الشهيد الزامكي رجل المبادئ والقيم الوطنية
محمد صالح حاتم
تحلّ علينا الذكرى الرابعة لاستشهاد العميد مهندس سالم عوض حيدرة الزامكي والذي اغتالته أيادي القتل والإرهاب أدوات امريكا وإسرائيل المسماة القاعدة اثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة في الأول من مايو 2015م،فأطلقوا عليه رصاصاتهم الغادرة قبل ان يصل ّالى جامع التوحيد بحي سعوان، اغتالوه وهو يحمل سجادته على كتفه، لم يكن يحمل رشاش او آر بي جي، فالشهيد الزامكي كان وطنيا ًيدافع عن وطنه، ولا يملك إلا ّوطنه اليمن ،كان مخلصا ًفي عمله، مجدا ومجتهدا ً،كان محل احترام للجميع في العمل وفي حارته وعند جيرانه وعند اصدقائه، كان دائما ًبشوشا ًمبتسما ً،كان ذكيا ًفاهما ًمطلعا ً،كان صحفياً يمتلك قلماً حرا وصوتا شريفا ًوكان محللا ًسياسيا ًوخبيرا ًعسكرياً محنكا ً،كان لا يجامل ولا يداهن، صريحا ًناطقا ًبالحق لا يخاف ألا ّالله، رغم اخلاصه في عمله وتفانيه في أداء واجبه إلا ّانه كان مظلوما ًمهضوما ًمن قبل قيادته، فالشهيد الزامكي رغم وطنيته وحبه لوطنه إلا ّانه استشهد وهو لا يملك بيتا ً ًيأوي اولاده، رغم أن ّزملاءه في العمل ومن هم أقل خبرة ًمنه واقل انجازا واخلاصا ًمن الشهيد الزامكي يمتلكون الفلل والعمارات والاراضي والعقارات والسيارات، وكلها من المال العام، ولكن هم هكذا الوطنيين العظماء لا يورثون البيوت او الفلل لا يبحثون عن مكاسب او مناصب مقابل وطنيتهم وحبهم لوطنهم، بل يورثون رصيدا ًمن النضال والوطنية والاعمال الذي سيخلّده لهم التاريخ وستتدارسه بعدهم الاجيال، ومنها نضالات واخلاص الشهيد الزامكي صاحب القلم الشريف والصوت الحر، عرفته من خلال متابعتي لمقابلاته وتحليلاته في القنوات التلفزيونية المحليه والعربية والعالمية، فكان دائما ًيتكلم باسم اليمن، ويدافع عن اليمن ووحدته الوطنية، كان ممن عارضوا هيكلة الجيش لأنه هذا يعني تدمير وتفكيك الجيش اليمني حسب كلام الشهيد الزامكي، وكان معارضا ًللاقلمة والاقاليم لأنها بداية للانفصال والانقسام ،كان معارضا ًلهادي خلال فترة حكمة المشؤومة، رغم كل الإغراءات التي قدمت له مقابل سكوته عن ما يخطط له وما يسعى العدو لتحقيقه من خلال هادي وحكومته، التقيت به اربع مرات قبيل العدوان ومع بداية العدوان كان آخرها يوم الخميس 30 ابرايل 2015م أي قبل استشهاده بيوم واحد، تحدثت اليه وتناقشت معه في امور ٍعدة وجدته وطنيا ًخالصا ًملما ًمطلعا ًموسوعة في الفكر والمعرفة ما يتعلق بالجانب العسكري كونه عقيدا ًفي القوات الجوية، وفي السياسة والصحافة كونه صحفيا ًوكاتبا ًسياسيا ًومحللا ًمتمكنا ً،يمتلك من الخبرة والمعرفة والمعلومة والفكر ما يجعل منه مفكرا ًوطنيا ً،سألته ذات يوم ..ما رأيك في انصار الله والسيد عبدالملك الحوثي؟ فكان رده:” السيد عبدالملك شاب وقائد محنك يمتلك من الحكمة والقدرة والقيادة ما يجعل منه قائدا ًعظيما ًفي المستقبل إذا تجنب بطانة السوء، وانصار الله جماعة تحمل مشروعا ًوطنيا ًكبيرا ًوإذا ارادوا أن ينجحوا في مشروعهم فعليهم أن يتمسكوا بشيئين الوحدة اليمنية والمذهب الزيدي الذي كاد أن يغيب من مجتمعنا اليمني وان يطمس بأفكار الوهابية والاخوان”، وقال إن السعودية هي السبب في كل مشاكلنا وهي وراء كل الحروب والمشاكل في اليمن والوطن العربي، وعند انطلاق طيران عاصفة القتل والدمار( عاصفة الحزم) سماها عاصفه (الخزي والعار)، ودعا مواطني واحرار نجد والحجاز إلى أن يثوروا ضد نظام آل سعود ،وان يتحرروا من هذا النظام المجرم والظالم، وسمعته يقول (لقد دمعت عيناي وانا اشاهد طيران العدوان تقصف وطني وتنتهك أجوائه)،وقال مقولته المشهورة (لن يعود هادي يحكمنا لو أتى معه حكام الارض جميعا)، فهذا هو الشهيد الزامكي الذي عاش وطنيا ًودافع عنه وضحى بدمه من اجل وطنه ووحدته، كان وفيا ًلمبادئه التي من اجلها عاش، وكان مبرا ًبالقسم الذي اقسمه عند تخرجه.
واليوم ونحن نحيي الذكرى الرابعة لاستشهاده والعدو لايزال يشن ّعدوانه على اليمن ولم يستطع طيلة اربعة اعوام أن يحقق اهداف عدوانه الزائفة، فلا شرعية هادي عادت ولن تعود كما قال الشهيد الزامكي، ولا الخطر الايراني وجد في اليمن، فإن علينا اليوم أن نتذكر نضالات الشهيد الزامكي وتضحياته، وأن يتم تخليد اسمه، وأن لا ننساه وننسى نضالاته، وأن يكون دائما ًحاضرا ًمعنا في خطاباتنا وذكرنا للمناضلين والمفكرين والشهداء الابرار، وكذا ندعو الجهات المعنية في الحكومة إلى أن تولي الاهتمام بأسرة الشهيد الزامكي وأسر كل الشهداء الابرار الذين ضحوا بدمائهم من اجل الوطن وهذا أقل ّما يمكن أن نقدمه لهم، فالشهيد الزامكي كان مدرسه ًفي الوطنية والعطاء والنضال والوفاء، كان وطنياً مخلصا ًلوطنه، عاش عظيماً وشريفا ًونزيها ًومات موتة الشرفاء العظماء .
فرحم الله شهيدنا الزامكي وكل شهداء اليمن الاحرار والذين بدمائهم سطروا اروع الملاحم والبطولات العسكرية، ورسموا ملامح مستقبل اليمن الواحد الموحد الارض والانسان القوي الحر والمستقل بسيادته وقراراته السياسية ، وافشلوا مخططات ومشاريع الاعداء.
وعاش اليمن حرا ًابيا ًوالخزي والعار للخونة والعملاء.