اليمنيون يرسمون لوحة الصمود الرابعة
عبدالفتاح علي البنوس
طوفان بشري هادر ، ملأ السبعين ميداناً وجنبات ومداخل ، لتمتد الجموع المحتشدة نحو ميدان السبعين وجولة المصباحي وجسر 45 هذا المشهد المرعب للأعداء كان حاضرا في ساحة واحدة من ساحات عشر احتضنت فعاليات الذكرى الرابعة للصمود ، كل هذه الجماهير الحاشدة من الذكور والإناث الكبار والصغار تجمعوا في ميدان الصمود يشاركهم في ذلك الرئيس الشهيد صالح علي الصماد ورفاقه من أضرحتهم التي تتوسط الميدان ترقب الجموع المحتشدة ، مجسدة كل معاني الوفاء لقائد حمل روحه على راحتيه وجاد بنفسه راضيا مرضيا في سبيل الله ذودا عن الوطن وحماه ومكتسباته وسيادته وأمنه واستقراره ، ميدان السبعين ومداخله وجنباته والشوارع المؤدية إليه تحول صبيحة الثلاثاء الماضي إلى مشهد مصغَّر للمحشر دشن خلاله اليمنيون العام الخامس من الصمود بكل شموخ وعنفوان ورسموا الجزء الأكبر من لوحة الصمود اليمنية الكبيرة من ميدان الصمود والعزة والشموخ والإباء ، ميدان كل اليمنيين الشرفاء الأحرار.
صعدة الصمود والتحدي أيضا كان المشهد الكرنفالي للصمود فيها بديعا وزاهيا وكبيرا رغم ما نالها وأهلها من قصف وتدمير وإهلاك للحرث والنسل إلا أن صعدة خرجت عن بكرة أبيها للمشاركة في رسم الجزء الخاص بها في لوحة الصمود الكبرى ، وإلى إب الغروب كانت فعالية الصمود بحجم إب ورجالها الأفياء الذين جسدوا أروع صور الصمود ورسموا الجزء الخاص بهم في لوحة الصمود بكل تميز ، وهو حال جارتها الجريحة الحالمة تعز التي لم تتخلف عن الموعد وكان أهلها حاضرين لرسم الجزء الخاص بهم في لوحة الصمود الكبرى رغم الأنين والوجع ، وفي البيضاء كان المشهد رائعا لقبائل البيضاء وهم يرسمون الجزء الخاص بهم في لوحة الصمود الكبرى ، وفي الجوف بلاد النخوة كان للصمود في ذكراها الرابعة الحضور اللافت والمشهود، حيث نجح أحرار وشرفاء الجوف في رسم الجزء الخاص بهم في لوحة الصمود الكبرى ، واختتم مشهد الصمود الصباحي برسم أبناء ريمة الجزء الخاص بهم في لوحة الصمود الكبرى بحضور يليق بريمة وقبائلها الشرفاء.
وفي المشهد الاحتفالي المسائي رسم أبناء الحديدة كما هو العهد بهم واحدة من أروع وأجمل وأنقى لوحات الصمود اليمني في ذكراه الرابعة في لوحة تهامية خالصة رغم القصف والحصار والمعاناة إلا أن الحديدة برجالها ونسائها رسمت بكل إبداع وفن الجزء المخصص لها في لوحة الصمود الكبرى الذي طرزته بالفل التهامي العابق بالجمال والسحر الأخاذ ، وعلى مقربة منها كانت حجة وما أدراك ما حجة ؟! بوابة النصر وحصن الوطن الحصين هي الأخرى تخط ملامح الصمود وترسم أبهى حلله في فعالية جماهيرية حاشدة هي الأولى من نوعها على مستوى المحافظة فكان المشهد في غاية الدهشة ونجح أحرار وحرائر حجة في رسم الجزء المخصص لهم في لوحة الصمود الكبرى ، مسك الختام الذي اكتمل به المشهد اليمني ولوحة الصمود الكبرى كان من ذمار النصرة والمدد ، مصنع الرجال الشرفاء الأحرار ، ذمار التضحية والفداء ، في ذمار رسم الذماريون والذماريات في استادها الرياضي والشوارع المحيطة به الجزء الأخير من لوحة الصمود الكبرى ، لتكتمل الصورة بذمار ومن ذمار فكان الختام مسكا وكان المشهد رائعا يليق باليمن واليمنيين في ذكرى الصمود الرابعة.
بالمختصر المفيد: رسم اليمنيون الثلاثاء الماضي أروع صورة للصمود في العالم بأسره ، صورة مكتملة الأجزاء ، بديعة المحتوى ، رائعة التفاصيل ، دقيقة التأثير ، آسرة النظر ، وبهية المنظر ، وفريدة المشهد ، ودعنا فيها العام الرابع واستقبلنا العام الخامس بعزيمة أمضى ، وإرادة لن تلين ، وأعيننا تتوق للنصر والتمكين ، معتمدون ومتوكلون على الله ، ومسلَّمون له وواثقون به جلَّ في علاه ، مصطفون خلف قيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي قائد المسيرة اليمانية المظفرة ، وفخامة الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى ، ومساندون لجيشنا المغوار ولجاننا البواسل في معركة التحرير ، معركة النفس الطويل ، معركة الدفاع عن الأرض والعرض والشرف والسيادة والكرامة ، معركة الصمود والثبات والمواجهة.
قدماً قدماً قدماً نحو النصر ، هيهات منا أن نذل أو نهون ، أو أن نخضع أو نركع ، إما النصر وإما الشهادة.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.