مستنقع اليمن.. دروس لأمريكا قبل السعودية
– منذ اليوم الأول للعدوان الذي تشنه السعودية والإمارات بدعم أمريكي على اليمن ، أكد أغلب العارفين بطبيعة الشعب اليمني والجغرافيا اليمنية، أنه لا السعودية ولا الإمارات ولا كل الدول التي اشترت الرياض ودبي جنودها ، ولا حتى امريكا ، تستطيع حسم هذه الحرب لصالحها.
للأسف كان تكديس الأسلحة المتطورة ، والخزائن المتخمة بالأموال ، والعقلية القبلية التي تتولى مقاليد الأمور في السعودية والإمارات، بالإضافة الى الدعم الأمريكي ،والتحريض الصهيوني ، من العوامل المؤثرة التي استفزت غرائز العدوان لدى من يقف وراء هذه الحرب ، التي كان يُعتقد أنها ستُحسم خلال أسبوع أو أسبوعين.
اليوم وبعد مرور أكثر من أربع سنوات على هذه الحرب ورغم كل الخراب والدمار والموت والجوع والأمراض والحصار ، تخرج عليها مجموعة الأزمات الدولية ،بتوصيات تقدمها لأمريكا ،لا من أجل حماية أرواح الشعب اليمني ، بل لإنقاذ السعودية ومن ورائها أمريكا ، اللتين باتتا تقتلان أطفال ونساء اليمن لا من أجل تحقيق نصر ، بل لمجرد القتل والتعويض عن الهزيمة والفشل.
مجموعة الأزمات الدولية ، دعت أمريكا الى العمل على مساعدة السعودية ، للخروج مما أسمته “مستنقع اليمن” ،من خلال اقناعها بالكف عن الحلم بتحقيق انتصار وهمي في الحرب التي تشنها على هذا البلد منذ أكثر من أربع سنوات.
التقرير الذي نشرته “مجموعة الأزمات الدولية” جاء تحت عنوان “إنهاء مستنقع اليمن: دروس لواشنطن من أربع سنوات حرب” ، في خمس وثلاثين صفحة ، استطلعت فيه آراء العديد من الشخصيات السياسية من مختلف أنحاء العالم وخاصة في امريكا.
وجاء في جانب من التقرير: إن على التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد اليمن منذ عام 2015م أن “يتوقف عن التفكير في كيفية تحقيق انتصار ما على الورق، وأن يلتزم بدلا من ذلك التزاما تاما بالبحث عن مخرج سياسي، حتى لو كان ذلك يعني إعطاء الحوثيين على المدى القصير وزناً أكبر مما يرغب فيه”.
واضاف التقرير : “”خلال عهد أوباما، كان هناك اعتقاد واسع داخل الحكومة الأمريكية بأن الجيش السعودي، على الرغم من أنه كان مزودا بشكل جيد بالأسلحة الأمريكية، لم يكن قوة قتالية بارعة” ، واصفا حالة الأمريكيين وهم يساعدون السعودية في الحرب التي تشنها ، على لسان أحد المسؤولين الأمريكيين ، بقوله “كنا نعرف أننا ربما نصعد في السيارة مع سائق مخمور”.
التقرير دعا الى تعليق صادرات الأسلحة الأمريكية الى السعودية ، بعد أن ادركت القيادة الامريكية أن من المستحيل حسم الحرب لصالح السعودية ، وهذه الحقيقة نقلها التقريرعن السيناتور الديمقراطي كريس مورفي ، الذي استبعد أن تحقق السعودية أي حسم في هذه الحرب وقال إن “الحوثيين سيكون لهم دور كبير ومهم في الحكم المستقبلي لليمن”.
الملفت أن التقرير ينقل عن روبرت مالي، رئيس “الأزمات الدولية”، قوله إن السعوديين “يرون أنهم بحاجة إلى وضع حدّ للحرب ، لكنهم لا يعرفون كيف يفعلون ذلك .. فهم ما زالوا يعتقدون أنهم إذا مارسوا ضغطا عسكريا أكبر قليلا ، فإن الحوثيين سينهارون، وبعد ذلك سيكونون قادرين على إنهاء الحرب .. لكن لدينا أربع سنوات من الأدلة لدحض ذلك”.
رغم أن التقرير قال: كل ما كانت أمريكا تتحرج من قوله من قبل ، إلا أن الشيء المهم والأساسي الذي لم يقله التقرير ، والقائمون عليه يعلمون هذا الأمر أكثر من غيرهم ، هو أن تحالف العدوان على اليمن لا يحارب ، ما يروج له إعلام هذا التحالف كذبا “ميليشيا الحوثي” و “الانقلابين” و.. ، بل يحارب الشعب اليمني بأكمله ،ولهذا السبب ، يحاول هذا التحالف أن يرفع الراية البيضاء ، أمام صمود وتضحيات هذا الشعب ، فلو كان كل هذا التحالف الطويل العريض ،يحارب ميليشيا ، لكانت الحرب وضعت أوزارها منذ الأسبوع الأول لها.
*عن موقع شفقنا