الرئيس الشهيد الصماد واليمن والعبقرية
حاتم شراح
عندما نرى في بلدنا العظيم القدرات الخلاقة التي تدهش العالم ندرك مدى ما يمتلكه هذا الشعب وكلما زادت محبتنا لشعبنا وأرضنا كلما تاقت نفوسنا لرفع اسمه عاليا ، وعندما يبرز عبقري أن ينبغ نابغة ، أو تظهر قدرات لشخصية ما كلما شعرنا بالفخر والاعتزاز ، ولكن يجب أن يكون هناك عتب على من قصر في حق هذه الشخصية ، وكم يعتصرنا الألم عندما تفقد اليمن من هذه القامات التي قدمت لليمن شيئا ما ، الرئيس الصماد هو عبقري من خلال قدراته وذكائه وقائد يندر أن يأتي الدهر بمثله ، وسنشاهد تأثير ومدى ما قدم وأثر وأنجز في فترة توليه القيادة بكل مستوياتها ، وكيف كان متحركا كأنه يشعر أن الموت سيسبقه فكان معه في سباق حتى أنجز ما أنجز وسطر لنفسه صفحة لا تمحى وحجز لنفسه مكانا مرموقا بين شخصيات ورجال اليمن ، وسيكون له منزلة ومستوى يتم دراسته في النظام السياسي الإسلامي ، حيث مثل ولي الأمر الزاهد العادل المؤمن النزيه الشجاع الكريم القوي العبقري ، وستدرس حياته وما هي المؤثرات والفكر الذي كان يعتنقه ، والثقافة التي كان يسير وفقا لتعاليمها ، وانتماؤه وكيف أثر على شخصيته هذا الانتماء.
نحن في اليمن نشعر بالفخر والاعتزاز كوننا ننتمي لهذا الشعب العريق العظيم المسلم بكل ما تعنيه الكلمة العربي بكل ما تتضمنه الكلمة من معنى ، نمثل العروبة والإسلام في أنصع صورهما ، وما تلك القصائد العصماء التي كتبها شعراء اليمن من القديم والحديث وكيف اعتزوا بعروبتهم وإسلامهم ، وهذه الهوية هي التي يجب أن تزرع في نفوس الأجيال ، وهي كفيلة بأن تنطلق من خلالها كل الطاقات الإبداعية ، وأن يسعى الشباب إلى أن يرفعوا اسم بلدهم عاليا كما رفعها الصماد في حياته وبعد مماته ، هل هناك قيادة تقترب من هذا العلم الشامخ المجاهد المؤمن التقي ، وستبقى خطاباته نبراسا نستلهم منها الفداء والتضحية.
لقد تأثر الرئيس الشهيد بعظمة المجاهدين عندما زارهم وشعر وقدر تضحياتهم أعظم تقدير عندما قال كلمته المشهورة «مسح الغبار من أقدام المجاهدين أعظم من مناصب الدنيا « هو فعلا يقدر ويثمِّن تضحيات المجاهدين ، وكان يرى أن القرب منهم يمنحه مزيدا من الثبات والطهر والتقى لاسيما وهو في موضع القيادة التي إن لم تتحلى بالطهر والنقاء والعدل سوف تسأل عن كل ما يعانيه الناس وهي مسؤولية كبرى ، وعندما كان يصل إلى المجاهدين كان يمنحهم معنوية قوية من خلال كلماته الصادقة التي لم تكن سوى تعبير صادق عن جهاده وتضحيته التي جعلته لا يبالي بالموت بل كان يتمنى الشهادة وقد نالها ، وتاقت نفسه إليها فهو لم يجلس في قيادة المجلس السياسي إلا ليقوم بواجبه دون تقصير بل كان مثالا وقدوة لجميع رجال الدولة ومثل العبقرية بكل جوانبها ، ولليمن أن تفخر وتعتز أنها أنجبت أمثال هذا الرجل الذي سيكون سلوكه معيارا للقيادة المثالية التي تعبر عن الإسلام وتمثله أفضل تمثيل ، وما تفقده لجبهات القتال إلا دليل ناصع على أنه لم يكن جاهلا ومتناسيا واجبات القيادة وهي هنا الرقابة والإشراف والمتابعة ، وبما أننا في حرب وفي جهاد فهذا الميدان هو الذي يجب أن توليه القيادة الاهتمام اللازم وهذا ما قام به الرئيس الشهيد.
ولعله في حياته وبرغم ما كان يقوم به لم يكن يمدح أو يشاهد صوره في الميادين بل لقد كنت استغرب ندرة الصور التي كانت له في فترة رئاسته وكأن ذلك كان متعمدا ، لأنه كان يتحرى الإخلاص وهذا ما جعله شخصية استثنائية وهنا مكامن العبقرية ، وهنا علينا أن نتلمس القدرات الإبداعية والاستثنائية في كل المجالات والتي لها تأثير حتى يتم استثمار قدراتها ، وأن يتم الاستفادة من تجارب الآخرين في رعاية وتقدير العباقرة ، وسنرى كيف تكون الثمرة ، وفي حضرة الرئيس الشهيد لا يمكن أن نذكر أي اسم غير أننا في هذا الشعب يجب أن نقدر ونفتخر بأي إنجاز أو تميز لمواطن يمني حيث أنه يمثلنا والتربة اليمنية هي التي احتضنته والبيئة اليمنية والثقافة اليمنية هي التي أنتجته .