المحاور الثلاثة.. وثورة السودان واليمن
- العلامة / سهل إبراهيم بن عقيل *
• أحدثت ثورة السودان ارتباكاً كبيراً لدى دول التحالف، وبدأ بنيان التحالف ينهار شيئاً فشيئاً، حتى من الدول الداعمة له، كالولايات المتحدة وفرنسا، وغيرها…، خوفاً من المد لهذه الثورة في بلدانها.. وما قرارات الكونجرس والنواب إلا إشارة واضحة، لكل من الإمارات والسعودية، بفشل المخططات التي وضعت سلفاً لانهيار الثورة الشعبية، التي بدأ تأثيرها في المحيط الجغرافي لليمن بامتداد بعيد المدى، حتى داخل الدول الإستعمارية القديمة، وأمريكا اللاتينية وغيرها، وذلك لصمود الشعب اليمني المؤيد للثورة الشعبية المباركة.
• وهنا نقول هل سيمضي ( شوال وذو القعدة وشيءٌ من ذي الحجة ) بأحداث تغير جذرياً المحيط الجغرافي لليمن، وسيبعث من خلال ذلك التغيير إمّا حرب يتسع نطاقها على مستوى الجزيرة العربية والقرن الأفريقي، وفي محيط الشرق الأوسط، لا من مضيق هرمز وباب المندب فقط، بل أوسع من ذلك بكثير؛ لأن هذه الأحداث هي نفسها تشير بوضوح إلى قرب حدوث ذلك، وما هذه الأنفاس اللاهثة وراء السودان إلا لإبقائه في صورة استنساخ الثورة لحكم البشير تماماً بتمام.
• وهنا الواجب علينا، وخاصة خلال هذه المدة القصيرة، أن نبتدئ في حركة الاستباق للأحداث الإجرامية المتوقعة قبل وقوعها، لأن السنوات الأربع علمتنا بوضوح أن هذه الأحداث التي وقعت على اليمن كانت باستدعاء من الخونة والأراذل من قوات التحالف للعمل الإجرامي الذي طال كل المقدرات والبنية التحتية والإنسان والحيوان والشجر والحجر، حتى لم تبقَ أسرة يمنية في شرق البلاد وغربها إلا وذاقت الويل من هذا العدوان، ثكالى ويتامى وأرامل ومشردون وجرحى، وإفقار، وجوع حتى الموت، واستعمال كل ما يمكن استعماله، حتى مزارع الجراثيم، كالذي حدث في تعز بمستشفى الدرن، فلا تسمع في القرى والمدن إلا الصرخات من الذين لا يجدون قوت يومهم من هذا العمل الفظيع .. وقد صرح سلفاً مندوب السعودية والإمارات وغيرهما أنهم قد اشتروا كل شيء في العالم، بما في ذلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الإنسانية وغيرها من المنظمات الدولية، وغيرها …، ولذلك ترى الفشل الذريع لهذه النبتة الخبيثة لم يثمر إلا لعنات على من قام ويقوم بهذا التحالف، الذي لم يضم جيوشاً فقط لدول باعت أبناءها في هذه الحرب، بل ومنظمات تخريبية يكثر تعداد أسمائها .. وإن لطف الله وقدرته ونصره على هذا الطوفان الغاشم هو قبل دفاع اليمنيين عن ترابهم وأعراضهم ودمائهم، والله غالب على أمره، ولينصرن الله من ينصره.
* مفتي محافظة تعز