الحشد للسبعين وبوادر النصر
حاتم شراح
عندما يتم الحديث عن الحشد للسبعين في الذكرى الرابعة للعدوان، نعتبر ذلك من باب الاحتفال بالنصر، فأربع سنوات من الصمود، والتحدي والثبات تعتبر من بوادر النصر كما أن الشعب اليمني الذي بذل الغالي والنفيس في سبيل الذود عن أرضه، وعرضه، والذي أثبت للعالم أنه شعب عريق يمتلك حضارة، وشعب يمتلك بنية اجتماعية ممثلة بالقبائل التي تمثل بنية اجتماعية لها ثقلها في كل القضايا، ويستحيل تمرير مشروع استعماري مهما كان، ولهذا نلاحظ أن مواقف اليمن من قضايا الأمة كانت نابعة من قناعات شعبية، لا يمكن لأي سياسي أن يتخطاها، وعندما يتم الكلام عن الحشد للسبعين فذلك للاستدلال على عظمة هذا الشعب الذي يسير في طريق النضال، والتعبير عن عظمته من خلال مواقفه تجاه قضايا الأمة، وفي هذه الظروف التي تعتبر مفصلية في تاريخ العرب المعاصر حيث أصبحت معظم الدول العربية تتقزَّم أمام عملاء الغرب الذين يريدون بكل بجاحة تمرير مؤامراتهم ومشاريع الغرب التي عجزوا عنها فيما مضى، والآن وجد من أبناء هذه الأمة من أصبح على استعداد أن يبيع المقدسات، ويتنازل عنها، ويتم تنفيذ هذا المخطط بعد أن تم استدراج الأمة إلى حروب وانقلابات مدفوعة الثمن، وتضليل الرأي العام، وتحريف بوصلة الشعور العربي، والإسلامي القومي، وتغذية الطائفية، وتفريق الأمة وتنفيذ مخططات أعداء الأمة بشكل فاضح غير أن هناك من أبناء هذه الأمة من ابتلع الطُعْم وصدق أكاذيب وألاعيب العملاء التي تم من خلالها تضليل الرأي العام مما أدى إلى تشظي وتمزق الجسد العربي والإسلامي بشكل يقود إلى ثورة عامة سوف تجتث كثيراً من الأنظمة العميلة التي وجدت لتقوم بمهمتها التي هي الآن تنفذها بكل بجاحة، ولكن أن يبقى هناك من يمانع ويرفض هذا المشروع التفتيتي للأمة العربية والإسلامية، فهذا ما يقض مضاجع هؤلاء مما يقودهم لمواصلة الحرب، متناسين أن أي حرب في الكون لابد لها من نهاية ، ولابد أن تتضح الأمور، وتصل إلى حالة تتجلى فيها الحقائق، وتصبح الخسائر مضاعفة على المكاسب، وعندها يصبح إيقاف الحرب أمراً حتمياً، وهذا ما يشعر به المرتزقة حيث يرون في إيقاف الحرب نهاية لهم، كما أن لهم أجندة ينفذونها، ويجب أن تسير حتى يتم تحقيقها، الحشد للسبعين سيتحدث عنه التاريخ أن هناك شعباً عظيماً لا يرتضي ما يحدث اليوم، ولا يوافق على تلك الخيانات التي يقوم بها عملاء أعداء الأمة الذين يريدون القضاء على نضال وتاريخ وبطولة شعب فلسطين الذي يراد لأهله أن تصادر حقوقهم في العودة إلى وطنهم وفقا للقوانين الدولية، والمعاهدات الأممية والتي بموجبها تم إيقاف حروب وثورات واعتصامات، وللأسف أن العملاء القدامى كانوا أرحم من عملاء اليوم، فعندما تم إجلاء الفلسطينيين من وطنهم وخروجهم بعد حرب 1948م، وحرب 1967م، كانت الأمم المتحدة قد كفلت للفلسطينيين حق العودة الذي يراد اليوم إلغاؤه، وهذا من المشاريع التي كان العمل يتم فيها من وقت مبكر غير أن هناك من الدول من رأت في ذلك تحمل أعباء باهظة، ولنا أن نتذكر كيف قلصت الولايات المتحدة مساعداتها للاونروا وكثير من الممارسات التي لا تحتمل سوى أن هناك من يريد أن يضيع حقوق الفلسطينيين التي كفلها لهم القانون الدولي، ولنا أن نتأمل كم عدد الفلسطينيين في العالم وهم مشردون في كل دولة، ومات الكثير منهم، وأولادهم ينتظرون اليوم الذي يعودون فيه إلى وطنهم، وهناك في الأردن ولبنان، وسوريا أعداد بالملايين يتحرقون شوقا ولهفة للعودة إلى وطنهم ، فأي غباء هذا الذي يراد بحقهم، إن كل دول العالم تتضامن معهم وعندها سيحس هؤلاء العملاء بدناءتهم كما سيشعر من يواليهم ويتعاون معهم أنه حقير بحيث سيخجل من نفسه، ربما الخروج للسبعين سيكون من باب مناصرة المستضعفين في هذا الشعب ، وهناك من الشعور بالرضا، والشعور بالراحة النفسية عندما يكون للإنسان موقف في مثل هذه الظروف التي ينظر العالم فيها إلى الشعب اليمني نظرة العاجز، ونحن في هذا الشعب يراد لنا أن نكون مثل هؤلاء لا نحرك ساكنا، ولا نحس بمعاناة الآخرين، ولا نتفاعل مع قضايا الأمة ، وها نحن نلاحظ كيف سكتت الجماهير في كثير من الدول عندما تم إدخالها في صراعات داخلية، الهدف منها أن تنشغل بقضاياها الداخلية، واليمن اليوم تكتسب من الأهمية في المحيط العربي والإسلامي ما يؤهلها لأن تقود زمام المبادرة، فهي الوحيدة التي تتكلم باسم المواطن العربي والإسلامي، وما الحرب الضروس إلا دليل على أن هناك من يرى ذلك واضحا للعيان حيث الصحوة واليقظة، والاستعداد للدفاع والتضحية في سبيل مقدسات المسلمين، والتي أولها المقدسات في فلسطين، والرسالة التي يراد إيصالها من ميدان السبعين هي أن الوقت انتهى لمن يساعد العدوان على بلده، وانه لن يتركه يجني أي مكاسب بل على العكس سوف يتحمل كل الخسائر.