دمَّر 33مسجداً والكثير من المعالم التاريخية في الحديدة

العدوان السعودي الإماراتي على خطى داعش

 

 

الثورة / غمدان أبوعلي

نفذ العدوان السعودي الإماراتي حملة ممنهجة لتدمير المساجد الاثرية ودور العبادة والاضرحة في محافظة الحديدة وعلى خطى ” داعش ” منذ أن شن عدوانه البربري منذ 4 أعوام، حيث ادى عدوانه الظالم الى تدمير أكثر من 33 مسجدا” أثريا” في محافظة الحديدة تم بناؤها منذ القدم في المدينة وعدد من القرى والارياف التهامية ..
ولم يقتصر العدوان السعودي الاماراتي الامريكي على تدمير المنازل والبنى التحتية والمنشآت التعليمية وقتل المدنيين بل تمادى كثيرا في جرائمه وطغيانه وتعدى ذلك الى تدمير المساجد الأثرية والاضرحة والمقدسات الاسلامية في محافظة الحديدة والتي تعتبر تراثا” أثريا” لليمنيين دون، أي اعتبار لحرمة ومكانة بيوت الله.
يقول مدير عام مكتب الأوقاف والارشاد بمحافظة الحديدة السيد سليمان محمد محمد حسن الفقيه إن العدوان ومرتزقته أمعنوا في استهداف المساجد الأثرية في محافظة الحديدة وعدد من المديريات التابعة لها لأنها تعتبر رمزاً من رموز حضارة وتاريخ اليمن ولهذا الشعب العظيم ولأن العدوان يعرف تماما ان المساجد الأثرية هي اساس هويتنا الدينية، ولأن السعودية والامارات تعرفان أنه ليس لهما تاريخ ولا حضارة وليس لهما اي معالم إسلامية اثرية فمن المؤكد أنهما يريدان ان يكون اليمن مثل بلدانهم بدون تاريخ وبدون معالم اثرية وبدون هوية ولأن المساجد الأثرية هي التي تشد الروح الإيمانية وهي حلقة وصل بامتداد الدين الاسلامي الى الوقت الحاضر .
ويضيف الفقيه: إن العدوان يسعى من خلال حقده وإجرامه واستهدافه المعالم الأثرية والمعروفة منذ القدم في مدينة الحديدة الى طمس الهوية الإيمانية كما أسلفت في القول سابقا” وطمس المعالم الأثرية والتاريخ اليمني المعاصر، فبلدانهم لا تمتلك مثل هذه المساجد الأثرية ولا تمتلك حتى مواقع تاريخية أثرية فهي كانت عبارة عن صحارى ومراعي للأبل والاغنام فقط ، ولأن اليمن هي أصل الحضارة العربية والإسلامية فلذلك تجدهم يحملون في قلوبهم الحقد والحسد علها لأنهم لا يستطيعون أن يصلوا ببلدانهم الى ما وصلنا إلية نحن في التاريخ، فلو بحثنا في كتب التاريخ وحتى في بعض كتبهم لوجدت أن اليمن هي من تمتلك العراقة والأصالة والتاريخ والشهامة والرجولة والصمود، على خلاف بلدانهم التي تفتقر أبسط هذه المميزات، فهم لا يتباهون بأي مبان أثرية لأنهم لا يجدونها واتجهوا الى التفاخر بالبنايات العالية الحديثة التي لا تمت للتاريخ بصلة ويفتخرون بأشياء خارجة عن الدين الاسلامي كالمراقص والملاهي الليلية والكابريهات ..
وأوضح أن طمس الهوية الوطنية والحضارة اليمنية له علاقة قوية بالعدوان على بلادنا فالعدوان من خلال مرتزقته في جبهة الساحل الغربي سعوا الى تدمير عدد من المساجد والمعالم والمباني الأثرية لأنك اذا ارت ان تهدم شعباً فعليك أن تهدم تاريخه المعاصر وجعله ينسى كل شيء يمده الى اصله، فمثلا” اذا ارات ان تميت شجرة فعليك بقطع عروقها وسيجعلها ذلك تموت ببطء إلى ان تتساقط اوراقها فتاريخ اليمن المعاصر كمثل الشجرة الطيبة المثمرة واستهداف العدوان الأماكن الأثرية ودور العبادة والمساجد الأثرية كمثل تقطيع عروق هذه الشجرة ..
ويقول الفقيه : لانهم يريدوننا ان نكون مثلهم في الهوية والتاريخ فهم يستهدفون كل مآثر تاريخ ديننا الاسلامي وهويتنا اليمنية لكي لا نجد بعدها ما يربطنا بديننا الإسلامي، وبعدها سيقومون ببناء مساجد لنا يفصلونها كما يشاؤون وفق منهجهم المتطرف الذي يحملونه .. ولكن هيهات لهم ان ينالوا ذلك فكلما هدموا مسجداً اثرياً في وطننا الحبيب كلما ثبتوه في قلوبنا بل و بنينا ألف مسجد في قلوبنا وزادت صلتنا بالله وهويتنا وحضارتنا الإيمانية اليمنية ..
وتشتهر محافظة الحديدة بمساجدها الاسلامية ومآذنها الأثرية القديمة التي تمثل تراثا يفتخر به أبناء تهامة على مر العصور ومنها جامع (الجن ) بمديرية الدريهمي الذي تم تدميره من قبل متطرفين تابعين للأمارات منذ اشهر وهو أحد المعالم الأثرية والقلاع التاريخية والمساجد القديمة التي يعود تاريخ بنائها الى مئات السنين وتشتهر بها المحافظة ،إذ يعود تاريخ بنائه إلى عام 1011ه‍ على يد السيد علي بن المقبول الأهدل .
كما اشتهرت محافظة الحديدة بوجود أحد المساجد والمعالم الاسلامية الاثرية القديمة في مديرية التحيتا هو مسجد الفازة أحد أقدم المساجد في اليمن، ويقع في قرية الفازة، على ساحل البحر الأحمر، ويتبع مديرية التحيتا، ويقع على بعد 10 كم إلى الغرب من مدينة زبيد.
ومسجد الفازة مسجد أثري قديم أسسه الصحابي الجليل معاذ بن جبل عند قدومه لليمن كما تذكر كثير من المصادر التاريخية وجدده الوزير الحسين بن سلامة في عهد الدولة الزيادية .
ويعتبر مسجد الفازة – كما يؤكد المؤرخون – معلما” من المعالم الإسلامية في اليمن، وتذكر مصادر التاريخ أن ملوك دولة بني رسول كانوا يأتون إلية من تعز للاحتفال بعيد سبوت النخيل في الفازة، الا انه تم تدميره من قبل جماعات مسلحة متشددة دفعت بهم الامارات لتفجير إرث وحضارة بلادنا وقامت بتدميره بعبوات ناسفة ومساواته بالأرض تماما” ..
ويستمر العدوان السعودي الامريكي في إجرامه الذي يستهدف البشر والحجر ونسف تاريخ أبناء اليمن وحضارته والقضاء على تراث محافظة الحديدة التي يعود تاريخ بنائها الى عهد الدولة الرسولية .
ويؤكد مدير عام مكتب الأوقاف بالحديدة سليمان الفقيه أن عدد المساجد الأثرية التي تم استهدافها من قبل العدوان السعودي الاماراتي ومرتزقته المأجورين 33 مسجدا” في عدة مديريات منها ما دمر كليا” ومنها ما دمر جزئيا” فالمساجد الأثرية القديمة العريقة التي دمرت كليا” هي : مسجد زبيد ، مسجد سوق زبيد ، مسجد الليثي التاريخي زبيد ، مسجد الجوزي الاثري الخوخة ..أما المساجد الأثرية التي دمرت جزئيا” هي :
مسجد سوق الهنود ، مسجد سوق التحيتا ، مسجد ميناء الخوبة، وهناك مساجد اخرى دمرت جزئيا” وكليا” مثل: مسجد سوق حيس ، ومسجد قرية الطائف الدريهمي ، ومسجد الفلاح بالضحي ومساجد عدة في المديريات .
وهنا يمكن القول إن العدوان استهدف مقومات الدين الاسلامي لأنه لا يحمل الهوية الإيمانية، لان الذي لا يحب الدين لا يحب ان تبقى الروابط التي تربطنا به موجودة.
ووجه الفقيه عدداً من الرسائل لدول العدوان والمتطرفين الذين تدفع بهم لتدمير إرث وتاريخ وحضارة بلادنا حيث قال: رسالتي للعدوان ومرتزقته ونحن على أبواب العام الخامس من الصمود والثبات أنه كلما زاد عدوانكم كلما زادت قوتنا وصمودنا وثباتنا، زرعتم في قلوبنا حب التضحية لأجل وطننا الحبيب قدمنا شهداء اطفالاً ونساء ورجالاً ومجاهدين وزاد في قلوبنا دافع الثأر منكم وتلاحمت جبهتنا الداخلية وزاد حبنا للدفاع عن وطننا وزادت معرفتنا بأنكم قوم بغاة غزاة محتلون مرتزقة وعبيد للدول الكافرة التي تحارب الاسلام والأمة الإسلامية فلا تظنوا ان عدوانكم سيجعلنا نركع لكم او نقدم التنازلات التي تقبح الوجه كما يفعل مرتزقتكم الذين تحركونهم كيفما شئتم كالبهائم وكالعبيد فحبنا للموت والشهادة هو كحبكم للحياة بل واُكبر من ذلك لأنكم تلهثون وراء المال ،وهيهات أن تصلوا إلى مبتغاكم في اليمن، فاليمن عرفت منذ قديم الزمان بأنها مقبرة الغزاة .

قد يعجبك ايضا