ما في حوزتهم من حلويات وعصائر، وبعضهم أصبح يملك محلات صغيرة على أرصفة الشوارع، ويستقطب زبائن اعتادوا الشراء منهم في كل عام».
ويقول محللون إن الزيادة الناتجة عن مستوى إنفاق الأسر برمضان وعادة الناس في الاستهلاك تغري العاطلين للعمل بالمهن الحرة وتوفر لهم فرص عمل وإن كانت مؤقتة لكنها تكفيهم لتغطية نفقات المواسم الاستهلاكية المتتالية التي تبدأ من رمضان مروراً بعيد الفطر ثم استئناف الدراسة وانتهاءً بعيد الأضحى.
تجار الأرصفة
وتشير دراسات ميدانية, إلى أن تزايد إنفاق الأسر على السلع والخدمات خلال رمضان بصورة دائمة, ومنها ما تغطي نفقاتها عن طريق السلف ومنها ما تلجأ لبيع ممتلكات شخصية.
وبحسب مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي في دراسة استهدفت معرفة العادات الاستهلاكية والشرائية للأسر اليمنية خلال رمضان فإن 54 % من الأسر تخصص ميزانية للنفقات الرمضانية.
وأظهرت الدراسة أن 80.5 % من المواطنين يلجأون إلى الشراء من الأرصفة بحثا عن رخص ثمن المنتجات والسلع. في حين تستقطب تجارة الرصيف 10.5 % من الأسر لاحتوائه على منتجات نادرة، لم يحصلوا عليها في أماكن أخرى، وتجتذب طريقة عرض السلعة 8 % من المستهلكين.
Prev Post
Next Post