العدوان من منظور المذبذبين
أشواق مهدي دومان
و لم أنهِ قولي لها : الحقّ معروف والباطل معروف ردّا على قولها : ” اللّه ينتقم الظّالمين كانوا من كانوا ” في جملة ولِدت من رحم المضلّلين ، خالطي الأوراق من يقولون بعدوان 18 دولة وفي الوقت ذاته يدغدغ تغاضيهم عن قول الحقّ مقولاتٌ زرعها المرتزقة والخونة فتلقفها المذبذبون بصدور رحبة وألسنة لاهثة اعتادت منذ 37 عاما أن لا تخرج ( حتّى بكلمة حقّ واحدة ) عن دائرة الزّعيم الصّنم أو الشّيخ الظالم ، بنفوس عبدت الحزب وزعيمه والشيخ ومذهبه وتركت القرآن غريبا مغتربا إلى أن جاء حليفه المنادي بالعودة إليه للخلاص من كلّ باطل فغدره الأصنام الأحمريون بإيعاز من ربّهم أمريكا ، فاستشهد حليف القرآن السيّد/ حسين بن البدر الحوثي ، ولا ذنب له إلّا صرخة نادى لها لإيقاظ الأمّة من سباتها قبل أن يكون مالا يحمد عقباه من احتلال للعقائد والأعراض والأوطان ، وباغتياله تأخر زخم المسيرة القرآنية وحوربت خمس مرّات ( بعده ) حروبا ظالمة ، ومع ذلك فنهج الحقّ والحقّ لا يموت في أرواح الرّجال فقد واصل السيّد القائد / عبدالملك بن البدر الحوثي نضاله وكفاحه لإيصال صوت الحقّ لمسامع الأحرار فالتفوا حوله ، وفرّ الدّيثة ، كارهو الحقّ ، عابدو أمريكا إلى مرابض عمالاتهم في الرّياض، وبقية عواصم عبادة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا التي لاهمّ لها إلّا تقاسم النّفط والغاز والمنافذ البحريّة واحتلال اليمن كلّ اليمن بعد تمزيقه لأقاليم ؛ ولهذا أعلنت أمريكا وأخواتها الحرب على مسيرة القرآن الذي رفضهم قائدها وشعبها و قال لهم من أوّل يوم لعدوانهم : ” في اليمن هذا غير وارد “.
بينما غفل عن ذلك الخونة الذين لم يتركوا لشعوبهم ثروة في خزائن الدولة في حين ورّثوا أبناءهم وأحفادهم من أموال هذا الشعب المنهوب ما يغني ولد ولدهم وتركوا للشّعب أحقادا تقطر من ألسنة محبّيهم الحمقى والتي منها : مسلم يقتل مسلم ، وفتنة ، وما أكثرها من مقولات لفتني منها مقولة جارتي : ” الله ينتقم الظالم من كان يكون ” لأحاول التوضيح بأنّ الظالم معروف ، ولم أكمل جملتي حتّى سمعنا ( أنا وهي ) ذلك الصّوت لقصف حيّ سعوان ، وشعرنا بتلك الهزّة والرجّة ، فأكملتُ : هذا هو الظّالم ، وهذا هو الباطل ، وهذا هو الذي يدمّر اليمن بشرا وحجرا .
أيّها المذبذبون: قاتِل اليمن هو منافق يعميه حقده عن رؤية من يقصف البشر ويهدم البيوت بلا ذنوب ولا جرائر، الظالم هو تحالف العدوان ومن والاه، لتمضي بعدها تلك الجارة إلى منزلها، وكذلك فعلتُ فقد عدتُ بذلك الوجع يعتصر الفؤاد ليس من هول الجريمة التي خطفت أرواح تلك الطالبات البريئات فحسب، بل أيضا من تشابه كلام جارتي مع إحدى قريباتي التي اعتدنا سؤالها عبر الهاتف، وقد آلمني استخدامها لجملة جارتنا ( فثقافتهما عفّاشيّة واحدة ) : ” اللّه ينتقم الظالم من كان يكون ” !!!!!
فعجيبة ، بل وأمّ العجائب حين يعترفون ويرون دخاخين وأتربة قصف العدوان من على بعد ، ويشمّون رائحة قنابل وصواريخ العدوان ، ويرون أشلاء الأبرياء ودماهم بأمّ أعينهم ويسمعون صرخات المفجوعين بفقد فلذاتهم ولا يحرّك فيهم ذلك أدنى عقيدة بأنّ المعتدي هو المحتلّ وهو الذي كان ضعيفا لولا وجود من برّر له واستدعاه وأعطاه الضوء الأخضر ليقتل اليمن كلّ اليمن بمعاونة مرتزقة فرّوا قبل ستة أشهر من إعلان عاصفة الامبراطورية ( الثالوثية بريطصهيوأمريكية ) المتقنّعة ببني سعوزايد ونعالهم، كما استمر فرارهم أثناء العدوان من جنرالات وزعماء ولابسات براقع ووزراء و…الخ .
فكم هو مؤلم أن يتعامى من يسمع ويرى القصف ومع ذلك يستمرّ ويخلط السمّ في العسل ولا تجده إلّا عابدا لخائن أراد تسليم البلاد للمحتل، وأراد الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، فكانت نهايته نهاية أيّ خائن لكن ظلّت ثقافته العمياء البائعة والمتاجرة بالقيم محفورة في نفوس المذبذبين ، من عبدوه صنما يوم قالوا عنه في 2011م: ” مالها إلّا عليّ ” ، وحقيقة فقد علمتُ عن شخص سجد لصورة عفّاش ، وقال : “إنّ عفاش نبي” ،ليستمر أولئك في انحرافهم وتوجيههم بوصلة العداء لأنصار اللّه بترديد نفس اسطواناتهم المشروخة والتي أصبحت سيماء لهم في ألسنتهم حين يختزلون كلّ تضحيات رجال اللّه ويتناسون الحصار وكلّ المؤامرات وكلّ العدوان الظالم في مقولات عارية عن الإنصاف، ولا يختلف عنهم الإخوانجوهّابيّون حين يلتذّون بثقافة التّدجين والاستسلام للمحتلّ ، وتكفير وذبح المخالف لهم رأيا وهم من يمثّلهم بيت العنكبوت ، ومن هنا يجد العدوان ثغرة مهيأة لإنفاذ تضليله الإعلامي والكذب من قنواته التي تخبّر عن فرحة العدوان باستهداف معسكرات مليشيات الحوثي ( قولتهم ) ، فيصمت المذبذبون عن قول الحقّ، ويعودون لمربع الصّفر يرددون معزوفاتهم النتنة في عمق الوجع بلا مراجعة للسّمع والبصر والفؤاد الذي سيقف كله مسؤولا أمام اللّه في محكمة يوم الحساب الأعظم يوم لا تغادر فيها الصغائر قبل الكبائر ، والسّلام.