الإنسان اليمني أساس البناء والتنمية

 

محمد صالح حاتم

إن بناء الدولة اليمنية الحديثة في ظرف كهذا ووضع صعب تمر به البلاد، في ظل الحرب والعدوان والحصار الذي يتعرض له اليمن منذ أكثر من أربعة أعوام، يعتبر بحد ذاته مشروعاً عملاقاً وتحدياً كبيراً، وان اطلاق الرؤية الوطنية وتدشين العمل بها تعتبر أولى ثمار مشروع الرئيس الشهيد صالح الصماد [يد ُتحمي ويد ُتبني ]،هذا المشروع الذي أعلن عنه الشهيد الصماد في عام 2018 وفكرة المشروع تقوم على حماية الوطن والدفاع عنه وكذا العمل على بنائه، فاليمن ولله الحمد يمتلك كل المقومات التي تجعل منه بلدا ًقوياً، بلدا ًمكتفيا ًذاتياً، بلدا يصدر لا يستورد.

فإلى جانب ما تمتلكه اليمن من ثروات معدنية كبيرة وتحتل موقعا ًاستراتيجيا ً،وكذا اليمن بلد زراعية تشتهر بخصوبة ارضها وتنوع مناخها وتضاريسها وهو ما جعلها تعرف بالبلد الطيب واليمن السعيدة الخضراء، ورغم كل هذا فأن أغلى ما تمتلكه اليمن ويعتبر أهم ثروة هو الإنسان اليمني العظيم الذي استطاع على مر العصور أن يبني أكبر وأعظم الحضارات وأقوى الدول والتي حكمت مشارق الأرض ومغاربها، فالإنسان اليمني هو الثروة الكبيرة وهو الركيزة التي تقوم عليها الرؤية الوطنية لبناء الدولة الحديثة التي اعلن عن تدشينها والعمل بها  الرئيس مهدي المشاط يوم 24ابريل وكان قد صدر بها  القرار الجمهوري رقم 84 لسنة 2019 .

فالمطلوب اليوم ليس تشييد المباني والمؤسسات الحكومية والبنية التحتية من مدارس وجامعات ووزارات ومعاهد وسدود وطرق وجسور ومطارات وموانئ، رغم أنها من ضمن أهداف الرؤية ومن أساسياتها، بل أن المطلوب بناء مؤسسات الدولة التي تعتمد على الكادر البشري  الركيزة الاساسية للرؤية الوطنية، وذلك من خلال  تصحيح المفاهيم المغلوطة والثقافات المستوردة الدخيلة على مجتمعنا، بناء جيل واع ومتعلم متمسك بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف، وقيمه ومبادئه التي جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وان يحمل هذا الكادر على عاتقه الولاء لله وحب الوطن والعمل بجد وأمانة ونزاهة، وبما أن الإنسان هو أساس البناء والتنمية وحتى يتم تنفيذ الرؤية وتطبيقها على أرض الواقع وأن يلمسها المواطن ويجني ثمارها يجب أن يتم تطبيق النظام والقانون وتفعيل وإصلاح أجهزة ودوائر المنظومة القضائية والأمنية ،وتغيير بعض القوانين، وإعادة هيكلة مؤسسات ودوائر الحكومة، وأن يتم الضرب بيد من حديد ضد كل فاسد وناهب للمال العام، وضد كل من يعبث بأمن واستقرار الوطن، وكذا الابتعاد عن المجاملة والمحسوبية والعنصرية في عمل أجهزة الدولة وفي الوظيفة العامة وان يتم تغيير الروتين المتبع في دوائر ومؤسسات الدولة، حتى وان كان محكوماً بقانون فيتم تغيير وتعديل وتصحيح القوانين التي تعتبر حجر عثرة في وجه بناء الدولة الحديثة، دولة النظام والقانون والعدل والمساواة ، وان على كل مسؤول ان يعرف أنه ومن خلال منصبه وموقعه هو خادم للشعب وليس حاكماً أو آمراً عليهم ،وأن الوظيفة العامة في الدولة صغيرة كانت أو كبيرة تكليف وليست تشريفاً، فالشعب اليمني يطمح بدوله قويه عزيزة مستقلة، وعلينا ونحن ندشن العمل بالرؤية الوطنية أن نبتعد عن الشطحات والأمنيات المستحيل تحقيقها، فالشعب قد ملّ وسئم من هذه الوعود طيلة عقود من الزمن، لدرجة أنه فقد الثقة من كثرة الوعود التي كان  يسمعها سابقا ً.

فبناء الدولة يحتاج الى إرادة قوية، وأن يكون أساس بناء الدولة هي دماء الشهداء وأنات الجرحى وآهات الثكالى ،فعلينا العمل على توحيد الكلمة ورص الصفوف وتكاتف الجهود ونبذ الحقد والكراهية وطي صفحة الماضي ونسيانه بكل آلامه وأوجاعه وأحزانه وأن ننظر للمستقبل من خلال التصالح والتسامح والإخاء والتوجه لبناء يمن واحد قوي يمن يتسع لجميع أبنائه الشرفاء الوطنيين الأحرار .

وعاش اليمن حرا ًابيا ًوالخزي والعار للخونة والعملاء.

قد يعجبك ايضا